تصاعد نشاط الميليشيات يسخّن حوار بغداد وواشنطن
الجيشان الكويتي والعراقي ينفيان وقوع هجوم على الحدود
يستعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لبدء جولة ثانية من الحوار مع الولايات المتحدة، خلال زيارة لواشنطن الأسبوع المقبل، على وقع تزايد ملحوظ في عمليات هجومية تستهدف مصالح أميركا ووجودها العسكري في العراق.تأتي الزيارة بعد فتور نسبي خيم على علاقات واشنطن وبغداد، خلال ولاية رئيس الحكومة السابقة عادل عبدالمهدي، وهو أول رئيس وزراء عراقي منذ سقوط نظام صدام حسين لم يكتب له زيارة واشنطن أو لقاء الرئيس الأميركي، وشهد عهده احتكاكاً شديداً بين إيران وإدارة ترامب، على الساحة العراقية.وبدأ الكاظمي، خلال يونيو الماضي، حواراً مع واشنطن وُصف بالاستراتيجي، وجرى عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وناقش قضايا تتعلق بالتعاون العسكري والاقتصادي، كما رشح من نقاطه الأساسية.
وحاولت الكتل النيابية المقربة من طهران أن تشارك في جولة يونيو، للتأثير على أجندة الحوار، لكن الفريق العراقي اقتصر يومذاك على المسؤولين الفنيين في الخارجية مع ممثل سياسي للكاظمي، ويبدو أن حلفاء طهران بدأوا يضغطون في جولة الحوار الثانية كذلك لمحاولة التأثير على النقاط، التي ينوي الكاظمي طرحها في زيارته لواشنطن.وذكرت مصادر مطلعة في بغداد أن الكاظمي سينظم اجتماعاً مع ممثلي جهات سياسية مقربة من طهران، لسماع وجهات نظرهم بشأن الحوار مع أميركا، رغم أن المصادر تشير إلى أن القضية، التي تشغل كثيراً من قادة الميليشيات هي قلقهم بشأن عقوبات أميركية يخضعون لها حالياً، أو يخشون أن تشملهم في المستقبل، ويحاولون أخذ ضمانات أو توضيحات من الكاظمي.وتقول مصادر شيعية رفيعة في بغداد إن الحوار لابد أن يتطرق إلى ضبط وتنظيم الوجود العسكري الأميركي في العراق، مشيرين إلى إمكانية تبلور اتفاق لجدولة سحب القوات الأميركية تدريجياً، في سقوف زمنية تصل إلى 5 سنوات، ووفق تقديرات فنية وعسكرية دقيقة، شرط ألا يمثل ذلك رضوخاً أو انكساراً أمام إيران، حسب تعبيرها. ومن المتوقع أن يثير هذا الجدول المتمهّل، غضب حلفاء طهران، الذين يضغطون منذ الشتاء الماضي لإخراج القوات الأميركية، لمنح الميليشيات الموالية لحرس الثورة الإيراني حرية أكبر.وتذكر مصادر أمنية أن عشرات صواريخ الكاتيوشيا، التي استهدفت سفارة أميركا في بغداد خلال الأسابيع الماضية، ربما لم تعد كافية للضغط على فريق الكاظمي، مما دفع الميليشيات إلى تصعيد واضح شبه يومي، في هجمات تستهدف قوافل الإمداد البرية التابعة للقوات الأميركية، حيث وقع آخرها قرب معسكر التاجي شمالي بغداد، أمس. وأعلنت ميليشيا غير معروفة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وبثت فيديوهات ونشرت بيانات موقعة باسم «أصحاب الكهف».وفي حين نفت قيادة العمليات المشتركة بالعراق صحة ما أثير حول تعرض منفذ جريشان على الحدود مع الكويت، لـ«عمل تخريبي»، أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، أمس، سلامة واستقرار الحدود الكويتية الشمالية.ونفت الرئاسة، في بيان لها، «ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة حول تعرض أحد المراكز لهجوم تخريبي على الحدود الكويتية الشمالية»، مؤكدة أن «الحدود مستقرة وآمنة».ونقلت وكالة رويترز، عن ثلاثة مصادر أمنية عراقية، أن انفجاراً وقع قرب الحدود العراقية - الكويتية واستهدف قافلة تنقل معدات للقوات الأميركية. وقالت المصادر إن القوات الأميركية متعاقدة مع شركات أجنبية لتوفير الأمن بالمنطقة.