أكدت دولة الكويت استمرارها في الوقوف بجانب اللبنانيين ودعمهم بأي طريقة ممكنة حتى إعادة بناء بيروت، وأنها ستظل ثابتة في التزامها وتضامنها بدعم لبنان وشعبه خلال هذا الوقت الصعب الذي يكافح فيه للتعافي من حادث التفجير المدمر ويواجه بنفس الوقت جائحة فيروس كورونا المستجد والعديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. جاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في الاجتماع الافتراضي الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حول الوضع الإنساني في لبنان بعد الانفجار الذي وقع في بيروت.
وقال العتيبي: عقب التفجيرات المأساوية (التي وقعت الثلاثاء قبل الماضي) أعطى سمو نائب الأمير وولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد تعليمات فورية على مستوى الدولة لتقديم العون والمساعدة الإنسانية لإخواننا وأخواتنا في لبنان». كما جدد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد خلال مؤتمر المساعدات الدولية لدعم الشعب اللبناني، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة قبل أيام استعداد الكويت لدعم لبنان من خلال 30 مليون دولار من المساعدات التي سبق الالتزام بها عبر إعادة تخصيص الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للأمن الغذائي.
إعادة بناء بيروت
وتابع «إلى لبنان وجميع إخوتنا وأخواتنا اللبنانيين في لبنان والكويت وحول العالم كما تعلمون لطالما كان لبلدينا وشعبينا علاقات عميقة وطويلة الأمد وغير قابلة للكسر ولطالما كانت الكويت موطناً لآلاف المواطنين اللبنانيين الذين ساهموا بشكل كبير في نمو وثقافة وازدهار الكويت، سنستمر في الوقوف بجانبكم وندعمكم بأي طريقة ممكنة حتى إعادة بناء مدينتكم الجميلة». وأوضح أن جمعية الهلال الأحمر تقوم منذ التعليمات التي أصدرها سمو نائب الأمير وولي العهد بإرسال مساعدات مستمرة وإمدادات طبية ومساعدات غذائية إلى الصليب الأحمر اللبناني عبر جسر جوي بالتعاون مع الجهات الحكومية بما في ذلك الوزارات الكويتية. ولفت العتيبي إلى أن وزارات الخارجية والصحة والتجارة وبالتنسيق مع السفارة الكويتية في بيروت تعمل من أجل دعم جهود الإغاثة اللبنانية المحلية. وقال: «نقدر المساعدات والمساهمات التي تقدمها الدول والمنظمات الأخرى ونحث بقية أعضاء المجتمع الدولي على تعزيز ودعم شعب لبنان خلال هذه الأوقات الصعبة ونعلم أن شعب لبنان قوي وصامد وسوف يجتمعون لإعادة البناء والتغلب على هذه المأساة كما فعلوا مرات عديدة من قبل». وقال العتيبي «مع الأخذ بعين الاعتبار حجم الدمار الذي شهدناه نتيجة هذه الانفجارات والتحديات الحالية الناجمة عن الوباء الحالي لا يمكنهم ولا ينبغي عليهم القيام بذلك بمفردهم فمع مقتل مئات الأشخاص وإصابة أكثر من خمسة آلاف شخص وفقدان 150 يعد التضامن والدعم الدوليين أمرين ضروريين». من جهتها واصلت جمعية الهلال الاحمر جهودها الاغاثية بتوزيع 500 سلة غذائية على الاسر التي تضررت من جراء انفجار مرفأ بيروت الى جانب توزيع المعدات الطبية على المستشفيات.تخفيف الأضرار
وقال رئيس بعثة الهلال الى لبنان الدكتور مساعد العنزي لـ «كونا» إن «هذه المساعدات محاولة للتخفيف من حجم الأضرار التي لحقت بالأسر لذلك حرصنا على توزيعها يدا بيد بشكل مباشر».واعتبر أن تقديم المعدات والاجهزة الطبية للمستشفيات يساعدها في رفع جزء من الأضرار التي لحقت بها ويمكنها من متابعة خدمة المواطنين طبيا قدر المستطاع.واشار الى تعاون الجمعية عبر فريقها الميداني الذي حضر في بيروت منذ الايام الاولى مع الصليب الاحمر اللبناني وبالتنسيق مع سفارة الكويت في لبنان.واعرب عدد من الاسر اللبنانية عن الشكر للكويت وشعبها على التلبية السريعة للإغاثة مع الاشارة الى أهمية توزيع المساعدات بشكل مباشر لمن لحقهم ضرر الانفجار.طائرتا مساعدات
من ناحية أخرى، غادرت، أمس، طائرتان تابعتان للقوة الجوية متوجهتان إلى لبنان، تنفيذا للتوجيهات السامية لسمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وتجسيدا لروح الاخوة والتعاون المشترك بين البلدين.وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن الطائرتين تحملان 106 أطنان من المساعدات والاحتياجات الطارئة والمواد الغذائية إلى لبنان، مضيفة أن الرحلات تأتي ضمن الجسر الجوي الذي خُصص لنقل الاحتياجات والمساعدات الطبية الطارئة والمواد الغذائية، لتأمينها للمتضررين جراء حادث الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.وأشارت إلى أن هذه الرحلات تأتي بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الخارجية والتجارة وجمعية الهلال الاحمر الكويتي.