لجأت المرشحة المعارضة للانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا سفتلانا تيخانوفسكايا الرافضة لإعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته ألكسندر لوكاشينكو، إلى ليتوانيا، أمس، بعد احتجاجات شهدتها بيلاروسيا لليلة الثانية على التوالي أسفرت عن مقتل شخص.وأفاد وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيتشوس أن تيخانوفسكايا «وصلت إلى ليتوانيا وهي بأمان».
وقالت تيخانوفسكايا في تسجيل مصور أمس: «اتّخذت القرار الصعب بمغادرة البلاد بمفردي، وأعرف أن كثيرين سيدينونني، وكثيرين سيفهمونني، وكثيرين سيكرهونني».وأضافت بعدما أرسلت ولديها إلى الخارج خلال الحملة الانتخابية خشية أن تمارس عليها السلطة ضغوطا «أن الأولاد هم أهم شيء في الحياة».وذكر حرس الحدود البيلاروسي أنها غادرت البلاد عن طريق البر خلال الليل.ولفت فريقها إلى أن رحيلها كان قسرياً بضغط من السلطات. وأكدت أولغا كوفالكوفا، حليفة تيخانوفسكايا: «لم يكن لديها خيار آخر». ومساء أمس الأول، احتُجزت المعارضة ساعات عدة في مفوضية الانتخابات، حيث أتت لتقديم شكوى.وبرزت تيخانوفسكايا، وهي حديثة العهد في عالم السياسة، كمنافسة غير متوقعة للرئيس ألكسندر لوكاشنكو (65 عاما)، الذي يحكم بيلاروسيا منذ 26 عاماً.وحلّت محل زوجها وهو مدوّن فيديوهات، في السباق إلى الرئاسة بعد توقيفه في مايو.وبعد الاقتراع الأحد، دعت النظام إلى «التخلي عن السلطة»، رافضة النتائج الرسمية التي أعلنت فوز الرئيس المنتهية ولايته بحصوله على 80.8% من الأصوات ومنحتها 10% فقط.ورفضت المنافسة المشاركة في التظاهرات التي قمعتها قوات حفظ النظام بعنف الأحد ومساء الاثنين مستخدمة القنابل الصوتية والرصاص المطاطي ولجات إلى اعتقال العديدين لكبح الاحتجاجات في مينسك.وانتشرت، أمس، دعوات لتنظيم إضراب عام على مواقع التواصل الاجتماعي. ومساء الاثنين تظاهر الآلاف من مناصري المعارضة في أنحاء متفرّقة من العاصمة مينسك وحاولوا إقامة متاريس في شوارع معينة.وذكرت الشرطة أن متظاهرا قتل خلال محاولته إلقاء «متفجّرة» انفجرت بيده.وفي الأيام الأخيرة، صعدت السلطات ضغطها على فريق تيخانوفسكايا، واعتقلت نحو 10 من معاونيها. وفرت فيرونيكا تسيبكالو وهي زوجة أحد المعارضين الممنوعين من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية، من بيلاروسيا الأحد إلى موسكو.وفي الخارج، وبعد الادانة الأوروبية للقمع، ودعوة مينسك إلى ضبط النفس، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكياني خلال مؤتمر صحافي «ندعو حكومة بيلاروسيا إلى احترام حق التجمع سلمياً والامتناع عن استخدام القوة». وأضافت «ان تخويف مرشحي المعارضة واعتقال متظاهرين سلميين وصحافيين شوها العملية الانتخابية».كما شكك وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بنزاهة الانتخابات، معتبراً لأنها «لم تكن حرة ونزيهة».واعرب عن قلق بلاده العميق من مجريات الانتخابات، معتبرا ان «القيود الصارمة على دخول المرشحين الى صناديق الاقتراع وحظر المراقبين المحليين المستقلين في مراكز الاقتراع واساليب التخويف المستخدمة ضد مرشحي المعارضة واعتقال المتظاهرين السلميين والصحافيين شوهت العملية».من ناحيته، أعلن جو بايدن، المرشح الديمقراطي الأكثر احتمالا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مساندته للمشاركين في احتجاجات بيلاروسيا.ونقل موقع «ميديوم» عن بايدن قوله: «أنا أساند أولئك الذين يدعون إلى فرز شفاف ودقيق للأصوات، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين. كما أدعو أيضا الرئيس لوكاشينكو إلى احترام حقوق المشاركين في الاحتجاجات السلمية والامتناع عن المزيد من العنف».وأكد بايدن، أن إدارته في حال فوزه في الانتخابات «لن تتردد أبدا في دعم المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان».
دوليات
منافسة رئيس بيلاروسيا تلجأ إلى ليتوانيا ودعوات لإضراب
12-08-2020