استذكرت الأديية ليلى العثمان الفنان الراحل بكلمات تقطر ألما، وتذرف وجعا، وقالت: "يئن قلبي وأنا أرثيه، وقليلة هي الكلمات التي تستوعب هذا الحدث لتعبر عنه، فما أجمله، وهو في جلساتنا الحميمة مع بعض الاصدقاء، او في سهراتنا معه في احتفالاته، كان الرجل نبيلا جميل الروح خجولا، وله صوت يقتحم الوجدان".وأضافت: "كنت أحب اجمل اغانيه، وحين يغني ربوع الشمال بصوته الدافئ كان يحرك كل مشاعري، فقد كنت اعيش حالة حب خاصة. كانت سهام ألحانه الحنونة تدخل القلب ولا تجرحه، هو من اعز الاصدقاء ولم يكن احد يماثله في وفائه، هو لم يمت ما دمنا نسمع صوته ونرى صورنا معه، سلاما يا سلمان وألف رحمة، وعزاؤنا لأسرتك، ولكل عشاق فنك".
الطيبة والبساطة
وبدوره، قال الفنان الكبير بلبل الخليج نبيل شعيل إن الفنان الراحل كان صديقا مقربا منه، مستذكرا زياراته إلى البحرين وجلوسه في بيت الراحل، حينما كانا يتبادلان الحديث عن المجال الفني، وكذلك أمور الحياة الأخرى، وأضاف: "كان لنا ذكريات جميلة، فهو إنسان ودود جدا ويحب الكويت، وكان الراحل يحمل شيم أهل البحرين الطيبة والدماثه والبساطة".ولأن الفنان نبيل شعيل لا يتأخر عن أداء الواجب، فقد قال إنه فور ذيوع خبر وفاة الراحل الكبير اتصلت بأحد أولاده وقدمت له واجب العزاء، ونحن لا نملك في مثل هذه الظروف إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة. وحول القيمة الفنية للراحل، قال بلبل الخليج إنه كان من أبرز الفنانين في الساحة الخليجية وأعماله خالدة، وشدا بها الكثير من المطربين في البحرين ودول الخليج.ذائقة فنية رائعة
ومن جانبه، قال مدير مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة: تزداد العبارات ضيقاً بازدياد الألم، وأي ألم تركه غياب الفنان والإنسان سلمان زيمان؟ هذا الفنّان الذي شكّلت "ذكرياته" ذاكرتنا بمعانيها المتحررة من قيود الشعر الغنائي الاستهلاكي الدارج، وبنغماتها المميزة بخطوطها اللحنية المتآلفة، والتي تجاوزت المسار اللحني الوحيد.واستطرد في الحديث عن إنجازات فرقة أجراس البحرينية، وقال ضمن هذا السياق: تمتع سلمان الفنان بذائقة فنية رفيعة في انتقاء الأغنيات نظماً ونغماً، سواء الجديد منها أو المعاد تقديمها من الإرث عبر فرقته الجميلة "أجراس" ذات الرنين، والتي جمعته مع إخوانه وأخواته وآخرين، مشكلاً حالة فريدة في الخليج، حيث كان الفن شغفاً متجاوزاً عن الأهداف المادية ساعياً لترك أثر جميل.أما عن سلمان الإنسان، فقال: أي حديث عنه سيكون قاصراً بحق هذا الانسان الجميل، حظيت بالتعرف عليه في السنوات الأخيرة، التي شهدت العديد من الزيارات إلى بلده "الأول مكرر" الكويت، والتي تربطه بها صداقات وطيدة، وفي كل مرة أزداد إعجاباً بهذا الشخص، الذي أهدى كل مشاعره محبةً للناس، حتى لم يبق منه شيء لنفسه، فكان سلمان المحب والمعطاء والمتواضع الذي نعرفه.وقال خاجه: أي فراغ سيتركه رحيلك في نفوس محبيك يا أبا سلام؟ عزاؤنا نشوة ذكرك الساحرة التي "يملأ بخورها الذاكرة".الفن الراقي
أما المهندس صباح الريس فقال: بالفعل افتقدناه، فقد كان في الفترة الأخيرة مريضا، وإسهاماته في السنة الماضية كانت قليلة، ولكنه أثرى التراث الفني ما من شك، بطابع مميز وجميل، واستقطب الشباب والكبار والجميع بفنه"، مضيفا أنه يعرفه معرفة شخصية، وتمت استضافته مرات عديدة، وبالفعل كان إنسانا مميزا بكل ما يملكه من الفن والرقي، فقد كان متواضعا جدا.من جانبه قال الدكتور بسام البلوشي: فقدنا هرما وتاريخا فنيا كبيرا، وأثرت وفاته في الكل، والمحزن أنه في آخر لقاء له في برنامج ليالي الكويت، كنت أنا المشرف على الفرقة، وكنت على تواصل معه، وأيضا كان هناك اتفاق قبل أن يتوفى بعشرة أيام، أن نقيم حفلة في الكويت في شهر يناير المقبل عندما تنقضي أزمة كورونا.وأضاف البلوشي أنه لم يقل لي قط إنه مريض، فهو إنسان بمعنى الكلمة، ويتصف بالطيبة، مؤكداً أن الراحل كان محبا للكويت وأهلها.يابو الفعايل
أما الشاعرة فتحية العجلان، فقد كتبت قصيدة عن الراحل وسجلتها بصوتها ووضعتها على صفحتها بـ"تويتر"، وقد لاقت استحسانا كبيرا، ومن أجوائها: يا بو الفعايل يا ولد، سلمان بن زيمان ودع هالبلد، ودعت أهلك والوطن، وأنت الفعايل تحملك فوق الكتف طول الزمن، كنا معاك شلنا الألم فوق الألم.محبة وتشجيع
من جانبه، قال الفنان مطرف المطرف: "لن أنسى كلامك الذي قلته لي في أول لقاء جمعنا، وكانت شدة تواضعك واضحة ما تنسى، أبهرتني ببساطتك ومحبتك وتشجيعك اللامحدود"، مضيفاً أنه سيعمل بكل نصيحة قدمها زيمان له، مركزا على الكلمات التي قالها الراحل، وهي: "خصوصا كمل على هذا اللون، ولا تغير، ما في أحد يكمل مسيرتنا، وهذه الحين مسؤوليتك". وختم المطرف: "ستبقى في القلب دائما، وإلى جنات الخلد يارب".وقال الفنان راشد الماجد: رحم الله الأخ والصديق الفنان سلمان زيمان، وأسكنه فسيح جناته. خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة. «إنا لله وإنا إليه راجعون».