فارعة السقاف: أنشودة «يا حمام» إنجاز يضاف إلى سجل «لابا»

«يا حمام»

يا حمام غنوتك صارت بعيدة

لا تباعد بالوصل خلك معانا

غنوتك مثل الأمل يعزف نشيده

لو يطول ليلنا قمرا بسمانا.

بهذه الكلمات نسج الشاعر الكبير «وضاح» أنشودة حب للوطن، ابتعد عن الكلمات الجاهزة، واستعاد مفردة «الحمام» هذا الطير الجميل رمز الحرية والحب والخير والسلام، وتلاعب بدلالات المفردة لتكون معادلاً للكويت نفسها، ولرجالها وشبابها.

ففي ظل جائحة «كورونا» لابد من التمسك بالأمل، واستدعاء كل القيم النبيلة التي ربطت بين أبناء الكويت جميعاً.

وبكل براعة تماهى الفنان والملحن المبدع عبدالله القعود مع الإحساس المرهف للكلمات، وصاغ لحناً ناعماً يخترق القلب بكل سلاسة... جمل موسيقية تولى توزيعها الفنان ربيع الصيداوي باحترافيته المعهودة لتتجسد كلمات وموسيقى «يا حمام» عبر صوت حنون دافئ للفنان الشاب عبدالعزيز المسباح، أحد أبناء أكاديمية لوياك للفنون «لابا». فليس أجمل من الغناء للوطن، ودعوة الشباب إلى التمسك بالأمل.

3 قامات

وفي البداية، عبّرت رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف عن سعادتها الكبيرة بهذه التجربة قائلة: «أشعر بامتنان شديد لمشاركة وضاح والقعود والصيداوي، ثلاث قامات نفخر بالتعاون معهم... ولهم خالص الشكر والتقدير لتطوعهم في هذا العمل»، مضيفة «ربيع الصيداوي يعتبر المعلم الأول في التوزيع الموسيقي، والقعود شيخ الملحنين المجددين، وأيضا شرف كبير أن يكتب كلمات الأغنية قامة ثقافية لا يستهان بها هو الشاعر وضاح، الذي عرف عنه خطه الوطني والتزامه بالقضايا الوطنية والإنسانية، وتميّز بجمال ورهافة الصورة الشعرية».

وأضافت السقاف أن «تواضع القامات الثلاث وسرعة استجابتهم برغم الظروف والتحديات جعلت من أيام الحجر نعمة، بل غمرتني سعادة لا توصف أثناء تجهيز الأغنية ومتابعتها معهم، كنت أشعر بأن اهتمامهم بكل التفاصيل نابع عن حبهم للكويت وتقديرهم لنا كمؤسسة مجتمع مدني»، معتبرة إطلاق هذه الأغنية إنجازا يضاف إلى إنجازات «لابا «ولوياك في هذه الظروف القاسية.

صور احترافية

وعن التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع، قالت السقاف: «من ضمن التحديات أننا لم نتمكن من تصوير الفيديو كليب وأخذ صور احترافية بسبب جائحة كورونا والحظر الكلي، فاعتمدنا على صور أرشيفية من تلفزيون الكويت وقناة ATV، وأتقدم إليهما بخالص الشكر والتقدير على الدعم والمساعدة، وكذلك نشكر إدارة شيراتون الكويت التي أتاحت لنا فرصة التصوير هناك».

عمل وطني

من جانبه، قال القعود: «كنا في وقت الحظر، لكنني تحمست للتجربة خصوصا أنني سمعت عبدالعزيز المسباح من قبل، وأعجبني صوته وتربطني صداقة بعمه الفنان محمد المسباح، وتمنيت بالفعل تقديم عمل وطني له».

وأوضح القعود «لما عرضت (لابا) نص وضاح شعرت أنه غريب ولا يشبه الأغاني المطروحة حاليا في الساحة، وهذا ما شجعني بعدها وضعت الثيمة اللحنية، وتكلمت مع عبدالعزيز»، مضيفا «أمر رائع أن تتبنى (لابا) وغيرها من المؤسسات والشركات المواهب الشابة والأصوات الجميلة للنهوض بالفن في الكويت».

وأضاف أنه «بسبب الحظر أرسلت اللحن إلى الموزع ربيع الصيداوي، وأنا في مكاني، وهو بدوره قام بتوزيعه وأرسله إلى المطرب دون أن نلتقي، فكانت هذه التجربة من أغرب التجارب بالنسبة لي كملحن، وأتمنى أن تنال رضا الجمهور، وتكون بادرة خير ومزيد من التعاون».

عازفون وكورال

أما الموزع الموسيقي ربيع الصيداوي فقال: «أنا فخور جدا بهذا العمل، وفخور بالمشاركة مع نخبة من المبدعين كالملحن القدير عبدالله القعود، والشاعر وضاح، والأستاذة فارعة السقاف، والفنان عبدالعزيز المسباح»، موضحا «عشنا تجربة صعبة في ظل جائحة كورونا، لأن تجهيز أغنية يتطلب توفير عازفين وكورال وتسجيل، وهذا كله صعب في ظروف الحجر لدرجة اننا أنهينا التسجيل مع الكورال قبل الحظر الكلي بساعة واحدة، وحرصنا على التباعد الاجتماعي، وكذلك اضطررت لاستكمال العمل في البيت، ولكن الحمد لله أنا فخور بالنتيجة، وأشكر كل من ساهم في هذا العمل».

بدوره، عبر الفنان الشاب عبدالعزيز المسباح عن سعادته بالتعاون مع كوكبة من الأسماء الكبيرة في هذا الكليب، وقال إنه تناقش مع الصيداوي لاختيار الطبقة الأدائية المناسبة للأغنية، حيث قام بالتسجيل رغم أجواء الحظر، لافتا إلى أن «التواصل كان صعبا، وعقب التسجيل بدأ التصوير مع عبدالعزيز صفر وطارق العسكر وعبدالله الحنيان مع أخذ كل الاحتياطات الصحية. كانت تجربة ممتعة، وأتمنى أن تكون بيننا تجارب أجمل».

فندق الشيراتون

وأخيراً، قال المخرج الشاب عبدالله الحنيان: «استمتعت جدا بالتجربة وبفريق العمل وسلاسة التعاون بين الجميع. وأداء المطرب عبدالعزيز المسباح كان ممتازاً أمام الكاميرا، واخترنا (لوكيشن) في فندق الشيراتون، وفضلت أن يكون في مكان معتم، ثم يزداد الأمل مع خلفية فاتحة، ليرى (الحمام) رمز الأمل والمستقبل»، مشيرا إلى أن «هذا العمل ليس أول فيديو كليب لي، لكنه أول عمل وطني أقدمه، وأنا فخور جدا به».