هل تخوض الولايات المتحدة الحرب مع الصين للدفاع عن تايوان؟
كي تستفيد تايوان من الولايات المتحدة بأفضل طريقة، يجب أن يساعدها الأميركيون في بناء نظام دفاعي خاص بها لردع الصين، لكن يجب أن تضمن واشنطن أمنها الخاص أولاً، كما سيكون الالتزام بخوض الحرب ضد الصين لمصلحة حكومة أخرى خطأً مريعاً.
![أميركان كونسرفاتيف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1591210440714529700/1591210455000/1280x960.jpg)
تعطي الصين أهمية وطنية كبرى "لإعادة ضمّ" تايوان التي تقع على بُعد 100 ميل فقط من سواحلها (لكنها تبعد عن الولايات المتحدة أكثر من 7500 ميل)، وبالتالي فقد يكون الصينيون مستعدين لدفع ثمن باهظ مقابل المطالبة بتلك الجزيرة، ونظراً إلى وفرة الالتزامات العسكرية الأميركية في أماكن أخرى من العالم، فمن المستبعد أن يحشد الأميركيون القوة اللازمة لهزم أي هجوم صيني متقن، وستكون محاولة إرسال الإمدادات إلى منطقة تبعد آلاف الأميال عن الولايات المتحدة شاقة من الناحية اللوجستية في مطلق الأحوال. وحتى لو منع الأميركيون الصين من الاستيلاء على الجزيرة بطريقة ما، ستكون التكاليف والخسائر التي يتكبدونها مريعة، والأسوأ من ذلك أنهم قد يضطرون لاحتلال تايوان ومتابعة الدفاع عنها طوال عقود على الأرجح مقابل كلفة متزايدة، وفي ظل تصاعد التكاليف التي يتكبدها البلد أصلاً بسبب فيروس "كوفيد-19"، ستُجبَر الولايات المتحدة على تخفيض ميزانية الدفاع وسيؤدي اضطرارها الدائم لحراسة تايوان والدفاع عنها عبر أعداد كبيرة من القوات العسكرية إلى إفلاس البلد حرفياً.اعتُبِر النائب يوهو في البداية عضواً له ميول ليبرالية في الكونغرس، حتى أنه طرح قراراً كان سيسمح بتقييد صلاحيات الرئيس المرتبطة بشن الحروب في عام 2015، لكنّ اقتراح استعمال القوات الأميركية للدفاع عن تايوان لا يعكس أي فكرة مبتكرة، بل إنه يشتق من أسوأ القواعد الشائعة في الأوساط السياسية، وكي تستفيد تايوان من الولايات المتحدة بأفضل طريقة، يجب أن يساعدها الأميركيون في بناء نظام دفاعي خاص بها لردع الصين، لكن يجب أن تضمن الولايات المتحدة أمنها الخاص أولاً، كما سيكون الالتزام بخوض الحرب ضد الصين لمصلحة حكومة أخرى خطأً مريعاً لأن الكلفة المحتملة على الأميركيين قد تتمثل بخسارة الحرب أو تحقيق نصر مكلف لدرجة أن يفلس البلد ويتعرّض الأمن الأميركي لمخاطر كبرى.على جميع المستويات إذاً، لن يصبّ توسيع الضمانات الأمنية لتايوان في مصلحة الولايات المتحدة.*دانيال ل. ديفيس * «أميركان كونسرفاتيف»