بيلاروسيا: أكبر تحدّ انتخابي لـ«آخر دكتاتور في أوروبا»
نظمت بيلاروسيا، أمس، انتخابات رئاسية تميزت بتعبئة غير متوقعة للمعارضة. وقال ألكسندر لوكاشينكو، الذي يترأس بيلاروسيا منذ ربع قرن من دون إبداء سوى القليل من التسامح مع المعارضة، مخاطباً مواطنيه، إنه سيضمن عدم وجود وضع يشبه الحرب الأهلية في بيلاروسيا، وذلك خلال الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية.ولكن حتى في وقت حذر من أي محاولات أجنبية لزعزعة استقرار حكومته، أشار أيضاً إلى أن الوضع في بلاده مستقر. وقال: «أنا أضمن ذلك، ولن يسمح أحد بأن يخرج الوضع عن السيطرة. سيبقى كل شيء تحت السيطرة، أنا أضمن لكم ذلك، لا تشككوا بذلك».
ويسعى لوكاشينكو (65 عاماً)، الذي وصفته واشنطن من قبل بأنه «آخر دكتاتور في أوروبا»، للفوز بالولاية السادسة على التوالي، في انتخابات لاقت انتقادات دولية.وتعرض اثنان من أقوى منافسي لوكاشينكو للسجن خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وفرّ مرشح ثالث محتمل إلى روسيا المجاورة بعد تلقيه معلومات بأنه سيجري اعتقاله قريباً أيضاً.يشار إلى أن أقوى منافس سُمح له بالتسجيل كمرشح هي سفيتلانا تيكانوفسكايا (37 عاماً) زوجة أحد السجناء. وتسعى للحصول على أصوات المعارضة الواسعة ضد لوكاشينكو، ووعدت بإطلاق جميع السجناء السياسيين وإجراء انتخابات جديدة حال فوزها.وقالت تيكانوفسكايا للصحافيين بعد الإدلاء بصوتها في مينسك: «أريد حقاً انتخابات نزيهة، ولهذا أدعو إلى ذلك».وأضافت تيكانوفسكايا، التي ندّدت في الأيام الماضية بـ«عمليات غش مشينة»، أن ليس أمام السلطة «ما تخشاه، فإذا كان الشعب بكامله يدعم حقاً ألكسندر غريغوريفيتش لوكاشينكو، فسنعرف».وأوقف أمس الأول، ماريا موروز رئيسة حملة تيكانوفسكايا.وغادرت فيرونيكا تسيبكالو التي كانت أيضاً تعمل في حشد الدعم لتيخانوفسكايا، بيلاروسيا إلى موسكو. وحشدت تيكانوفسكايا خلال حملتها الانتخابية أعداداً كبيرة غير مسبوقة من المؤيدين.وهي تحظى بدعم تسيبكالو زوجة المعارض فاليري تسيبكالو، الذي رفض ترشحه للرئاسة وفرّ من البلاد مطلع الصيف، وبدعم ماريا كوليسنيكوفا، المديرة السابقة لحملة معارض آخر سجن في يونيو.واستقطب هذا الثلاثي تأييد معارضي النظام وحظي بشهرة واسعة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.ويقبع زوج سيفتلانا تيكانوفسكايا، سيرغي، وهو مدون فيديو أراد الترشح للانتخابات، في السجن منذ مايو.وشهدت شبكة الإنترنت مشاكل في أنحاء البلاد أمس، حيث قال العديد من الناس، إنه من المستحيل حتى نشر صورة على شبكة تواصل اجتماعي.وحذر لوكاشينكو مراراً من المشاركة في تجمعات غير مصرح بها في الفترة التي تسبق الانتخابات، مهددا بقمعها من جانب الشرطة. وجرى التصويت أمس، خالياً من الاحتجاجات الجماهيرية التي جرت في الفترة التي سبقت الانتخابات.وأصدرت دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي فرنسا وألمانيا وبولندا، بيانا مشتركاً قبل الانتخابات أعربت فيه عن «القلق الشديد».وجاء في بيان أعضاء الاتحاد الأوروبي، «إننا نتمسك بحزم بحق الشعب البيلاروسي في ممارسة حرياته الأساسية، بما في ذلك الحقوق الانتخابية». وانتقد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق اعتقال كبار منافسي لوكاشينكو، مشيرا إلى أن التهم ملفقة على ما يبدو.ولم يتم توجيه دعوة في الوقت المناسب لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تقوم بشكل تقليدي بالمراقبة المستقلة للانتخابات في بيلاروسيا، وبالتالي لم تتمكن من الحضور.وأعربت ألمانيا وفرنسا وبولندا عن قلقها من أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لن تراقب الانتخابات، مع الإشارة إلى ما وصفوه بـ»تقارير مقلقة عن مخالفات انتخابية في بداية التصويت».