إنقاذ لبنان من خاطفه الإيراني
ميليشيا حزب الله ميليشيا إيرانية بامتياز، فهذا ما يردده حسن نصرالله رئيس هذه الميليشيا ويتفاخر به، وفي كثير من خطاباته كان يردد دائما أنه جندي في جيش ولي الفقيه الإيراني، يأتمر بأوامره ويخضع لإرادته فهو ملحق بحرس الثورة الإيراني، ولعل ما أصاب لبنان وما سيصيبه من كوارث مرده لتمكن هذه الميليشيا من حكم هذه الدولة العربية والتحكم في مصيرها ومفاصلها، وأصبح هذا المجرم بالسلاح الإيراني الذي في حوزته هو من يحدد من يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية ورئيسا للوزراء ويضع قانون الانتخابات الذي يمكنه أن يشكل الأكثرية في مجلس النواب. وفي 14/ 2/ 2005 تمكن حزب الله من تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري، وكان من المفروض أن تصدر محكمة الحريري حكمها يوم الجمعة 7 أغسطس الجاري، والمتوقع من الحكم الذي سيصدر إدانة أربعة من عناصر حزب الله بارتكاب تلك الجريمة، وتم تأجيله بسبب انفجار مرفأ بيروت، فقد قال نصرالله بعد الانفجار، وهو الكذاب الأشر أن لا علاقة للحزب بما حدث في مرفأ بيروت، ومن المعروف أن هذا الحزب بفضل السلاح الإيراني هو الذي أصبح يسيطر على المرفأ والمطار والمعابر مع سورية حتى الجيش اللبناني لا يملك القرار بشأنها.ولعل أهم ما شد انتباهي في تلك الأحداث المؤلمة الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى لبنان الدولة المنكوبة، حيث وصلها يوم الخميس 6/ 8 بعد أقل من 48 ساعة من الانفجار، وجال بالأماكن المنكوبة وهو يسير على قدميه، تلك الأماكن التي لم يجرؤ أحد من أفراد الحكومة اللبنانية أن يطأها. وتحدث مع الجماهير الغاضبة ودمعت عين الرئيس وهو يقول بالعربية "بحبك يا لبنان"، ويستمع إلى الجماهير وهي تهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"، وعندما طالبته الجماهير بعدم تسليم المساعدات للحكومة الفاسدة أكد لهم أن المساعدات ستكون شفافة وستذهب إلى الأرض وسنضمن ألا تذهب لأيدي الفاسدين، وقال إنه جاء لإطلاق مبادرة سياسية جديدة، وسيعود في أول سبتمبر القادم ليتحقق من الإصلاحات التي يطالب الشعب اللبناني بتحقيقها.
ومن المخجل لشعب لبنان وللأمة العربية جميعها ما شاهدناه أن يتسلم الرئيس ماكرون عريضة وقعها أكثر من 40 ألفاً من الشعب اللبناني تطالبه بإعادة لبنان تحت الاحتلال الفرنسي من جديد، وإلغاء سنوات الاستقلال الزائف الذي مكن الحزب الإيراني من التحكم في الشعب اللبناني. لا شك أن من وقع تلك الوثيقة ليسوا خونة كما يحلو لحزب الله أن يسميهم، بل هم يائسون من الأوضاع البالغة السوء التي وصلت إليها دولتهم نتيجة لتحكم هذا الحزب الإيراني في الدولة، فالخائن لا يوقع وثيقة علنية وأمام الملأ يطالب بعودة المحتل السابق بل المقهور والخائف من تحكم هذا الحزب الذي يهددهم بسلاحه الإيراني. هناك تخوف من أن يكون تعاطف الرئيس الفرنسي مع لبنان ومصائبه تغاضياً عن جرائم حزب الله لإنقاذ لبنان من مصائبه، خصوصا أن له تصريحات سابقة قال فيها إن فرنسا لن تضع أي حزب لبناني ممثل في الحكومة على قوائم الإرهاب، كما أن الصحافة المحسوبة على حزب الله رأت أن طرح ماكرون كان واقعيا.وفي أثناء كتابتي المقال سمعت أن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قدم استقالته، فهل قدم استقالته أم ـسقط بقوة غضب الشارع اللبناني؟ أم أن هناك تفاهماً بين الرئيس ماكرون وحزب الله خصوصا أن صحيفة الأخبار اللبنانية المعبرة عن حزب الله أشارت إلى أن الرئيس ماكرون اختلى في قصر الصنوبر بالنائب محمد رعد رئيس كتلة حزب الله البرلمانية، وطال الحديث بينهما؟ هذا ما قد تكشف عنه الأيام المقبلة، وكما قال طرفة:سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاًويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ وإن غداً لناظره قريب.