بينما يتداول داخل أروقة المجلس البلدي، اقتراحات لإعادة استعمال مساحة المقابر المغلقة القديمة والتي تقدر بما يقارب 564 الف متر مربع لتخصيصها لبعض المرافق، اصطدمت هذه الاقتراحات بفتوى وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية التي تضع شروطا يراها البعض مشددة تحرم الدولة من مواقع استراتيجية في بعض المحافظات.وتضع الأوقاف إطاراً مستندة فيه إلى حرمة أصحاب القبور وإن كانت قديمة، مشددة في ذلك على تجنب تخصيصها، مع امكانية إعادة استخدامها لمرافق عامة مثل تحويل مقبرة سابقة الى حديقة البلدية في قلب العاصمة، لافتة إلى عدم تحديد مدة معينة لاستغلال المقبرة، حيث ان الامر مرتبط تماماً بالتحقق من تحلل عظام الاموات واضمحلالها لتكون تراباً.
مساحات استراتيجية
وفي السياق، قال عضو المجلس البلدي د. حسن كمال لـ «الجريدة» إن المقابر المغلقة تشغل مساحات مهمة واستراتيجية خاصة في العاصمة ويمكن إعادة استغلالها بأن تكون حدائق عامة خصوصاً ان قلب العاصمة يفتقد لمساحات خضراء، مبيناً أنه في حال تم تحويل المقابر لحدائق ينبغي أن تبقى تبعيتها لبلدية الكويت بمساندة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لزراعتها فقط مع وضع منصة او لوحة يمكن الاستفادة منها لمعلومات عن المنطقة التي تقع بها. وذكر كمال أن استخدام اراضي المقابر لابد أن يندرج وفق الفتاوى الشرعية ولا تخرج عنها، موضحا أهمية اعادة دراسة المواقع لتتناسب مع المخطط الهيكلي وتنظيم الاراضي في الدولة.طاقة شمسية
من جهته، قال العضو مشعل الحمضان إنه سبق أن قدم اقتراحا بتركيب ألواح طاقة شمسية في ساحات المقابر غير المستغلة، مشيراً إلى أن اللجنة الفنية في المجلس البلدي ناقشت الاقتراح وكان هناك توافق لإعادة تفعيل اللجنة الثلاثية من قبل والبلدية و«الاوقاف» و«الصحة» المتخصصة لفحص المقابر غير المستغلة للتحقق من مدى تحلل العظام دون الخروج عن الفتاوى الشرعية علماً بأن اللجنة تم تشكيلها منذ سنوات طويلة.ولفت الحمضان إلى أنه نظراً لوجود مقابر قديمة ذات مساحات شاسعة في المحافظات وخاصة العاصمة غير مستغلة في أي مبانٍ، وبما أنها أراض أصبحت فضاءً لا تحتوي على اي منظر جمالي، ينبغي استخدامها بشيء يعود بالنفع للمصلحة العامة مثل تركيب ألواح طاقة شمسية في هذه المساحات غير المستغلة لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة. واضاف أن وزير البلدية آنذاك رفض الاقتراح المقدم دون دارسته ومعرفة مدى جدواه، مطالباً بوضع آلية للاستفادة من هذه المساحات طبقاً لما يوافق الشرع خصوصاً أنها مر عليها سنوات من الجدير أن تكون تربتها قد تحللت.45 مقبرة
يذكر ان عدد المقابر المغلقة يبلغ 45 مقبرة في الكويت الى جانب 8 مقابر داخل جزيرة فيلكا، وتشكل محافظة العاصمة النسبة الاكبر من أراضي المقابر المغلقة، حيث تشمل 9 مقابر باجمالي مساحة 324 الف متر مربع، يليها محافظة الاحمدي والتي تحتوي على 12 مقبرة بمساحة اجمالية تبلغ 135 الف متر مربع، ومن ثم محافظة الجهراء عبر مساحة 50 الف متر مربع بوجود 4 مقابر، وبعدها محافظة حولي بـ 40 الف متر مربع من خلال 7 مقابر، وأخيراً محافظة الفروانية والتي تحتوي على 14 الف متر مربع كمساحة اجمالية لـ 4 مقابر.لا مدة شرعية لإمكانية استخدام المقابر
ذكر كتاب «العبادات» وهو أحد إصدارات قطاع الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمتضمن عدة فتاوى أنه ليس هناك مدة شرعية معينة يجب انقضاؤها لكي يمكن استعمال المقبرة وإنما يرجع ذلك إلى نوعية التربة وسرعة تحليلها للأجسام، مؤكدة أنه لا مانع من استعمال المقابر كنوع من المعابر «طريق» التي تعلو سطح الموقع بشرط عدم وضع الأعمدة على القبور.وبين الكتاب فيما يخص تحويلها لحديقة أن تشجير المقبرة حتى مع بقاء الرفات جائز، على أن تغرس الأشجار في الفراغات التي بين القبور وليس على القبور نفسها، لأنه إذا غرست على القبر نفسه يلزم ذلك نبش القبر وهو حرام إلاَّ في حالات نادرة جداً على ألا تتخذ كمنتزه عام، مستطردا: وأما اتخاذ المقبرة منتزهاً عاماً مع بقاء القبور فهذا لا يجوز إلاَّ إذا حصل التأكد من أن عظام الموتى بليت كلها، وإذا كانت أرض هذه المقبرة وقفاً فلا يجوز اتخاذها منتزهاً عاماً إلاَّ عن طريق الاستملاك وفي حالة الضرورة وأن يستبدل بها غيرها.