High Light: استجوابات لزوم اللقطة
مجلس الأمة غاب عن المشهد السياسي منذ بداية جائحة كورونا، وعاد أعضاؤه هذه الأيام بسباق محموم باستجوابات لزوم اللقطة لتلميع أنفسهم أمام ناخبيهم خصوصا أنه ينتظرهم استحقاق سياسي في نوفمبر القادم. فكل المراقبين أجمعوا على سوء أداء مجلس 2016، ولا سيما في فترة أزمة كورونا، التي تتطلب بشكل أساسي أن يكون هذا المجلس في حالة انعقاد دائم، فتعطلت أعماله بشكل أشبه ما يكون متعمداً، وأصبح نوابه مجرد مغردين غير مؤثرين، فتركوا الساحة فاضية لتملأها القوى الشعبوية من مغرديها في "تويتر" والتي تمثل كل أطياف المجتمع الكويتي فأثروا في كثير من القرارات الحكومية المصيرية. وتصدت هذه القوى لحملات حكومة الظل بما تملك من أدوات وأذرع طويلة، فشكلت غطاءً للحكومة، خصوصا فيما يتعلق بالاستجوابات الاستعراضية التي يتم بعضها تحت بند الطفولة السياسية! دون أدنى تقدير للأوضاع التي تعيشها الكويت سواءً كانت داخلية أو خارجية. وما يثير الاستغراب أن الجلسات ما كانت تعقد إلاَّ لهذه الاستجوابات بهدف فرد العضلات واستعراض القوة، أما بخصوص قضايا المال العام والقضايا التي تهم الوطن والمواطن فيخصص لها وقت قصير على هامش هذه الجلسات المارثونية! ما من شأنه زيادة السخط الشعبي على نواب مجلس الأمة والذي سينعكس على نتائج انتخابات مجلس الأمة في نوفمبر 2020.
ختاماً: الشعب الكويتي لا بد أن يبرهن عن نفسه على أنه رقم صعب بالمعادلة السياسية عندما يمثل في الانتخابات القادمة إرادة حقيقية للأمة، فيمنح أصواته على أساس المصالح العامة لتختفي المصالح الشخصية الضيقة، فتنعم الكويت بمجلس إصلاحي قادر على المساهمة بفاعلية في مكافحة الفساد. اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء.