● ما الينابيع التي تلتقط منها أفكار لوحاتك؟ وهل مازال المشهد المرئي هاجسكم؟- أقول كما قال الفنان الكبير مايكل أنجلو:" الفنان يتابع أوامر عقله ولا يعتمد على العفويات اليدوية"، هذا القول علينا أن نستخدمه كقاعدة وأن نعطي أشياء يرضى عنها العقل والضمير، فاللوحة التي لا تحمل رسالة تبقى فقيرة من كل جمال، ليس من شروط أن تكون اللوحة واقعية كي تكون عقلية وممتعة، الجمال يستوعبه كل إنسان كان، والجمال لايعيش فقط في المظاهر الخارجية للعمل الفني أيضأ نجدها في مضمون العمل، الإبداع لم يكون قط لتحطيم ما سبق ؟ له مكان في كل عمل، حين كان الفنان "سيزان" يرسم الطبيعة كان يترك في زوايا الطبيعة بصمته في الفن التجريدي ولم يُعرف آنذاك عن التجريدية، هذا الذي أريد أن يعرف عنه الفنان الجديد لايمكننا تحطيم أصول الفن فقط ليُقال عنا أننا مبدعون، لهذا أنهي حديثي عن هذا السؤال المهم هناك مظاهر لم أستخدمها خلال مسيرتي الفنية فهي مظاهر لم تُرضِ عقلانيتي الخاصة فقط لهذا يعرف البعض أنني أعطيت في لوحاتي أشياء كثيرة من الحداثة، وإن كانت في إطار واقعي تعبيري أو تجريدي.
تقنية فنية
● هل أنت أسير تقنية أو أسلوب فني معين؟- طبيعتي كناقد وباحث وفنان تجعلني أعشق كل جميل، وكل أساليب الفن العالمية هدفها الأول تقديم الجمال واللوحة التشكيلية يجب أن تكون جميلة بأي أسلوب كانت، وما من فنان نال الشهرة العالمية دون ممارسة أنواع من التجارب وأنواع من الأساليب الفنية في عهده وإن أشرنا إلى أسماء مثل عميد التكعيبية أو عميد الرومانسية أم زعيم الواقعية أو شاعر التجريدية لكن جميعهم مارسوا أشياء مختلفة وبعيدة أحياناً بعضها عن بعض، ودائماً الفنان يضيف تجاربه الخاصة، وهذا حال الفنان "عبدالقادر الخليل" لقد أنجزت لوحات في معظم الأساليب التشكيلية بطابعي الخاص في المحبة والمودة لكل اتجاه ويجب أن أضيف، ليس الفنان من قطعة معدنية بل هو إنسان له شعوره وإحساسه الذاتي فلهذا يختار في عمله الأسلوب الذي يعطي الراحة لضميره ويستطيع تقديم عمله في الأسلوب المناسب للفكرة.أزمة كورونا
● هل قدمت عملاً يعبر عن تلك الازمة التي يعيشها العالم ؟"لقد قال زعيم الحركة التجريدية الفنان الروسي كاندينسكي، إن الفن التشكيلي الحقيقي هو السابق لزمنه وتحمل منجزاته أشياء من المستقبل" وأنا كباحث وناقد فني مُطلع أعرف أن الفنان التشكيلي المنتج يسبق عهده في الإشارة إلى بعض الأشياء من المستقبل لكن الفنان التشكيلي وهبه الله ميزات عديدة وميزه عن الآخرين بشعور عميق وبنظرة بعيدة المدى يتمتع بإحساس روحي دقيق، وفي بعض الأحيان يرسم أشياء دون أن يعرف لماذا؟ لكن بعد مضي فترة من الزمن يجد الجواب على ذلك، وأريد القول إنه من الواجب أن يكون الفنان مؤرخاً للمكان والزمان، وهذا يظهر في لوحاته التشكيلية فما هو الفنان إن لم يشعر بمأساة الآخرين؟ ماهو الفنان الذي لا يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها؟ وما فائدة الفن إن لم يشرح محاسن الجمال في المنطقة التي تتمتع بالجمال؟ وما فائدة الفنان إن لم يُجسد في لوحاته مظاهرات من المصاعب التي تمر في البلد؟ ولهذا أنجزت أعمال تشرح عن كل أزمة اجتماعية، كانت في بلدي سورية أو في الوطن العربي وعن كل أزمة تركت في لوحاتي نوع من التوعية أوالاشارة الىتلك الحوادث
●... وهل استطعت من خلالها أن تنجز اللوحة التي في مخيلتك؟- من طبيعة الفنان أنه غير مستقر لفكرة ما بل الاستقرار هو نهاية العمل حين يقول انتهيت ولهذا كان يقول الفنان بيكاسو لا تبحث عن الإبداع إن الإبداع هو الذي يبحث عنك وأنت في العمل.التشكيل العربي
● كيف ترى التجربة التشكيلية العربية؟- يجب الاشارة هنا إلى أن الفن التشكيلي يعاني نفس الأزمات في كل مكان ومنذ سنين هناك أزمة مهمة يعانيها الفن التشكيلي في العالم هي الأزمة الاقتصادية التي أصابت جميع المجتمعات أما من الناحية الفنية، لاتوجد فروق من حيث المبدأ العام وليس هناك فروق مهمة بين أسس التعليم، فالفن التشكيلي في الغرب يتمتع بتاريخ طويل مارسه الفنانون في العمل والتعليم دون الهموم في الحاجات اليومية وحافظت تلك الحضارات على تصميم جميع ماصنع الفنانون ودعمت هذه الدول الفن التشكيلي دعماً مهماً كعنصر أساسي للثقافة وعنصر مهم وضروري لأجل السياحة، لهذا وجدنا دعمها للفنانين وصُممت القصور كي تحافظ على الفن التشكيلي في إسبانيا على سبيل المثال، هناك أكثر 2500 متحف للفن التشكيلي فقط بغض النظر عن باقي المتاحف الأخرى التاريخية والحجرية وهذه فقط للوحة التشكيلية فهذا دليل كبير مشجع لكل فنان، حتى ولو كان مغترباً من أمثالي وخاصة حين أجد لوحات لي تعيش في بعض المتاحف وأنا على قيد الحياة. بينما لا نجد هذا في الوطن العربي سوى في دول الخليج العربي في السنين الأخيرة. لهذا لا أجد نفس الهموم لدى الفنان الغربي والفنان العربي أولأ: الفنان الغربي منذ الطفولة يزور المتاحف حيث إنها قرب بيته وهناك العديد من المتاحف وصالات العرض، أما الفنان العربي فلايجد إلا القليل في المدن الكبرى، فيصعب المقارنة في هذه الأمور، مع هذا أعطي لمحة عن مصاعب أخرى وليست مصاعب الأمان والطمأنينة ووجود العمل، كما يحاول الفنان العربي اكتشاف مدرسة خاصة به وهذا مستحيل يحدث للجميع لكن نشاهد آلاف الفنانين يؤمنون بهذه الفكرة وهذا القيد يجعل الفنان ضمن إطار صغير مقيد، ويأخذ من زمنه الكثير وفي نصف المشوار يعود في تجسيد أشياء معادة يكفي أن نرى عملاً واحداً يشرح مسيرة الفنان، من المستحيل أن نرى فناناً مبدعاً ينكر أسس الماضي التشكيلية، لكن لاحاجة لأن تختلف المدارس كي تكون لكل فنان بصمة، والمهتم في الفن التشكيلي يعرف بصمات كل فنان وإن كان الجميع يرسمون نفس الموضوع، ولو أنها من الواقعية، أو التجريدية، أو التعبيرية وغير ذلك على الفنان أن يرسم بكامل الحرية دون قيود والطرقات تؤسسها الأقدام وكثرة الأقدام التي تسير خلفنا تأخذنا الى المدرسة.معارض ومشاركات
● نريد أن نطلع على أهم المعارض التي شاركتم فيها؟ وهل من مشاريع مستقبلية؟ - أنجزت اكثر من 120 معرضاً مع هذا هناك معارض تبقى في الذاكرة لأنها معارض لا يصل لها كل فنان، ولن أنسى قط دعوتي من اتحاد الفنانين في فرنسا، ومشاركتي في المعرض السنوي الذي يقام في باريس على أرض اللوفر وتحت رعاية رئيس الجمهورية، حيث يشارك به مئات من الفنانين من جميع العالم وأنا شاركت بهذا المعرض خلال العامين 2009 /2010، ودعوني للمشاركة في 2011 لكن الحرب في سورية لم تسمح لي في ارسال العمل الفني أو الخروج. ومنحت شهادة تقدير وأيضا لم أنس معارضي العديدة التي أنجزتها في مدريد وفي برشلونة وأيضاً في بروكسل وروما ولندن وبلباو وحلب كما هي معارضي في إشبيلية وقرطبة وغيرها من المدن الأوروبية وتصلني كثير من الدعوات لحضور افتتاح المعارض وخصوصاً من متاحف مدينة بلباو. وعن المشاريع المقبلة أشارك في معرض جماعي في إسبانيا ضمن عقد تدوم المشاركة خمس سنوات ومعرض متنقل بين المدن وتم العرض في أربع صالات والمعرض المقبل سيكون في أغسطس 2020 وكنت في تجهيز معرض جماعي لعشرة من الفنانين في مدينة دبي بدعوة من إحدى الصالات المهمة في دبي لكن توقفنا بسبب أزمة "كورونا" التي منعت السفر وبصورة عامة أنجز عدداً من المعارض الفردية والجماعية في كل سنة.مسيرة ومسار 50 عاماً
الفنان التشكيلي عبدالقادر الخليل فنان سوري مغترب منذ 50 عاماً وهو من مواليد حلب السورية عام 1951 درس في الأكاديمية الرسمية للفنون الجميلة في حلب بين 1967 و1970. وفي نهاية عام 1970 سافر إلى إسبانيا للدراسة الجامعية ودامت إقامته حتى هذا اليوم وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين والنحت في إسبانيا بمدريد وعضو اتحاد الفن التشكيلي في سورية وعضو جمعية أصدقاء متحف بلباو للفنون الجميلة بإسبانيا.