محمد المنصور: قرار تقديم أعمال توثيقية عن الغزو جاء متأخراً
أكد ضرورة تشجيع الفنانين على تنفيذ مسلسلات تتناول أزمة كورونا
خلافاً للعديد من الآراء التي ترى ضرورة تأجيل الخوض في دراما أزمة «كورونا»، يرى الفنان القدير محمد المنصور أن للفن دوراً مهماً وبالغاً في تأريخ وتوثيق ومناقشة الأزمات، «وعلى التلفزيون أن يشجع الأعمال القيمة التي تتناول تلك المرحلة، تداركاً للخطأ الذي ارتكبناه في السابق حين أغفلت الدراما قضية الغزو الغاشم على الكويت».
وعن المزيد من التوضيح والتفاصيل كان لـ«الجريدة» معه هذا اللقاء:
وعن المزيد من التوضيح والتفاصيل كان لـ«الجريدة» معه هذا اللقاء:
* هل ترى أن من المبكر طرح أزمة كورونا في عمل درامي؟- مطلقاً، للأزمة تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية نعايشها وتصلح للعديد من السيناريوهات الدرامية، فلمَ لا تتم كل تلك القضايا في عمل درامي أو تلفزيوني أو غير ذلك يساعد الجمهور في مشاهدة رؤية فنية متميزة للأزمة، فللفن دور مهم جداً في الترويح عن النفوس وعرض الأزمات في صور فنية يجعل الجمهور يستمتع ويعيش في عالم آخر موازٍ وفقاً لرؤية الكاتب أو التشكيلي أو الممثل كل في مجاله، ولهذا يجب تشجيع الفنانين على تقديم أعمال تتعلق بأزمة كورونا لرؤية إبداعاتهم في هذا الجانب، فكل يوم يولد مئات آلاف الأشخاص لكن ليس كل يوم يولد مبدع.
النص الجيد
* كمنتج مؤمن بالقضية هل تسعى لتقديم مشروع درامي حول "كورونا"؟- لمَ لا، إذا تلقيت النص الجيد فلن أتردد لحظة لأن أوفر من خلال شركتي الإنتاجية "سفن ستايل" كل الإمكانات لإنتاج عمل درامي مهم وقوي حول الأزمة، ولقد قرأت أخيراً سلسلة قصص منفصلة في كتاب واحد لأحد المبدعين الكويتيين، يتحدث في كل قصة منفصلة عن جانب من جوانب الأزمة بشكل رائع ومبدع، لذلك لا أؤيد وجهة النظر القائلة إن من المبكر إنتاج عمل حول الأزمة، وإلا ما تمكن هذا المبدع من إنتاج مجموعته القصصية الجميلة.القيمة الفنية
* إذا توافر النص والشركة المنتجة... ما الذي ينقص لخروج العمل للنور؟- تشجيع الدولة، فعلى تلفزيون الكويت أن يتولى الإنتاج المباشر أو يرحب بمبادرات المنتجين المحترمين الذين يقدرون الفن ولا يتخذونه منحى للتجارة، بل يبحثون عن القيمة الفنية والوطنية للعمل، وأن يجلس معهم ويشجعهم على مناقشة أزمة كورونا في أعمالهم، كي لا نقع في ذات الخطأ الذي ارتكبناه إبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وأتذكر أننا طرحنا على التلفزيون حينها فكرة لتسجيل 45 قصة حقيقية صارت بالكويت إبان الغزو في 45 ساعة، لكن كان يتم تأجيل أي مبادرة فنية لمناقشة الحرب في عمل درامي توثيقي جاد يُحفظ للتاريخ، وتم السماح فقط للأعمال الكوميدية، وكان نتيجة ذلك أن نشأ لدينا جيل عمره الآن 30 عاماً لا يعلم شيئاً عن الغزو ولم يشاهده في أعمال عاصرته كالعديد من الدول التي تؤرخ لأزماتها وحروبها بأعمال فنية تحفظ في ذاكرة ومكتبة التاريخ، فقط أخيراً بدأ الاهتمام بتقديم أعمال توثيقية عن الغزو، لكن جاء القرار متأخراً كثيراً.دور الرقابة
* هل تتصور أن تعوق الرقابة إجازة النصوص التي تتناول الأزمة؟ - الرقابة دورها مهم، وعليها أن تستمر في أدائها من تقويم الأعمال، فليس كل شيء يقابل بالرفض المطلق، بل للرقابة قوتها في توجيه النص ووضعه في الإطار الصحيح، في إطار من المرونة والمحايدة والحكم الموضوعي على الأعمال المطروحة، فالأحكام الشخصية لن يستفيد منها أحد ولا تصب في مصلحة الفن ولا الجمهور ولا التلفزيون، بل سيكون الجميع خاسرين للقيمة الجيدة.* وهل ترى أن الرقابة تعاملت بمرونة مع "محمد علي رود" حين تم اجتزاء مشهد "الزار"؟- لا أستطيع الحكم على تصرف الرقابة في هذا الشأن لأني لم أتابع الحلقة التي تم اجتزاؤها وحذف مشهد الزار منها، ولكن ما أستطيع قوله إنه إذا كان هناك تحفظ على الزار بشكل خاص فهو أمر موجود وواقع في مجتمعاتنا العربية والعمل لم يختلقه، وبالنهاية يبقى للرقابة سلطتها في مواجهة الأعمال المعروضة على شاشة التلفزيون.الموسيقى والكتاب
* وما الذي غيرته فيك شهور العزل الطويلة على المستوى الشخصي؟- أحيانا أشعر ببعض الملل، ولكن تطبعت على الجلوس بالمنزل وعدم مخالطة أحد حتى في عيد الأضحى المبارك فكل التواصل عبر الهاتف، وأشعر بالراحة والهدوء، وجليسي في ساعات الوحدة الطويلة الموسيقى والكتاب، إذ أصبح لديّ وقت جيد للإطلاع على أمهات الكتب التي تحتاج لتركيز وتفرغ، وأحياناً أذهب إلى مكتبي بشركة الإنتاج ولكن أجلس وحدي ولا أسمح للموظفين بالدوام حرصاً على سلامتهم.نوح العيون
* وهل ستحول تلك الإجراءات الوقائية دون خروج أعمالك المرتقبة للنور؟- لا، قريباً أستعد لانطلاق تصوير مسلسلي الجديد "نوح العيون" بمعية أخي حسين المنصور بعد سنوات طويلة من الفراق الفني، إذ سنتشارك بطولة العمل ولكن إلى الحين لم يتم اختيار باقي الفنانين أو المخرج وهي قصة للكاتب البحريني جمال صقر وتمت إجازتها وتنازل المؤلف عن حقوق الملكية لشركتي المنتجة، ومن المقرر عرض المسلسل عبر شاشة تلفزيون الكويت رمضان المقبل، كما أستعد للعودة للمسرح بمعية حسين في مسرحية كوميدية من تأليف الناقدة اللبنانية شادية زيتون بعد آخر مسرحية كويتية قدمتها بالتسعينيات فيما قدمت مسرحية قطرية عام 2015 بعنوان "عرب تويت" وسعدت بالمشاركة بها إذ استشرفت ما نعانيه الآن من أزمات وغش تجاري وأخلاقي واستغلال سيئ لمواقع التواصل الاجتماعي، وهذا هو دور الفنان إذ يمتلك قرون استشعار للمستقبل.* وماسبب العودة للمسرح والكوميديا بعد أكثر من 20 عاماً من الغياب؟- أنا عاشق للكوميديا وللمسرح أيضاً، ومتى سنحت لي الفرصة للعودة فلن أتردد أبداً، كما أن مسلسل "نوح العيون" به الكثير من الكوميديا، وربما يحمل اسمه معنى مغايراً كالبكاء، لككنا نبكي حين نحزن وحين نفرح، وهي من حكمة الله عز وجل، فالفارق هو في شعورنا الداخلي وليس في تعبير الوجه فقط، وأنا سعيد بأعمالي الجديدة التي تحمل صحبة أخي على خشبة المسرح وبالدراما في أدوار مبهجة للناس، والمسرحية سيتم عرضها بمجرد فتح المسارح دون انتظار موسم معين.
للفنان دور كبير لأنه يمتلك قرون استشعار للمستقبل