بالعربي المشرمح: هل يستوي الفاسدون والمصلحون؟
![محمد الرويحل](https://www.aljarida.com/uploads/authors/706_1689527706.jpg)
السلطة التي كانت تتذرع بأن المعارضة سبب في فشلها، ها هي اليوم تغوص في وحل المفسدين وتواجه أكبر وأعتى قضايا الفساد بتاريخ الكويت، وتقف عاجزة لتبرير ما كانت تدعيه على من كان يحذرها من الوقوع فيه من المصلحين، الأمر الذي يستدعي ألا تكابر في تصحيح أخطائها، وتعمل لاستعادة أبنائها ممن أجبروا على الرحيل عن وطنهم والعفو عنهم، وإسقاط جميع قضايا الرأي وإعادة الأمور إلى نصابها كي تستطيع أن تواجه مؤسسة الفساد التي تسببت في كل ما حدث، ونجحت في خداعها قبل خداع المواطن إن كانت، كما تدعي، تريد القضاء على الفساد ولم تكن شريكة فيه.الهالة التي نجحت في إقصاء الشرفاء والوطنيين من الساحة السياسية باتت عارية اليوم ومكشوفة للجميع دون غطاء يسترها، بعد أن تيقن المواطن من بهتانها وكذب ما تدعيه، حين انكشفت له حقيقة تلك الادعاءات، وتبين له عدم مصداقيتها بعد هذا الكم الهائل من الفساد والتدهور والتخلف في كل الملفات التي كانت تتذرع بأن المعارضة والشرفاء كانوا سبباً في تعطيلها.يعني بالعربي المشرمح:بعد أن انكشف المستور واطلع المواطن على حقيقة الوهم الذي كانت السلطة وقوى الفساد يدعونه بأن المعارضة والقوى الوطنية هي السبب في تعطيل التنمية والمشاريع، بات من واجب السلطة أن تعيد التفكير في تحالفاتها وتفتح صفحة جديدة مع القوى الوطنية، وتصدر عفوها عن أبنائها المبعدين في القضايا السياسية وقضايا الرأي، وأن تبدأ جولة جديدة في محاربة مؤسسة الفساد وأدواتها لتعيد للوطن مكانته الحقيقية، فلا يمكن أن يستوي الفاسدون والمصلحون في نظر الحكماء.