إسرائيل تهدِّد بقصف بنى تحتية في لبنان
نشرت منظومة نيران متطورة وقوات خاصة على الحدود
رفع الجيش الإسرائيلي حالة تأهبه على الحدود مع لبنان، أمس، في ظل ترقُّب رد محتمل لـ «حزب الله»، عقب التصعيد «الملتبس»، الذي حدث أمس الأول في مزارع شبعا.وأرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات لقواته، ومنظومات نيران متطورة، وقوات خاصة إلى الحدود مع لبنان، رغم رسائل تطمين كانت أرسلتها تل أبيب إلى الجهات الدولية؛ مفادها أنها «لا تنوي تصعيد الوضع على الحدود الشمالية».إلا أن إسرائيل أكدت، في الرسالة نفسها، أنه إذا لزم الأمر فهي مستعدة «لضربة مؤلمة»، مشددة على أن «سورية ولبنان مسؤولان عن أي حدث، وأن إيران تقود ما يحدث».
وقالت مصادر مطلعة لـ»الجريدة»، أمس، إن «إسرائيل أبلغت حزب الله، في هذه الرسالة، بأنها قد لا تلجأ إلى رد متناسب في حال نفذ الحزب تهديداته بشن عملية انتقامية جديدة»، مضيفة أن «الرد الإسرائيلي ممكن جداً أن يكون أوسع من مواقع الحزب، ويشمل بنى تحتية لبنانية».وأشارت المصادر إلى أن «الرسالة الإسرائيلية لم تصل فقط إلى حزب الله، بل وصلت كذلك إلى مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة اللبنانية، عبر وسطاء». من جانبه، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صباح أمس، خلال جلسة لتقييم الوضع في مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، أن «عملية الاثنين مهمة وأحبطت اختراقاً لأراضينا، وكل ما يحدث حالياً هو نتيجة محاولة إيران ووكلائها في لبنان التموضع عسكرياً في منطقتنا»، مشيراً إلى أن «(أمين عام حزب الله) حسن نصرالله يخدم هذه المصلحة الإيرانية، على حساب الدولة اللبنانية».وأضاف نتنياهو: «لا أقترح على أحد اختبار جيش الدفاع أو دولة إسرائيل. نحن مصممون على الدفاع عن أنفسنا، وسنقوم بكل ما يلزم من أجل ذلك، وأنصح حزب الله بأخذ هذه الحقيقة البسيطة بعين الاعتبار. إسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات».يأتي ذلك في وقت قرّر مجلس الوزراء اللبناني، أمس، تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، احتجاجاً على الاعتداء الإسرائيلي. واعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، أن «ما حصل هو تهديد لمناخ الاستقرار في جنوب لبنان، خاصة أن مجلس الأمن سيبحث قريباً تجديد مهام قوات اليونيفيل في الجنوب».أما رئيس الحكومة حسان دياب فلفت إلى أنه «انكشف سريعاً كذب الحجج التي قدمها العدو لتبرير عدوانه، وبالتالي ما حصل في الجنوب هو تصعيد عسكري خطير وتهديد للقرار 1701»، مضيفاً: «يبدو أن العدو يحاول تعديل مهمات اليونيفيل بالجنوب، وتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان».وقال مراقبون إن ما جرى، أمس الأول، يحتاج إلى الكثير من المعلومات لتتوضح معالمه، ففي وقت تقول إسرائيل إن ادعاءاتها موثقة، نفى «حزب الله» أنه همَّ بتنفيذ عملية عسكرية، وتوعّد أن ردّه آتٍ قريباً. ويبدو أن جزءاً من ضياع الرواية، يشير إلى الضياع الأوسع الذي يحيط بمجريات الجبهة، وبالمجريات السياسية المرتبطة بها.