أظهرت صور أقمار صناعية تحرك قطع بحرية تتبع قوات «الحرس الثوري» الإيراني، باتجاه مضيق هرمز الاستراتيجي بالخليج، وسط حديث عن استعداد طهران لإجراء مناورة عسكرية، رداً على حادثة اعتراض طائرة إيرانية، من قبل مقاتلات أميركية فوق سورية، الخميس الماضي.

ونشر حساب تابع لفريق من الباحثين الغربيين المهتمين بأحداث الشرق الأوسط، صوراً تظهر تحريك «الحرس الثوري» هيكل حاملة طائرات، تحاكي حاملة الطائرات الأميركية نيميتز في مياه الخليج، استعدادا لإجراء مناورات بهدف إغراقها.

Ad

وذكرت وكالة «أسوشيتدبرس»، أمس، أن صور الأقمار الصناعية، تُشير إلى أن إيران نقلت حاملة الطائرات «المزيفة» من بندر عباس إلى مضيق هرمز، فضلاً عن تحريك عدد من الزوارق السريعة على أطراف الهيكل.

وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن التحركات الإيرانية، وإمكانية إجراء «الحرس» لمناورة عسكرية في هرمز، يأتي في ظل التوتر الأخير بين طهران وواشنطن.

وأوضح تقرير للمعارضة الإيرانية، أن هيكل حاملة الطائرات «المزيفة»، يبلغ طوله 200 متر وعرضه 50 مترا، حيث كشف «الحرس الثوري» عن هذا النموذج أول مرة في عام 2014، قبل إبرام إيران «الاتفاق النووي» مع القوى العالمية عام 2015.

في موازاة ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن بلاده «من خلال الهيئة العامة للقوات المسلحة والسلطة القضائية ومنظمة الطيران المدني، ستقوم بإجراءات لازمة تجعل الأميركيين نادمين».

واتهم موسوي، واشنطن بممارسة «أنواع القرصنة وانتقالها من القرصنة البحرية إلى الجوية»، معتبراً أن التحرش بطائرة الركاب الإيرانية في الأجواء السورية «كان خطيراً جدا، وتصرفا وتهديداً إرهابيين يتعارضان مع جميع القوانين والأعراف الدولية».

وخلال الأيام الماضية، أطلقت طهران تهديدات مماثلة أخرى بالرد في «الوقت والمكان المناسبين» على مضايقة الطائرة الإيرانية، فضلا عن إعلانها البدء بإجراءات قانونية في مواجهة ما حدث على الصعيد الدولي.

وفي وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، اعترضت مقاتلتان أميركيتان طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة «ماهان» في الأجواء السورية، ما اضطر الطيار للانخفاض الحاد، الذي أدى إلى إصابة عدد من الركاب. وعلق الجيش الأميركي من جهته، على الحادث، وقال إن الاقتراب من الطائرة الإيرانية جاء لضمان أمن قوات «التحالف الدولي» بقاعدة التنف في سورية.

في هذه الأثناء، زاحت وزارة الدفاع الإيرانية، أمس، الستار عن برج مراقبة جوي متنقل، صنعته شركة صناعة الإلكترونيات الإيرانية «صا» التابعة لوزارة الدفاع.

وأكد وزير الدفاع العميد أمير حاتمي، أن «عددا قليلا من دول العالم قادر على تصنيع أبراج المراقبة الجوية المتنقلة وأن تصنيعها محليا يوفر للبلاد مبالغ من العملة الصعبة ويجعلها قادرة على التعامل مع الحوادث المختلفة مثل السيول والحرائق والزلازل».

في سياق آخر، كشفت تقرير سعودي، أمس، تفاصيل رسالة تلقاها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، أخيراً، يعرض فيها أفكارا لمبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، حيث تدعم الرياض حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وتدعم طهران جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة.

واقترحت المبادرة، التي سبق أن كشفت مصادر قريبة من نجاد عن قيامها بإرسالها، أن يتولى تشكيل لجنة تضم عددا من الشخصيات الموثوقة عالميا والمعنية بالحرية والعدالة لإجراء محادثات مع الطرفين المتخاصمين في اليمن، وذلك بهدف إنهاء الأزمة وإحلال السلام والصداقة.

وقال نجاد مخاطبا بن سلمان: «إنني على ثقة بأن سماحتكم في الرد على مطالب شعوب المنطقة والمجتمع الإنساني منكم، وبالتأمل الجيد في نتائج هذه الحرب المدمرة، ستقومون بعمل تذكرون به خيرا ويرضي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه».

وتابع قائلاً: «أعرف أن الوضع القائم لا يرضيكم، وأن ما يحدث يوميا ويذهب ضحيته الأبرياء ويدمر البنى التحتية قد يلم بكم الهم والحزن. ولذلك ترحبون بسلام عادل. وأثق تماما بأنه بمرافقتكم وبتعاونكم البناء يمكننا تطبيق مبادرات مؤثرة من شأنها أن تلعب دوراً أساسيا في وضع الحد من تفاقم الوضع القائم وإنهاء الحرب والخصومة».