ينطلق معرض "ترابط" الأحد المقبل في القاعة متعددة الأغراض في حديقة الشهيد، حيث سيتمكن الزوار من الاطلاع على النصب التذكاري الرقمي عن بعد، مع الحرص على التباعد الاجتماعي، وسيكتب على كل منصة معلومات توضح معنى ومفهوم "الترابط".

وأكد المدير العام للحديقة سلمان الرشود أن النصب التذكاري الفني يقام خصوصاً من أجل تكريم ذكرى الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والوطن، وسيكون تحت شعار "ترابط " للتأكيد على معنى اتحاد الناس أثناء الحروب والتحديات، وكيف يمكن لمجموعة من الأفراد أن يخلقوا قوة قادرة على إلحاق الهزيمة بأعدائهم عندما تتضافر جهودهم.

Ad

وأوضح أن كل نصب يمثل فرداً بكتلة بناء واحدة، وعند وضع الوحدات الفردية جنباً إلى جنب، تتشكل مجموعة من الأقواس ينتج عنها نصب تذكاري ضخم افتراضياً يعبر عن العالم الرقمي والافتراضي الذي نعيشه الآن ويساهم في تكوين العمل المشاركون والزوار أنفسهم بوضع بصمة افتراضية تعبر عن القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم وبهذا سيكون العمل معبراً عن ترابط وجهد جماعي وطني.

وختم الرشود بالتأكيد على أن حديقة الشهيد بإدارة لوياك دائماً تدعم وتشجع الشباب على طرح أفكارهم وإبداعاتهم الشبابية في كل المجالات، لإيمانهم بأن الشباب جزء لا يتجزأ من المستقبل.

بدوره، قال المصمم والفنان جاسم النشمي، إن العمل التركيبي التفاعلي "ترابط" هو من صنع الشعب من أجل الشعب، وهو عبارة عن نصب افتراضي رقمي وآخر واقعي مادي ملموس يتم وضعه في الحديقة ليختار الجمهور الصفات التي ميزت أبطال المقاومة أثناء الغزو الغاشم وإحياء ذاكرة التاريخ التي جسدت معاني التلاحم والترابط بين أبناء الشعب الكويتي، والتعبير عن الاعتزاز والفخر بشهدائنا الأبرار.

ومن السمات الإيجابية التي يرتكز عليها هذا النصب التذكاري التي ظهرت مراراً وتكراراً في أرشيف الغزو هي "الصمود والثبات والتحالف والصبر والبقاء والشجاعة والولاء والوطنية والإيمان والوحدة" وهي قيم خلقت هرماً ستأخذ كل قيمة شكل كتلة البناء المفردة، تماماً مثل شكل الهرم المقلوب الذي تم إنشاؤه في العمل التركيبي الواقعي الملموس.

جاءت فكرة المشروع من تركيب أشكال هندسية ثلاثية الأبعاد بها أجزاء مغناطيسية صغيرة تمكننا من إعادة تشكيلها إلى أشكال لا نهاية لها أو منحوتات صغيرة مستلهمة من فكرة تركيب الذرة التي استخدمها النشمي في إنشاء تركيبات جماعية تفاعلية تعبر عن الترابط والتلاحم.

يذكر أن جاسم النشمي معماري وفنان ومصمم كويتي حاصل على درجة الماجستير في التصميم المدنيّ من جامعة "إي تي إتش" في زيوريخ وجامعة ولاية أيوا، أمضى خلالها فصلاً دراسياً في جمعية لندن المعمارية، ومارس الهندسة المعمارية وله مشاركات إبداعية عالمية في الإمارات والولايات المتحدة والبرازيل والمملكة العربية السعودية والكويت، في مختلف صالات العرض والمتاحف.

ويعتمد النشمي في فنه على إثارة فضول الجمهور حول المجهول فيظهر نقصاً مقصوداً في العمل الفني والتركيبات والتصاميم ليصل إلى مفهوم أدق ووعي أعمق بذواتهم.