لا يزال التوتر يتصاعد بشكل مطرد بين تركيا واليونان، على خلفية خطط تركيا للتنقيب قبالة سواحل جزيرة كاستيليريزو اليونانية، رغم احتجاجات أثينا، وقد تصاعدت حدته عقب رد الفعل اليوناني على أول صلاة جمعة في آيا صوفيا، بعد تحويلها الى مسجد.

وقالت صحيفة «غريك سيتي تايمز» اليونانية، أمس، إن تركيا قامت بسحب سفنها الحربية، التي نشرتها في البحر المتوسط، تأهباً لعمليات التنقيب عن الغاز، «بعد رد فعل قوي من الجانب اليوناني».

Ad

وأشارت في هذا السياق إلى أن دعوة أنقرة لحذف تغريدة دعائية مثيرة للجدل نشرتها السفارة التركية في الولايات المتحدة، قالت فيها إن المسح السيزمي التركية «أوروتش رئيس» للأبحاث بدأت بالفعل عمليات التنقيب في شرق المتوسط في منطقة تقول اليونان إنها تابعة لجرفها القاري.

وذكرت الصحيفة أن سفينة الأبحاث التركية لا تزال راسية قرب أنطاليا، رغم أن تركيا كانت أعلنت أنها ستتحرك في المنطقة، التي يدور حولها الجدل من الثلاثاء الماضي، وحتى الثاني من أغسطس.

وتقول تركيا إن المنطقة التي من المفترض أن يتم التنقيب فيها تقع ضمن جرفها القاري.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا سحبت سفنا حربية، كان من المفترض أن ترافق سفينة التنقيب، «بعد رد فعلي قوي من اليونان»، التي اعلنت بحريتها التأهب والاستعداد للرد على اي انتهاك.

وأمس الأول، أعلنت القوات التركية انها اجرت مناورات جوية في شرق المتوسط.

«الدفاع»

من ناحية أخرى، دانت وزارة الدفاع التركية بشدة، «إقدام متطرفين يونانيين» على حرق علم بلادها في مدينة تساولنيكي باليونان، رداً على فتح مسجد آيا صوفيا في إسطنبول أمام المصلين.

وأضافت الوزارة عبر «تويتر»: «ستكسر الأيادي التي تمتد لعلمنا الغالي، وعلى اليونان وضع حد فوري لمثل هذه الاستفزازات».

تجدر الإشارة، إلى أن أجراس الحزن دقت في كافة كنائس اليونان، وأقيمت طقوس حداد خاصة فيها، وتم تنكيس الأعلام، تزامناً مع إقامة أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا الكبير بإسطنبول، الجمعة الماضي، بعد أن ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية في 10 من الشهر الجاري، قرار مجلس الوزراء، الصادر في 24 نوفمبر 1934، بتحويله من مسجد إلى متحف.

إردوغان والسراج

جاء ذلك، وسط ترقب بنتائج زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى تركيا ولقائه مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وكان إردوغان ألمح قبل ايام الى نيته عقد اتفاق جديد مع حكومة الوفاق.

وحسب بيان ليبي فقد ناقش السراج وإردوغان عمل مذكرتي التفاهم العسكرية والبحرية الموقعتين في نوفمبر الماضي بين الطرفين، كما بحثا سبل عودة الشركات التركية للعمل في ليبيا.

ويشير مراقبون الى أن السراج سيوقع، خلال زيارته الى تركيا التي تستمر أياماً عدة، اتفاقات مع شركات تركية للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، إلى جانب اتفاقيات عسكرية جديدة.

على صعيد آخر، نقلت أمس، وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن إردوغان قوله، إن «الدعم المعلوماتي والعملياتي الذي وفّره جهاز استخباراتنا غيّر قواعد اللعبة في ليبيا وأسهم في وقف تقدّم الانقلابي حفتر»، في اشارة الى المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا الذي يتزعم قوات «الجيش الوطني الليبي».

تأثير الاستخبارات

وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح مبنى جهاز الاستخبارات الجديد بمدينة اسطنبول، أوضح إردوغان أنه وبفضل تعاظم تأثير الاستخبارات الخارجية، بدأت تركيا تحتل مكانتها في جميع المحافل كقوة إقليمية وعالمية.

وأردف: «المكاسب التي حققناها في مناطق الاشتباكات، تعزز قوتنا على طاولة المفاوضات وتمنحنا قوة الدفاع عن مصالح شعبنا»، مضيفاً أن «جهاز الاستخبارات سلاح محوري في كفاحنا التاريخي من أجل بناء تركيا القوية والكبيرة، وسيبقى كذلك».

وأضاف أن جهاز الاستخبارات التركي يجري فعاليات على مستوى عالمي في مجال التشفير، والأمن السيبراني، والأقمار الصناعية.

ولفت الرئيس التركي إلى أن أهمية جهاز الاستخبارات تزداد في فترة تحول فيها العلم واستخداماته إلى سلاح، مؤكداً أن عناصر التنظيمات الإرهابية باتوا يدركون جيدا أن الدولة التركية تلاحقهم أينما كانوا.

وأشار إلى أن جهاز الاستخبارات تمكن حتى اليوم من جلب أكثر من 100 عنصر لتنظيم غولن الإرهابي إلى تركيا.

وعن ايا صوفيا، قال اردوغان إنه «رغم مرور قرون على فتح إسطنبول، فإننا نرى أن هناك من لا يتقبلون بقاء المدينة بيد الشعب التركي والمسلمين».

وأضاف: «خلال مرحلة فتح آيا صوفيا للعبادة، شاهدنا من صعب عليهم استساغة الهوية التركية لإسطنبول، المستمرة منذ عام 1453»، لافتاً إلى أن كل خطوة تُقدم عليها بلاده أو فعالية تقوم بها، تجذب اهتمام العالم بأسره.

(أثينا، إسطنبول- وكالات)