تقاذفت الأجهزة الرسمية اللبنانية مسؤولية وجود وتخزين نحو 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم السامة في مرفأ بيروت، ففي وقت قال المدير العام للجمارك اللبنانية بدري ضاهر، المحسوب على "التيار الوطني الحر"، أمس، إنه وجه "سابقاً 6 كتب لقضاة الأمور المستعجلة في بيروت بأن المواد الموجودة خطيرة، وتشكل خطرا على المرفأ وعلى الجميع، وطلبنا إعادة تصديرها، الا أن هذا الأمر لم يحصل"، نفت قاضية الأمور المستعجلة في بيروت هالا نجم، أمس، الأمر قائلة انها "لم تنظر في هكذا ملف، وهو ليس في قسمها، ولا في قسم زلفا الحسن التي اخذت مكاني، ولا علاقة لي بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد".

وأثار انفجار، أمس الأول، تساؤلات عديدة عن مصدر الأمونيوم، وكيفية وصولها إلى مرفأ بيروت، واللافت أن تقارير أكدت وصول هذه المواد قبل نحو 6 سنوات. وكشفت مصادر أمنية، أمس، أن "السفينة التي كانت تحمل هذه المواد، كانت توجهت من مرفأ باتومي بجورجيا إلى مرفأ بيرا في موزمبيق قبل نحو 7 سنوات، وتحديدا في 23 سبتمبر 2013، إلا أنها توقفت في بيروت نتيجة لعطل فني". وأضافت: "المشكلة التي حصلت حينها هي أن السلطات اللبنانية فتّشت السفينة التي كانت ترفع العلم المولدوفي، وعند فحصها لهذه المواد المتفجرة، منعتها من مواصلة الرحلة، مما دفع طاقمها للتخلي عنها والمغادرة، علما أن مالك السفينة روسي الجنسية".

Ad

وتابعت: "بعد ذلك بشهور، أفرغت سلطات مرفأ بيروت حمولة السفينة، ونقلتها إلى العنبر 12، المخصص للمحجوزات، على أساس أنها ستباع في المزاد، لكنها بقيت منذ ذلك الحين دون أي محاولة جدية لإزالتها، قبل وقوع الكارثة".

بدوره، قال المدير العام لميناء بيروت حسن قريطم أمس، إن الميناء خزّن قبل ستة أعوام بموجب أمر من المحكمة مواد شديدة الانفجار يعتقد أنها كانت سبب الانفجار القوي الذي هز العاصمة اللبنانية.

وأكد قريطم أن الجمارك وأمن الدولة طلبا من السلطات تصدير هذه المواد أو إزالتها لكن «لم يحدث شيء».

وكتبت أمس صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن صاحب السفينة التي كانت تحمل مادة النيترات، هو رجل الأعمال الروسي إيغور غريتشوشكين، الذي تخلّى عن الحمولة الخطيرة على سفينته في سبتمبر 2013 قبل أن يتم نقلها في النهاية إلى ميناء بيروت حيث بقيت لمدة 6 سنوات.

وقالت قناة «رين» الروسية في موسكو إن سفينة غريتشوشكين، المعروف بأنه من محبي الدراجات النارية تخلّى عن سفينته بسبب اجباره على دفع مبلغ كبير من المال كعقوبة ما اضطره لاعلان افلاسه. وعلق رواد مواقع التواصل على خبر ديلي ميل بالدعوة لمحاسبة غريتشوشكين الذي يعيش حالياً في قبرص.