أحداث غيرت ملامح عالمنا هذا
البلقان تتصدر اهتمام المواطن الأوروبي وسط محاولات صربيا المستمرة في إثارة الشعوب السلافية، لتنتقل العدوى إلى دول الجنوب الخاضعة للنمسا والمجر، مثيرة الرغبة ومخاطبة أحلام البعض في إقامة الدولة الصربية الكبرى، وما إن اكتملت الصورة في الأذهان حتى انطلقت الدعاية الإعلامية والإعلانية معا بسرعة البرق، مستهدفة تفكيك وتقسيم إمبراطورية النمسا والمجر.
28 يوليو 1918لطالما تعرض عالمنا هذا إلى تشابك مصالح الأقطاب المتنافسة، فما الأحداث التي غيرت ملامح السياسة الدولية في مثل هذا اليوم عام 1918؟كان المشهد في أواسط القارة الأوروبية كالآتي:
• البلقان تتصدر اهتمام المواطن الأوروبي وسط محاولات صربيا المستمرة في إثارة الشعوب السلافية، لتنتقل العدوى إلى دول الجنوب الخاضعة للنمسا والمجر، مثيرة الرغبة ومخاطبة أحلام البعض في إقامة الدولة الصربية الكبرى، وما إن اكتملت الصورة في الأذهان حتى انطلقت الدعاية الإعلامية والإعلانية معا بسرعة البرق، مستهدفة تفكيك وتقسيم وإضعاف إمبراطورية النمسا والمجر. • أما الطرف الآخر من القارة الأوروبية، فقد تصاعد الصراع بين روسيا وألمانيا واحتدم تفاعلا مع أحداث عديدة، منها قيام الدولة العثمانية بتعيين جنرال ألماني لتنظيم جيشها، الأمر الذي مهد له قيادة القوات والسيطرة على المضائق البحرية، فشعرت روسيا بالخطر وشاركتها فرنسا وبريطانيا الشعور فتحول الصراع الألماني الروسي إلى المواجهة.• وقد بدأت من منطقة البلقان واشتعلت شرارة الحرب حينما قام مواطن قومي صربي من البوسنة والهرسك باغتيال فرديناند الأرشدوق ولي عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية في سراييفو 28 يونيو 1914، وقد كان ولي العهد ممن ساندوا فكرة تحول الإمبراطورية من ثنائية إلى ثلاثية مع دخول السلاف، وبعد اغتياله تعمق الخلاف وكبر حجم الشعور بالتهديد من قبل النمسا والمجر، فساندت ألمانيا النمسا والمجر خلال الأزمة.• 23 يوليو 1914 انطلق الإنذار الموجه من النمسا والمجر إلى صربيا والذي تضمن عشر نقاط، منها وقف الدعاية المضادة التي تبث الكراهية للنمسا والمجر، وإغلاق الصحف وغيرها، وعزل من عرفوا بكراهية النمسا.• طلبت ألمانيا من بريطانيا الوقوف على الحياد، والتعهد باستقلال هولندا وبلجيكا بعد الحرب، لكن بريطانيا أعلنت الحرب على ألمانيا 4 أغسطس للدفاع عن حياد بلجيكا، ثم النمسا والمجر ضد روسيا، كل التطورات السابقة تمت بوقت سريع وأصبحت حرباً أوروبية كبرى بين النمسا والمجر وألمانيا من جهة وروسيا وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.• كانت البيئة الدولية مشجعة ومحفزة مستفزة لقيام حرب بين دول المركز بزعامة ألمانيا وعضوية الخلافة العثمانية التي انهارت، ودول الوفاق الثلاثي بزعامة المملكة المتحدة التي كسبت الحرب بانضمام الولايات المتحدة التي خرجت من حيادها وساهمت بالإمدادات.• ولو بحثنا عن الأسباب وسط تحليلات أهل التاريخ والسياسة لوجدنا اختلال القوى وسط القارة الأوروبية آنذاك قد دفع الطرف القوي إلى انتهاز الفرصة لتحقيق مصالحه.