أغرب ما شاهدت أيام الغزو العراقي
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
وشاهدت مرة جنود الاحتلال عند نقطة التفتيش مقابل مدرسة جمانة بنت أبي طالب يحملون صناديق الذخيرة من الشاحنات، وقد كتب على كل صندوق (الجيش الملكي الأردني) فعلمت أن دماء شهدائنا سالت بأسلحة عربية قحّة.ومازلت أذكر احتراق سيارة بالكامل بين العصر والمغرب في منطقة على الدائري الثاني، وقد قيل لنا حينها أنها سيارة لمواطن لم يكن بحالة طبيعية، وقد أفشى أسماء وأماكن ضباط كويتيين للجيش العراقي.وأما أغرب ما وقع لي وللصديق العزيز محمد سليمان العثمان في الغزو العراقي فهو حضور التحقيقات بمخفر الصالحية، وجلسة المحكمة عند "قائم مقام الكاظمية" بعد سرقة منزلهم في الشامية، حيث حكم ذاك القاضي بالإعدام للسارقين في ليلة طويلة وكئيبة ومروّعة، سبق لي الكتابة عنها قبل سنوات.إن كل كويتي أدرك تلك الكارثة العربية المدمرة أينما كان سيملك عشرات القصص والأحداث واليوميات التي تستحق روايتها للأجيال، وكما نقول دائماً فنحن نستذكر الغزو العراقي الغادر، وليس هدفنا إثارة الأحقاد أو بث الكراهية، فهذه ليست من شيم أهل الكويت ولا من أخلاقهم، إنما نستذكر بطولات أبناء الكويت وبناتها، نستذكر شهداء الكويت وشهيداتها، نستذكر أسرى الكويت وأسيراتها، نستذكر ما قدمه الصامدون ونستذكر الحق الذي ردّه الله سبحانه إلينا، ونشكر النعمة التي حبانا الله بها، والله الموفق.