قبل سنوات، لم يكن هذا الأمر سوى مجرد فكرة، لكنها باتت قاب قوسين من التحقُّق، بل بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية خطوات جادة في سبيل تنفيذ هذا الحدث العالمي على أرض الواقع، في غضون أسابيع قليلة، حيث بدأ الاستعداد للموكب المهيب المخصص لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير، بخطوة أولية، وهي نقل التوابيت الخاصة بهذه المومياوات بنجاح إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط، لترميمها وتجهيزها لاستقبال الجثامين المحنطة لملوك من زمن الفراعنة!

وبالفعل، استقبل المتحف القومي للحضارة المصرية أخيراً 17 تابوتاً ملكياً بهدف ترميمها وتجهيزها للعرض، استعداداً لاستقبال المومياوات الملكية عند نقلها من المتحف المصري بالتحرير في موكب مهيب بعد أسابيع.

Ad

عملية التغليف

وفي هذا السياق، أوضحت المديرة العامة للترميم بالمتحف القومي للحضارة المصرية، منال الغنَّام، أن عملية نقل التوابيت تمت وسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار، وتحت إشراف مرممي متحف الحضارة، لافتة إلى أن التوابيت في حالة جيدة من الحفظ، وأنه قبل عملية التغليف والنقل أجريت معاينة لها وأُعِد "تقرير حالة" مفصلٍ عن كل تابوت على حدة، لإثبات حالة حفظه بصورة دقيقة. كما قام فريق الترميم بأعمال التنظيف والترميم الأولي للتوابيت قبل التغليف، مؤكدة أن عملية التغليف والنقل تمت على أعلى قدر من الكفاءة، وطبقاً للمعايير العلمية المتبعة في تغليف ونقل الآثار.

وتابعت الغنام: "جميع التوابيت يخضع الآن لأعمال الترميم من قِبل فريق عمل متخصصٍ من مرممي معمل الترميم في المتحف، لتقويتها وتثبيت بعض القشور بها، لكي تكون جاهزة للعرض واستقبال المومياوات الملكية".

المتحف القومي

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت في وقت سابق أن عملية نقل المومياوات الملكية من مكان عرضها الحالي في المتحف المصري إلى مكان عرضها الدائم في المتحف القومي للحضارة، ستتم من خلال موكب ملكي مهيب يليق بهؤلاء الملوك وعراقة الحضارة المصرية المتفردة، ومن المقرر أن يحضر هذا الحدث عدد من ملوك ورؤساء دول العالم.

وأجرت الوزارة "بروفة" لموكب نقل المومياوات في يناير الماضي، حيث كانت التوقعات وقتذاك تشير إلى أن عملية النقل ستُجرى في شهر فبراير، لكن يبدو أن هذه الخطة تأجلت بسبب جائحة فيروس كورونا، وما تبعها من وقف لجميع الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية في البلاد.

مقطوعات موسيقية

لكن هذه "البروفة" عكست مدى الاهتمام بهذا الحدث المرتقب، وكشفت جانباً من ملامحه، حيث تم تصنيع عجلات حربية تجرها خيول مشابهة للعجلات الحربية المصرية القديمة، إلى جانب عربات صُمِم هيكلها الخارجي على الطراز الفرعوني لنقل المومياوات، مع عزف مقطوعات موسيقية، بالإضافة إلى توحيد لون دهانات البنايات الواقعة في مسار الموكب الملكي، بحيث يكون خروج الحدث أمام العالم بشكل راقٍ يليق بتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

عدد المومياوات

ويبلغ عدد المومياوات التي سيجري نقلها 22 مومياء إلى جانب 17 تابوتاً ملكياً، ترجع إلى عصر الأسر 17، و18، و19، و20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، منها مومياء الملك رمسيس الثاني والملك "سقنن رع تا عا الثاني"، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة مريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس.