محمد محمد السنباطي: أحب الرواية المعجونة بماء الشعر... واللوحة الفاقدة لرسالة فقيرة
أصدر 20 كتاباً بعد بلوغه الستين أبرزها «عشيقة عرابي»
تنقل الأديب المصري محمد محمد السنباطي بين بساتين الإبداع. ورغم أنه بدأ يهتم بنشر أعماله بعد بلوغه سن الستين، فإنه أنتج حتى الآن نحو عشرين كتاباً تنوَّعت بين الشعر والسرد، كما خاض تجربة الترجمة عن الفرنسية، ويعكف حالياً على كتابة مجموعة قصصية.
وفي حوار أجرته معه "الجريدة"، قال السنباطي إنه يحب الرواية المعجونة بماء الشعر، حتى لو تطرَّق السرد إلى جوانب بغيضة من جوانب الحياة، معتبراً أن الترجمة إبداع من نوع خاص، لافتاً إلى أنه ليس مترجماً محترفاً، بل ينقل ما يروقه إلى العربية. وفيما يلي نص الحوار:
وفي حوار أجرته معه "الجريدة"، قال السنباطي إنه يحب الرواية المعجونة بماء الشعر، حتى لو تطرَّق السرد إلى جوانب بغيضة من جوانب الحياة، معتبراً أن الترجمة إبداع من نوع خاص، لافتاً إلى أنه ليس مترجماً محترفاً، بل ينقل ما يروقه إلى العربية. وفيما يلي نص الحوار:
● يتنوع عطاؤك الأدبي بين الشعر والسرد، إلى جانب الترجمة، أي هذه المجالات الإبداعية أقرب إليك؟- في البدء أصارحك بتفضيلي للرواية، لكني أحبُ الشعر في الرواية، أو قُل أحب شاعرية الرواية، وأقصد الرواية المعجونة بماء الشعر، أي أن تشعر في كل سطر من سطورها بعبق الشاعرية، حتى لو تطرَّق السرد إلى جوانب بغيضة من جوانب الحياة، فإنه من الممكن أن يرتفع نسغ الشاعرية، مجملاً أسلوب عرض القبيح، فتندهش من براعة السارد، وجماليات سرده.وليس معنى الشاعرية أن تتخم الرواية بسطور شعرية، لكن اصطياد الاستعارات المبتكرة والتشبيهات المدهشة، والولوج إلى فضاءات حافلة بالصور البِكر، كل ذلك يجعل من الرواية عالماً تحب أن تعايشه، وترى أن كثيراً مما فيه يمت إلى روحك بِصِلة، وأضرب لك أمثلة للروايات الشاعرية: "ساعي بريد نيرودا" لأنطونيو سكارميتا، و"ثلاث خطوات إلى المشنقة" لجان دوست، وروايتي "جبل وغابة". أما بالنسبة إلى الترجمة، فأرى فيها هي الأخرى إبداعاً من نوع خاص يحاول فيه المترجم نقل العمل الأدبي بلغة فيها الكثير من روحه ونبضات أسلوبه.
أفضل الأعمال
● بدأت نشر أعمالك الروائية متأخراً حين أصدرت "عشيقة عرابي" عام 2009، وصولاً إلى "جبل وغابة" 2019، ما السبب؟- لم أكن أهتم بنشر كتبي إلا بعد أن جاوزت الستين، وأُحلتُ إلى المعاش! فبدأت بطباعة "عشيقة عرابي" بعد بلوغي الستين، ثم توالت الإصدارات بعد ذلك، ولي الآن نحو عشرين كتاباً في الرواية والشعر والترجمة، وقد عملت لفترة من الزمن مديراً للنشر في دار غراب للنشر والتوزيع، وكنت حريصاً على اختيار أفضل الأعمال، ثم مستشاراً للنشر في مركز الحضارة العربية، الذي أطبع من خلاله معظم أعمالي.مدينة الإسكندرية
● الكاتب ابن بيئته، فماذا أضافت إليك الأجواء الريفية التي نشأت في رحابها؟ وكيف انعكس ذلك على نصوصك؟- أصدقك القول إنني غريب إلى حدٍّ ما عن الأجواء الريفية، رغم كوني من أبناء مدينة شبراخيت التاريخية (بمحافظة البحيرة) الراقدة في أحضان النيل، فأنا لم يكن لي في يوم من الأيام حقل أذهب إليه ومن خلفي البقرة، وبالتالي فلا زرع ولا حصاد، وهذا جعلني جاهلاً إلى حد كبير بحياة القرى، وما يحدث في أغوارها، وتلقيت دراستي الجامعية في مدينة الإسكندرية، وعملت في تدريس اللغة الفرنسية عشرات السنين، وعشت بين الكتب العربية والغربية، ونهلت من ثقافات متنوعة كثيرة، ولي أقرباء أعزاء في الريف، لكن المعايشة يكون تأثيرها أكبر وأصدق، وبالتأكيد تأثرت بالحياة الريفية وشبه الريفية، لكني لم أتعمَّق فيها. أحياناً أبتكر الفضاء الروائي لبعض أعمالي، كما حدث في رواية "جبل وغابة".دراسة تحليلية
● في ظل ما يُقال عن تراجع دور النقد الأدبي، إلى أي مدى حظيت أعمالك بقراءات نقدية جيدة؟- تناول النقاد بعض أعمالي الروائية والشعرية، وهذا أشكرهم عليه، لكنني ما زلت أتمنى لو لقيت أعمالي ما تستحق من قراءة وتعمُّق، كما نالت الباحثة الجزائرية أميرة باندوي (جامعة الجزائر2) شهادة الماستر عام 2016 وعنوان رسالتها "استراتيجية ترجمة المدلول الثقافي من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، دراسة تحليلية مقاربة لرواية (الأب جوريو)، لأونوريه دو بلزاك، وترجمتها العربية للمترجم محمد محمد السنباطي"، كما انتهت الباحثة سمر الحداد (كلية آداب بجامعة دمنهور) من عمل رسالة ماجستير عنوانها "الصورة الفنية في شعر محمد محمد السنباطي".الجائزة الأولى
● حصدت العديد من الجوائز المحلية في مصر... ما أهمية الجوائز والتكريمات بالنسبة للأديب؟- حصلت على الجائزة الأولى في الرواية عام 1997 من نادي القصة في مصر عن روايتي "خط النار ممتد"، وأيضاً الجائزة الأولى من النادي نفسه عام 2008 عن رواية أخرى، ونلت الجائزة الثانية في مسابقة كتاب اليوم ومسابقة إحسان عبدالقدوس وسلوى علوان، لكني لا أعترف سوى بالجائزة الأولى فقط، ومن دون شك الجوائز تشعر الكاتب بأن هناك مَن يقدِّر أعماله، لكنها كأي تقييم لا يعوَّل عليها كثيراً.رفعت سلام
● على مستوى الترجمة، على أي أساس تختار كتاباً بعينه لنقله إلى العربية؟- لستُ مترجماً محترفاً، لكني أترجم ما يروقني، وفي مؤتمر أدباء مصر الذي عُقدت دورته الـ32 في منتجع شرم الشيخ عام 2017، حدثني الشاعر والمترجم رفعت سلام عن رواية "الأب جوريو"، لأترجمها، وتظهر في سلسلة المئة كتاب التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، ووجدتُ الرواية كأنما كتبت اليوم، فأعجبتني، وترجمتها في ستة أشهر، ولم يكن العمل سهلاً ميسوراً، لكني انتهيت منها، وصدرت في العام ذاته، كما ترجمت جزأين من مطولة مارسيل بروست "في البحث عن الزمن المفقود"، وظهر الجزء الأول في سلسلة روايات الهلال، وتغير رئيس التحرير، فتوقف طبُع بقية الأجزاء، ولي أيضاً كتاب مترجم في دار "رؤى" سيصدر هذا العام.مجموعة قصصية
● ما الذي تعكف على كتابته راهناً وقد يخرج إلى النور قريباً؟- لي في المطبعة 4 أعمال، هي: رواية "الرجل الذي انتعل الريح"، مستوحياً فيها حياة الشاعر الفرنسي آرتور رامبو، وأوبريت غنائي بعنوان "قطر المناشي"، وديوان شعر "الأنوار المحمدية"، وكتاب عن الشاعر الراحل عبدالله السيد شرف بعنوان "أيام وذكريات"، كما أعكف على كتابة مجموعة قصصية جديدة.
ترجمت جزأين من مطولة مارسيل بروست «في البحث عن الزمن المفقود»
أتمنى لو لقيت أعمالي ما تستحق من قراءة وتعمُّق
أتمنى لو لقيت أعمالي ما تستحق من قراءة وتعمُّق