طيف: تهميش الفنانين الكبار وتصدُّر الشباب انهيار للدراما
كشفت لـ الجريدة• عن استعدادها لمسلسل مع مناف عبدال وآخر لعلي الدوحان
تستعد الفنانة طيف لعدد من المشاريع الدرامية الجديدة، ورغم سعادتها بتلك العودة، فإنها لا تزال تتخذ إجراءات احترازية مشددة خوفاً من عدوى كورونا، ما يجعلها دائماً على حذر في مواقع التصوير، حماية لنفسها وأسرتها، حول تفاصيل عودتها للدراما المتوقفة قبل أكثر من 4 أشهر وآرائها بالعديد من القضايا الفنية كان لـ"الجريدة" معها هذا اللقاء:
• هل بدأتِ ممارسة عملك الفني اطمئناناً لتخفيف الإجراءات الاحترازية؟- على العكس، تخفيف الإجراءات الاحترازية المفروضة من الدولة لا يعني أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي، فحالات الإصابة اليومية لا تزال مرتفعة، لذلك مازلت التزم بكل القيود ولا أخرج إلا للضرورة وأمتنع تماماً عن الزيارات والمقابلات، ولم يغادر أبنائي المنزل منذ اندلاع الجائحة، لاسيما أني من قاطني منطقة المهبولة التي خضعت لإجراءات عزل مشددة، لذلك فالاختلاط عندي في حدود ضيقة جداً ومع استخدام القناع والقفازات وتحقيق التباعد الاجتماعي.
تنظيف وتعقيم
• وكيف استأنفتِ تصوير مسلسل "أبشر بالسعد" رغم مخاوفك؟- إذا كان الأمر متروكاً لي لما كنت استأنفت التصوير في تلك الظروف، لكن العمل لديه التزامات، كما أن مشاهدي مرتبطة بغيري من الفنانين كالفنانة القديرة مريم الصالح والفنان حسين المنصور ونايف الراشد وعبير أحمد وريم أرحمة واعتذاري يعطل العمل، واعتدت على الالتزام في عملي تحت أي ظروف، ولذلك أحاول الانتهاء من مشاهدي سريعاً مع التزام بكل الإجراءات الاحترازية قدر المستطاع ومن ثم العودة للمنزل والتنظيف والتعقيم قبل مخالطة أولادي.• وما دورك بالمسلسل؟- أجسد شخصية والدة الفنانة ريم أرحمة زوجة الفنان نايف الراشد، وهو من الأدوار التي أرتاح لتجسيدها، فأحب أن أقدم دور الأم وغيرها من العلاقات والأدوار الإنسانية القريبة من الناس والتي تناسب عمري وخبرتي، وأصور مشاهدي داخل منزل ولي مشاهد أخرى خارجية في مكتب، وانتهيت حتى الآن من التصوير حتى الحلقة 22 وباقي 8 حلقات تقريباً وأنتهي من تصوير المسلسل كاملاً وأتفرغ لنصوص جديدة أستعد لها خلال الفترة المقبلة منها مع المخرج مناف عبدال في عمل من إنتاجه وإخراجه، وانتهيت حتى الآن من قراءة 7 حلقات، وآخر للكاتب على الدوحان ولا يزال في طور الكتابة.شهادة نجاح
• هل تكرار تجربتك مع الدوحان للعام الثاني على التوالي شهادة نجاح "الكون في كفة"؟- أعتبر مسلسل "الكون في كفة" من أهم أعمالي الأخيرة، فقد حقق فعلياً نجاحاً كبيراً، وتلقيت على إثره تعليقات مفرحة من الجمهور الذي أشاد ليس بدوري فقط بل أيضاً بدور الفنانة إلهام الفضالة في شخصية الأخت الكبرى "شمور" ودور مرام البلوشي الرائع، وغيرهم من نجوم العمل، وما يجعل العمل قريباً من قلبي هو إتاحته فرصة لي لأن أطل في مواقف ومشاهد خفيفة تحمل كوميديا الموقف، وهو ما جعل كاتب العمل والجمهور يؤكدون أنهم اكتشفوا بأدائي حساً كوميدياً قوياً للأسف لم يتم استغلاله في أعمال سابقة. • هل تحلمين بتأدية أدوار كوميدية؟- دائماً وددت أن أقدم أعمالاً كوميدية، لكنني لا أتلقى عروضاً لهذا النمط من الشخصيات، فالمخرجون والمنتجون لا يرونني سوى في الأدوار الجادة والتراجيدية، رغم أني على المستوى الشخصي أعشق الضحك والفكاهة وأبتعد عن الشخصيات السلبية التي تمتص الطاقة الإيجابية وتشتكي طوال الوقت ولا ترى في حياتنا الجمال والخير والنعم التي منحها لنا الخالق رغم الأزمات، ولذلك فإن أدائي الأدوار الكوميدية يتسق بقدر كبير مع اتجاهي بالحياة وأرجو أن أتلقى عروضاً كوميدية في الفترة المقبلة.أدوار مناسبة
• ولمَ تبتعدين عن المسرح؟- لم أتلق عروضاً مناسبة لمشواري الفني أو عمري، وطوال 20 عاماً قضيتها حتى الآن بعيدة عن خشبة المسرح تلقيت عروضاً للكبار والصغار ورغم حبي للأطفال ورغبتي في المشاركة لكن الأدوار لا تناسبني، أنا لم أبتعد عن المسرح، لكن الأدوار المناسبة هي التي ابتعدت عني فاضطررت للتركيز في الدراما.• وهل أنتي راضية عن واقع الدراما بالسنوات الأخيرة؟- على المستوى الشخصي لا أؤدي دوراً إلا إذا كنت راضية عنه تمام الرضا، لكن الواقع الدرامي كله في تراجع كبير، وهو ما يؤثر علينا بالنهاية، فالفنان أحد عناصر العمل، وفي حال تأخر المنظومة الفنية فإن جودة أعمالنا تصبح مهددة، ويعود ذلك للعديد من الأسباب أهمها ضعف النصوص وتهميش القدرات الفنية الكبيرة للفنانين والاعتماد على الشباب في الأدوار الرئيسية رغم قلة حجم خبرتهم واعتمادهم على الشللية والاهتمام بالشكل والمكياج وعدد المتابعين لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي دون النظر لحجم موهبتهم وخبرتهم وحضورهم على الشاشة، أصبح الربح محركاً للمنتجين والفنانين الشباب أيضاً، وهو عكس ما تربينا عليه في زمن جيل الكبار الذين أنشأونا على الالتزام بالمواعيد والقيمة الفنية للعمل والدور وليس القيمة المادية، وهو ما دفع الدراما للانهيار.الفنانون الشباب
• ربما يرى البعض أنك لا تؤمنين بالفنانين الشباب؟- بالعكس أنا أقدر الشباب، وفي بداية مشواري الفني دعَمَنا الفنانون الكبار وعلمونا الالتزام بالمواعيد وبجودة العمل وأداء رسالة فنية، ولقد اعتدت على الحضور لموقع التصوير قبل أي أحد، ولو وصلت ووجدت غيري موجوداً قبلي أشعر بالحرج الشديد، لكن الفنانين الشباب الآن يتبارون في التأخر على مواعيدهم ولا ينظرون لقيمة العمل، وتعليقي هذا هو من باب الخوف على الدراما الكويتية وليس تجنياً على أحد، وإلا ما تراجعنا لهذا الحد، ولذلك أرجو أن ينتبه الكتاب إلى جودة النصوص ويعطون مساحة أكبر للفنانين الكبار بدلاً من حكرهم في أدوار ثانوية.• ولمَ لا ينتبه المخرجون إلى هذه المشكلات؟- المخرجون والمنتجون معا لا يريدون أن يتعبوا على ممثل، فهناك طاقات فنية لا تجد من يوجهها أو يكتشفها، مثلا الفنانة شهد في مسلسل "الكون في كفة" أبدعت وتألقت وأعادت اكتشاف نفسها مقدمة دوراً كوميدياً جميلاً، ورغم أنها ليست جديدة إلا أنها لا تحظى باهتمام كافٍ من صناع الدراما لأنهم يستسهلون ويريدون فنان جاهز، وهو تقصير كبير من جانبهم، فالفنان أهم عناصر العمل الدرامي التي تحتاج لبذل جهد كافٍ من كافة صناع العمل.
الشباب يتبارون في التأخر عن مواعيدهم ولا ينظرون لقيمة العمل
المخرجون والمنتجون لا يريدون أن يتعبوا على ممثل
المخرجون والمنتجون لا يريدون أن يتعبوا على ممثل