مسكين هو المواطن الكويتي البعيد عن المشهد والقضايا الاجتماعية أو تلك التي تَخص الشأن العام. يأتي إلى منزله ويدخل ليفاجأ بحزمة قرارات وصدامات على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي تلطمه عن ذات اليمين تارة وذات الشمال تارةً أخرى، لا يدري المسكين أن هناك من يتربص بأبسط حقوقه التي كفلها الله له قبل الدستور، مِن تَمتع بحق البحث واستخدام الممتلكات العامة... إلخ.

يشكل هذا المواطن جُل الطبقة العاملة بل الكادحة في الدولة، والذي يطمح إلى عدالة اجتماعية في ظل الصراع الطبقي الذي نعيش، هذا المسكين فعلاً "يكسر الخاطر" وهو مضطجع على أريكته يشاهد التلفاز ليلتقط آخر أخبار "الكورونا" من هنا أو هناك.

Ad

لا يدري أن هناك من "الهوامير" من يطمح إلى انتزاع لُقمة العيش من فيه، فمنهم من يرى أن سعر رقائق الذرة المحمصة "الكورن فلكس" رخيصة ومثيلاتها من منتجات الألبان وحاجيات الأطفال، ورفع الدعوم عن التموين لبعض السلع الأخرى التي يراها المواطن أنها أساسية في منزله "المستأجر أصلاً".

ومن ثم يخرج عليك من يُطَنطن ويُطالب بحَجب المنصات الرقمية التي تَعرض (بحسب زعم البعض) مادة مخلة بالآداب العامة، كالنتفلكس والستارز بلي ومثيلاتها، متجاهلاً بدهية الواقع الذي يُمَكّن المشاهد من تحميل أحدهما على هاتفه الذكي وتحويل المشاهدة على التلفاز "وكفى الله المؤمنين شر القتال"، ناهيك عن تفعيل خاصية الحماية والمراقبة للأطفال والأسرة في المنازل، وهي خاصية موجودة على النتفلكس.

حق البحث والمطالعة مَكفول، وحجب حريات الناس بما لا يخالف عاداتنا والآداب العامة أمرٌ مرفوض، خصوصا أن مثل تلك المنصات تحتوي على مادة دَسمة من البرامج السياسية، والاقتصادية، والبوليسية، والإثارة والمغامرات، وأفلام الرعب التي تعجبني أنا شخصياً.

ببساطة شديدة جداً "يا أخي إذا مو عاجبك لا تشترك"!! كنت أتمنى شخصياً أن يكون "سَن السيف" هذا ضد المنصات الرقمية وبهذه الحدة، على قضايا غسيل المشاهير التي تصدرت الصُحف الرسمية مؤخراً ومثيلاتها من صحف ﺇلكترونية، كما وجب القول بأن الوصول إلى مفاصل مثل تلك القضايا والخاصة بغسل الأموال شيء ضروري، لكن الأهم هو البحث في القنوات الإدارية والمثالب التي مَكنت من فعل الجرم نفسه. هذا الأمر هو الأهم الآن لمعرفة حيثيات وخبايا الغسيل بالأول والآخر. أي معرفة: الغاسل، ما المغسول، وبأي غسالة مع ذكر الماركة والموديل.

حين عودتك إلى المنزل عزيزي المواطن اليوم، تذكر أن هناك من يَترَبص بلقمة عيشك (الكورن فلكس) وحَقك بالمطالعة والبحث (النت فلكس).

على الهامش:

الأصل في تعيين موظف أجنبي هو سد حاجة ونقص لديك في المؤسسة لا تستطيع كوادرك أن تقوم به، فيقوم الأخير بأداء الواجب المطلوب منه ﺇلى أن يتم تدريب كادر وطني يسد الحاجة.

الٓاية الآن أصبحت مقلوبة، الأجنبي يتعدى على الموظف المواطن وبمباركة البعض!

هامش آخر:

أبو سلام، لك السلام. وداعاً يا "أبو الفعايل".