«فوتوغرافيا فضائية» تحوّل مصر إلى لوحة تشكيلية
صور التقطتها وكالة ناسا الفضائية يُعاد استخدامها لترويج السياحة
"أحلى بلد بلدي" لا تزال هذه الأغنية التي شدا بها الفنان محمد قنديل بكلماتها الجميلة التي أبدعها الشاعر محسن الخياط، ولحنها أحمد فؤاد حسن، راسخة في وجدان المصريين، وكل عشاق هبة النيل.
وتحت "هاشتاغ" يحمل اسم الأغنية انتشرت على مواقع السوشيال ميديا أخيراً صورٌ لمصر التقطت من الفضاء بدا فيها نهر النيل ليلاً مثل لوحة تشكيلية لقلادة تتلألأ في عنق قارة إفريقيا.
وتحت "هاشتاغ" يحمل اسم الأغنية انتشرت على مواقع السوشيال ميديا أخيراً صورٌ لمصر التقطت من الفضاء بدا فيها نهر النيل ليلاً مثل لوحة تشكيلية لقلادة تتلألأ في عنق قارة إفريقيا.
كثيراً ما تلفت أنظارنا صور لأماكن كأننا نراها للمرة الأولى هذا بالضبط ما يمكن تخيله حين نرى زاوية جديدة في التصوير لمعلم سياحي أو أثري، ويبدو الأمر أكثر جاذبية إذا التُقطت هذه الصور من مسافة بعيدة نسبياً، وهو ما حدث بعد نشر صور لمصر من الفضاء، خصوصاً التي جرى التقاطها ليلاً لتظهر الإضاءات المشعة ممتدة بطول وادي النيل وصولاً إلى أقصى شمال البلاد حيث منطقة الدلتا، ويظهر فيها مجرى النيل مثل قلادة ذهبية صنعتها الأنوار المضاءة ليلاً في المدن والقرى، وهذه القلادة تتلألأ في عنق قارة إفريقيا، بحسب وصف من تابعوا الصور.وهذه الصور الفوتوغرافية التي انتشرت سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي لم يُشِر مروجوها إلى مصدرها، لكن لم يتوقف أحد كثيراً أمام هذه النقطة، بل تجاوزها كثيرون إلى الحالة الفنية التي أحدثتها الصور في نفوس كل عاشق للجمال، ولفن التصوير الفوتوغرافي عموماً، إذ نجحت التكنولوجيا الحديثة في تحويل أماكن قد تبدو عادية إلى لوحات فنية مدهشة بالنظر إليها من مسافات آلاف الأميال.وخلال الشهور الأخيرة، تنامت في مصر ظاهرة إيجابية هي الترويج للسياحة والآثار في البلد الذي يعتمد دخله الرئيس تاريخياً على سياحة الآثار، كمصدر للدخل القومي، إذ وجد الكثير من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين والهواة فرصة لإبراز مواهبهم في هذا الفن عبر إطلاق هاشتاغات باللغة العربية وأخرى بلغات مختلفة بطلها الأساس هو بلدهم وحضارته القديمة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ لأكثر من نحو خمسة آلاف عام.
وجدان المصريين
الهاشتاغات التي انطلقت في هذا الإطار عديدة، إلا أن أبرزها كان مستوحى من أسماء أغنيات وطنية راسخة في وجدان المصريين والعرب مثل "مصر جميلة" للفنان الراحل محمد طه و"حلوة يا بلدي" للفنانة الفرنسية من أصل مصري داليدا، و"أحلى بلد بلدي" للمطرب الراحل محمد قنديل، والأخيرة هي التي ارتبطت بالصور التي التقطت من مركبة فضائية.بدورهم، عبّر رواد مواقع التواصل عن إعجابهم بالصور، من منطلق روعة ما أسموه بــ "الفوتوغرافيا الفضائية" كفنٍ يرصد الجمال ويفتش عنه في كل مكان، وكذا لأن هذه الصور وسيلة لترويج السياحة في البلد الذي شهد توقفاً لرحلات الطيران خلال السنوات الأخيرة قبل أن تتوقف المطارات تماماً عن العمل مثل غالبية دول العالم بسبب إجراءات مواجهة أزمة فيروس كورونا، لكن مع إعادة فتح المطارات وعودة السياحة الخارجية إلى مصر مطلع يوليو الجاري، انتعشت وسائل الترويج للسياحة مجدداً، وتصدرت الصور الفوتوغرافية للمزارات عموماً والمعالم الأثرية على وجه الخصوص طرائق الدعاية.من جهتها، احتفت صفحات "فيسبوك"، أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداماً في مصر، بهذه الصور الملتقطة من الفضاء التي اتضح من خلال بحث أجرته "الجريدة" على الإنترنت اعتماداً على تقنية "غوغل إيمج" أنها ليست حديثة وسبق أن نُشِرت إحداها التي تظهر فيها مصر ليلاً بينما يشقها الضوء سائراً مع مجرى النيل بتاريخ 14 يوليو 2016 في صحيفة "إندبندنت" البريطانية ضمن مجموعة صور من مناطق مختلفة حول العالم وصفتها الصحيفة بأنها "أكثر صور الفضاء روعة عن الأرض"، وذلك في إطار مشروع أطلقه العلماء لخريطة ثلاثية الأبعاد ضخمة، على أمل الكشف عن أحد أكبر أسرار الكون، بينما صورة أخرى شبيهة نشرت في عام 2016 تحت عنوان "ليل القاهرة".وترجع الصور في الحقيقة إلى وكالة "ناسا" الفضائية الأميركية، ومنها صور للسد العالي وميناء الإسكندرية وأهرامات الجيزة وواحة أبومنقار الواقعة في عمق الصحراء الغربية، على بعد نحو 300 كيلومتر من نهر النيل وعلى حافة بحر الرمال العظيم، ومنطقة تضم وديان في صحراء مصر الشرقية، وصور لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في ضواحي بلدتي أوسيم وشنباري، وجميعها يبدو أشبه بلوحات تشكيلية بديعة.
بعض المناطق بدت أشبه بلوحات فنية بعد تصويرها من مسافة بعيدة