بيروت تحترق، ويحترق معها كل آمال العرب واللبنانيين من قبلهم بخلق سويسرا عربية، ونموذج تعايش كما هو موجود في سويسرا الغرب. كل الحديث عن الحداثة والحكم المدني في لبنان كان هراء و"طق حنك"؛ لأن الطائفة وخلق الكانتونات المناطقية والعرقية هما من انتصر في لبنان.هذه هي النتيجة الحتمية لحكم الموازنات الطائفية والمناطقية والعرقية؛ أنها تحرق في النهاية الأوطان، كما تفعل في اليمن ولبنان والعراق، والصومال من قبلها، وأوجّه لأبناء وطني الذين يستعدون للانتخابات القبلية والتصفيات المذهبية والانتقائية الطبقية والعصبية المناطقية والتشجيع من السلطة وغض النظر عن تلك الممارسات بأن نتيجتها واحدة وهي الدمار وفناء الأوطان.
الحكومة أو الحكومات، التي تتساكن مع العصبيات بمختلف أنواعها، وتوزع المناصب والمكاسب وفقاً لتلك التوازنات، تضرب ركائز الدولة وتدمرها، عاجلاً أو آجلاً، ولا يقول لي أحد إن وضع لبنان مختلف عنا، بل هو ذاته مع تغيير بعض المسميات، فلبنان هو كوكتيل مطور عن القبيلة والطائفة والإقطاعيين والمحتكرين بجميع أشكالهم وأنواعهم.نتمنى للبنان السلامة والتعافي، ولكن الوضع أصبح ميئوساً منه، وحصص الحكم حتى على مستوى رئيس قسم في مصلحة صغيرة لا يمكن الفكاك منها عندهم، لذا نقول لكل عاقل لدينا وفي العالم العربي: لا تستنسخوا نموذج "اللبننة"، ونتمنى من الإخوة والجيران في العراق أن يتوقفوا عن استنساخ النموذج اللبناني، قبل أن يصلوا لنقطة اللاعودة التي تدمر الأوطان.وأرجو من كل مواطن في بلدي سيذهب ليشارك في انتخابات فرعية، بجميع أوجهها العرقية والطائفية، أن يستذكر النموذج اللبناني ونتائجه التي وصل إليها بعد 75 عاماً من الاستقلال.
أخر كلام
لا تستنسِخوا «اللبننة»!
06-08-2020