رأى مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية أن هدف الأميركيين من اعتراض الطائرة المدنية الإيرانية التابعة لطيران «ماهان» فوق الأجواء السورية مساء الخميس الماضي كان إيصال ثلاث رسائل لطهران. وأضاف المصدر، لـ «الجريدة»، أن الرسالة الأولى مفادها أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن إذا توفرت لديها معلومات عن نقل مقاتلين وأسلحة إلى سورية ولبنان عبر طائرات شركة «ماهان» التابعة للحرس الثوري، والتي تخضع لعقوبات أميركية خلال عبورها الأجواء العراقية والسورية واللبنانية.
وأوضح أن الرسالة الثانية معنية بالاتفاق العسكري الشامل بين طهران ودمشق، الذي يتضمن نشر منظومات دفاعية إيرانية بسورية، ومفادها أن واشنطن لن تسمح بأن يؤثر الاتفاق على حرية عملها في «حزام الـ 55 كيلومتراً» الذي يحمي قاعدة التنف في المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن.أما الرسالة الثالثة، بحسب المصدر، الذي رفض ذكر اسمه فتتعلق بالتوتر الأميركي ـــ الصيني المتصاعد، ومفادها أن واشنطن تتخوف من دخول بكين إلى سورية ولبنان عبر البوابة الإيرانية، وهي تريد تقويض أي مساعٍ تجارية بإحاطتها بمخاطر عسكرية وأمنية. وقال إن وزارة الخارجية الإيرانية، فور توارد الأنباء عن اعتراض الطائرة، شكت أن يكون هناك شخصيات عسكرية على متنها، وأجرت اتصالات مع الحرس الثوري، الأمر الذي يفسر تأخر رد فعل الوزير محمد جواد ظريف.وأضاف أنه بعد حصول «الخارجية» على إجابات من الحرس تم توجيه مساعد الوزير عباس عراقجي للاتصال بالسفير السويسري في طهران المكلف برعاية المصالح الأميركية لإبلاغه احتجاج إيران على الحادث، كما تم الاتصال بمندوب إيران في الأمم المتحدة كي يتقدم باحتجاج رسمي.وذكر المصدر أن السفير السويسري تهرب من الإجابة على اتصالات عراقجي حتى الساعة الرابعة فجراً، مضيفاً أنه خلال الاتصال طلب عراقجي من السفير إيصال رسالة لواشنطن مفادها أن اعتراض أي طائرة مدنية إيرانية من الآن فصاعداً يمكن أن يؤدي إلى اعتراض الطائرات المدنية الأميركية في كل مكان يستطيع الإيرانيون الوصول إليه في المنطقة، وعلى الأميركيين ألا ينسوا أن عدد رحلاتهم الجوية المدنية في المنطقة وفي أجواء الخليج أكبر بكثير من نظيرتها الإيرانية التي تمر فوق الأجواء العراقية أو السورية.
أخبار الأولى
«اعتراض ماهان» ينقل المواجهة للجو
26-07-2020