«كورونا» يؤخّر مناورات البنتاغون الحربية في الشرق الأوسط حتى عام 2021!
عَلِم موقع "المونيتور" أن البنتاغون يُخطط لتأجيل واحد من أكبر التدريبات الحربية في الشرق الأوسط بسبب انتشار فيروس كورونا، إذ تجمع عملية "النجم الساطع" جنوداً من بلدان متعددة كي يتدربوا معاً ويتعرفوا على الجيش المصري، ومن المتوقع أن تتأجل إلى عام 2021 وفق مصدر أميركي، فقد كان يُفترض أن تبدأ هذه المناورة في شهر سبتمبر المقبل.تُراجع وزارة الدفاع الأميركية مجموعة مسارات محتملة لتغيير جدول التدريبات، لكن لم يتحدد التاريخ الجديد بعد،ووفق المصدر نفسه تفكّر الولايات المتحدة أيضاً بتأجيل مناورة "الأسد المتأهب" المُقرّرة في السنة المقبلة في الأردن، وهي واحدة من أوسع المناورات الحربية في الشرق الأوسط، كي لا تتزامن مع مناورة "النجم الساطع" بعد تغيير موعدها. تتكرر مناورة "الأسد المتأهب" كل سنتين وقد شملت جنوداً من 30 بلداً في عام 2019.
اجتمع رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث فرانك ماكنزي، مع كبار المسؤولين الدفاعيين الأردنيين والمصريين خلال جولته في الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي، وذكر بيان صادر عن الجيش المصري أن ماكنزي ناقش موضوع التدريبات العسكرية المشتركة مع وزير الدفاع المصري محمد زكي، لكن متحدثا باسم القيادة المركزية الأميركية رفض التعليق على أي عمليات مستقبلية.يأتي قرار تأجيل عملية "النجم الساطع" غداة سلسلة من الإلغاءات المشابهة في وقتٍ سابق من هذه السنة بسبب انتشار وباء "كوفيد-19" حول العالم. سبق أن علّقت الولايات المتحدة وحلفاؤها تدريبات عسكرية أخرى كان يُفترض أن تحصل في كوريا الجنوبية والبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل وشمال غرب إفريقيا والقطب الشمالي بعدما تحوّل فيروس كورونا إلى أزمة عالمية، كذلك، ألغت الولايات المتحدة جميع تدريبات "المدافعين عن أوروبا" هذه السنة، إذ كان يُفترض أن ينتشر 20 ألف جندي أميركي في أوروبا لمحاكاة عمليات الناتو الدفاعية.تُعتبر عمليات "النجم الساطع" و"الأسد المتأهب" من أبرز الشراكات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وهي ركيزة أساسية للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، ويأتي قرار التأجيل في ظل تصاعد المخاوف داخل إدارة ترامب من توسّع الروابط العسكرية بين الكرملين ومصر التي سعت إلى شراء الطائرات الحربية الروسية "سو-35" رغم التهديد بفرض عقوبات أميركية عليها.لم تتّضح بعد آثار تأخير التدريبات على العلاقات القائمة، إذا وُجِدت، حيث تنفّذ الولايات المتحدة ومصر تدريبات "النجم الساطع" كل سنتين منذ عام 1980، غداة توقيع "اتفاقيات كامب ديفيد" عام 1978 وقرار الرئيس جيمي كارتر بإنشاء الهيئة التي سبقت القيادة المركزية الأميركية. عمدت إدارة أوباما إلى تعليق التدريبات العسكرية مرتين بعد الثورة المصرية في عام 2011 والمجزرة بحق المحتجين في ميدان رابعة في القاهرة على يد قوى الأمن المصرية غداة الانقلاب في عام 2013، واستأنفت إدارة ترامب عملية "النجم الساطع" في 2017 رغم رفض بعض أعضاء الكونغرس بسبب سجل الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان، ودعا ترامب الرئيس المصري لاحقاً إلى البيت الأبيض تزامناً مع إقدام البرلمان المصري على تعديل الدستور لإطالة حكم السيسي حتى عام 2030.* غاريد سزوبا * «المونيتور»