تركيا تتراجع في «المتوسط» واليونان تُبقي على التأهب
بعد الكشف عن سحب تركيا سفناً عسكرية من البحر الأبيض المتوسط، أعلنت أنقرة أمس رسمياً "تأجيل" مسح سيزمي للتنقيب عن المحروقات في منطقة تقع شرق البحر المتوسط متنازع عليها مع اليونان، "من أجل فسح المجال للدبلوماسية".وقال ابراهيم كالين، الناطق باسم الرئيس رجب طيب اردوغان، أمس، "أعلن رئيسنا انه طالما المفاوضات جارية، سنتريث قليلا لاعتماد موقف بناء، وأمر بتأجيل أنشطة المسح التي كان من المقرر أن تقوم بها سفينة المسح أوروتش رئيس" في المياه الواقعة بين مدينة أنطاليا الساحلية التركية وجزيرة ميس اليونانية.وأضاف كالين في مقابلة مع قناة "سي ان ان ترك" التلفزيونية، ان "اليونان بلد مجاور مهم بالنسبة لنا ونحن على استعداد للتحاور معه". وأشار إلى أن محادثات ثنائية تُجرى منذ تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي ودعوتها لقادة تركيا واليونان إلى نزع فتيل الأزمة.
وفي أثينا، أكدت وزارة الخارجية، امس، أن "القوات اليونانية ستبقى في حال تأهب في المتوسط، رغم تراجع تركيا عن التصعيد في المياه".وشددت الخارجية اليونانية في بيان على "أننا لن نقبل المساس بحقوقنا في التفاوض".وفي وقت سابق، صرّح الناطق باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس، أن تركيا خفضت عدد السفن البحرية شرق المتوسط، مؤكدا أن قوات بلاده ستبقى على حال تأهب، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن أثينا "ما زالت مستعدة للدخول في مفاوضات مع تركيا في إطار القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار". وأول من أمس، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، ان المحادثات التي جرت في تركيا، ساعدت على تخفيف حدة التوتر بين أنقرة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول عمليات التنقيب واستكشاف الطاقة التي تجريها تركيا في البحر المتوسط، وأضافت أن توقفا مؤقتا لمدة شهر عن عمليات الحفر هو أمر ممكن الحدوث.وقالت غونزاليس لايا، في مؤتمر صحافي في أنقرة مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو، إنه جرى التوصل إلى "نقطة تحول" في النزاع القائم حول عمليات التنقيب.على صعيد آخر، دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي في محادثة هاتفية أمس الأول، أرمينيا وأذربيجان إلى إجراء محادثات سلام لوضع حد للاشتباكات الدائرة بينهما على الحدود وأدّت إلى مقتل 19 من الطرفين.وجاء في بيان للكرملين أن إردوغان وبوتين بحثا النزاع الدائر، وأن الأخير "شدد على ضرورة عدم السماح بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوتر".ويأتي هذا الاتصال، بعد اعلان أذربيجان استضافة مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق مع حليفتها تركيا، اعتباراً من الأمس، ولمدة 13 يوماً بمشاركة قوات برية وجوية من البلدين، مؤكدة أن المناورات تأتي بموجب اتفاق التعاون العسكري مع تركيا ووفقاً للخطة السنوية. كما يأتي بعد أقل من اسبوع على إطلاق روسيا وأرمينيا، مناورات مشتركة مماثلة "لتعزيز قدراتهما في مجال الدفاع الجوي الإقليمي والتصدي للطائرات المسيّرة"، حسبما أعلن حينها الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان.والاسبوع الماضي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اطلاق مناورات مفاجئة على الحدود مع اذربيجان.(إسطنبول، أثينا ـــ وكالات)