أحدث الانفجار الهائل في مرفأ بيروت حفرة بعمق 43 متراً، وفق ما أفاد مصدر أمني نقلاً عن تقديرات لخبراء فرنسيين في الحرائق أُرسلوا إلى بيروت.وأوضح المصدر الأمني، أن "خبراء التفجير الفرنسيين اكتشفوا أن انفجار المرفأ خلّف حفرة بعمق 43 متراً".
وعلى الصعيد نفسه، أجرى خبراء فرنسيون تحاليل للتربة والمياه في مكان الانفجار. كما من المقرّر أن يجري الخبراء الفرنسيون مسحاً جوياً ثلاثي الأبعاد للموقع، ما يمكن أن يساهم في كشف المزيد من الأدلة. وتقدم فرنسا دعماً لوجستياً للبنان مع أدوات تحقيق، وأرسلت فرقاً من الشرطة وفرق بحث. كما أرسلت باريس أيضاً معدات طبية لمساعدة اللبنانيين في مدينة دُمرت فيها أحياء كلياً.وأعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء ومقره ولاية فيرجينيا الأميركية، أن قوة الانفجار تعادل زلزالاً شدته 3.3 درجات على مقياس ريختر.وعلى سبيل المقارنة، أحدث انفجار قنبلة ذرية من 104 كيلوات طن عام 1962 في موقع "سيدان" للتجارب النووية في نيفادا بغرب الولايات المتحدة، حفرة بعمق يقارب 100 متر.وأحدث انفجار الشاحنة المفخخة الذي تسبب بمقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، حفرة قطرها 10 أمتار على الأقل وعمقها متران، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.من ناحيته، قال السفير الفرنسي في بيروت، برونو فوشيه، إن "فرنسا تشارك بالتحقيق في انفجار المرفأ وذلك يضمن سرعة وشفافية التحقيق".وأضاف في تغريدة عبر "تويتر"، أمس: "يقدم 46 من رجال الشرطة والدرك الدعم الفني للتحقيق القضائي الذي افتتحه المدعي العام". واختتم بكلمة "فرنسا تتحرك".وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، قال إن الرئيس ميشال عون اعتبر أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية المرفأ، "الهدف منه تضييع الوقت".
وفدٌ قضائي
وكشفت معلومات صحافية في بيروت أمس، أن وفداً قضائياً لبنانياً سيتوجّه إلى قبرص للقاء مالك السفينة "روسوس" التي نقلت أطنان نيترات الأمونيوم إلى العاصمة اللبنانية، حيث تمّ إفراغها بحجة عدم صلاحية إبحار السفينة. وأضافت المعلومات أنه نتيجة التنسيق بين السلطات اللبنانية والقبرصية، سبق ودوّنت الأخيرة إفادة صاحب السفينة. الى ذلك، نشرت شبكة Trunews المسيحية الأميركية المحافظة، مقطع فيديو زعمت إنه لتفجير حدث في سورية قبل 7 أشهر يشبه تماماً ما حدث في مرفأ بيروت. ويظهر الفيديو تكوّن فقاعة هوائية ضخمة بعد الانفجار مع ظهور نفس ألوان التفجير الذي شوهد في ميناء بيروت.إسبر
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أنه لم يتضح بعد إذا كان انفجار مرفأ بيروت "هجوماً متعمداً أم حادثاً".في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قال إسبر رداً على سؤال ما إذا كان الفساد هو المسؤول عن الانفجار، "المحصلة النهائية هي أننا ما زلنا لا نعرف. كما تعلمون، في اليوم الأول، كما قال الرئيس ترامب إنه اعتقدنا أنه ربما كان هجوماً. وتوقع البعض منا أنه قد يكون على سبيل المثال، شحنة أسلحة لحزب الله انفجرت. ربما منشأة لصنع القنابل تابعة لحزب الله".وتابع إسبر: "لقد قلت سابقاً إن الأمر يبدو أشبه بالحادث. ومن المؤسف أن البعض في وسائل الإعلام حاولوا إحداث انقسامات داخل الإدارة ربما بيني وبين الرئيس والآخرين"، وختم: "ببساطة هذ أمر غير صحيح".موزمبيق
وفي سياق متصل، كشفت "شركة موزمبيق لصناعة المتفجرات" Fábrica de Explosivos Moçambique أن شحنة نترات الأمونيوم، التي انفجرت الثلاثاء الماضي والتي تم احتجازها في مرفأ بيروت منذ عام 2013، كانت مخصصة لصناعة متفجرات لشركات التعدين في موزمبيق، مؤكدة أنه تمت مصادرتها واحتجازها في ميناء بيروت منذ سبع سنوات.ونقلت شبكة CNN الإخبارية الأميركية عن الناطق باسم الشركة: "هذه هي الشحنة الوحيدة التي لم تصل. هذا ليس شائعاً على الإطلاق هذه الشحنة ليست كشحنة فقدت في البريد، إنها كمية كبيرة".وأبدى استغرابه الشديد من طول المدة التي تم الاحتفاظ بها بشحنة الأمونيوم، قائلاً: "هذه ليست مادة يمكن تخزينها من دون أي استخدام لها. إنها مادة خطيرة جداً وتحتاج إلى نقل وفق معايير صارمة جداً".