نقطة: بروفة بيروت
ما حدث في بيروت هو مثال تجريبي لما قد يحدث في أي دولة عربية رخوة أو فاشلة، ومهما حاول السياسيون والبيروقراطيون تبرير الكارثة فإن فسادهم لا يعطيهم أي فرصة لأخذ ما يصدر منهم بجدية.الفساد الإداري والسياسي خلطة أخطر من نيترات الأمونيوم، وانفجار بيروت ليس إلا عرضاً لمرض دائم الكل متسبب به، ولا أحد يجرؤ على إعلان التشخيص بجرأة، تمهيداً للعلاج، فاستمرار الحال على ما هي عليه يحقق مصالحهم الدائمة بالمزايدات والتخوين وتوزيع الاتهامات، والكلام الإنشائي والشعارات الكبيرة دائماً هما سلعة من لا يملك شيئاً حقيقياً يقدمه للناس والوطن.
الكويت توأم لبنان الثري، وهذا الثراء قد يشتري بعض الوقت لتغطية الفساد والأزمات، التي نعايشها، وإخفائها تحت سجادة الزمن، وهذا مما قد ينسيها للناس بعض الوقت، لكن لا يحلها، وتبقى الأنفس بانتظار الإشعال، فالانفجارات الكبيرة لا تحتاج إلى نيترات الأمونيوم فقط.