دعت الإمارات الفلسطينيين إلى الاستفادة من الاتفاق بينها وبين إسرائيل، في وقت توقّع البيت الأبيض أن تعلن دول عربية قريبا اتفاقات مماثلة مع تل أبيب.وفي مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، شدّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على ضرورة أن يستفيد الجانب الفلسطيني من «اتفاق ابراهيم» لاستئناف التفاوض مع تل أبيب.
وقال قرقاش: «في اتصالاتنا مع كثير من العواصم العربية والأوروبية، كانت قضية الضم بمنزلة قنبلة موقوتة تستدعي قلق الجميع، لذلك قمنا بإزالتها عن الطاولة واشترينا الوقت وبخلاف ذلك سيكون حل الدولتين ميتاً».ووصف الوزير الإماراتي الاتفاق بأنه «اختراق تاريخي يمنح إسرائيل فرصة لخلق ثقة حقيقية مع اقتصاد عربي كبير، مع دولة ليس لها حدود مع إسرائيل».ورغم أنه قال لـ CNN إن «التطبيع لن يحدث غداً أو بعد غد»، أشار الوزير الإماراتي إلى أن بلاده تريد المضي قدماً في تطبيق الاتفاق.وفي حديث لموقع «والاه» الإخباري الإسرائيلي مع الصحافي باراك رافيد، أوضح قرقاش أن «قضايا التعاون التي تهم الإمارات هي الزراعة والأمن الغذائي والدفاع السيبراني والسياحة والتكنولوجيا».وكان الوزير قال في تغريدات على «تويتر» إن «القرار الشجاع الذي اتخذه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يعبر عن واقعية نحن في أمسّ الحاجة لها. القرار الناجح فيه أخذ وعطاء وهذا ما تحقق». بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون الثقافة والدبلوماسية العامة عمر سيف غباش، ردا على سؤال: «لم نتشاور مع أي جهة، ولم نبلغ أحدا، وكدولة ذات سيادة لا نشعر بأننا ملزمون بالقيام بذلك».
البحرين
وفي المواقف المرحّبة، هنأ عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بـ«الخطوة التاريخية للسلام التي اتخذتها دولة الإمارات تجاه إسرائيل».وذكرت وكالة أنباء الامارات الرسمية (وام)، أمس، أن ملك البحرين أكد خلال اتصال هاتفي أجراه مع بن زايد، أن «هذه الخطوة ستساهم في دفع وتعزيز جهود السلام وفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بما يخدم تطلعات شعوبها في الأمن والتقدم والازدهار».وكانت وزارة الخارجية العمانية والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رحبا كذلك بالاتفاق.نتنياهو
وفي القدس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تكليف رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شباط، «العمل على تحضير الاستعدادات لإجراء محادثات مع الإمارات، وبالتنسيق مع جميع الجهات المعنية». وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد» يوسي كوهين، سيترأس وفداً يزور الإمارات الأسبوع المقبل لبحث شؤون لها علاقة بالاتفاق.كوشنير
وفي واشطن، اعتبر جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، في مقابلة مع «بلومبرغ»، أن الفلسطينيين سيستفيدون من الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، داعيا القيادة الفلسطينية إلى رؤية أن «أمامها مكاسب لشعبها ولإرثه من خلال المشاركة وحل الصراعات القائمة منذ فترة طويلة، بدلا من ترديد نفس البيانات التي لم تجلب تقدما لشعبها».ورغم أنه اشار في مقابلة مع قناة CNBC الأميركية، إلى أن «دولا أخرى مهتمة جداً بالمضي قدماً»، أكد كوشنير أن «تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية يحتاج الى وقت»، منهياً بذلك تخمينات بأن تبادر الرياض الى توقيع اتفاق مماثل مع تل أبيب في وقت قريب.دولتان خليجيتان
من ناحيته، قال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض إن كوشنير والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش على اتصال مع دول عدة في المنطقة في محاولة لمعرفة ما اذا كانت اتفاقات أكثر ستوقّع. وأضاف المسؤول أنه «تركّز التكهن على دولتين خليجيتين هما مملكة البحرين وسلطنة عمان اللتان رحبتا بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات»، لافتاً إلى أن «السودان أيضا مثار تكهُّن».أوبراين
بدوره، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين على أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل «ستتيح للعرب والمسلمين زيارة المسجد الأقصى، وستجعل المنطقة أكثر أماناً»، معتبراً أن «الطريق عُبد الآن لانضمام دول أخرى إلى طريق السلام».فريدمان
وبخصوص الجدل بعد إعلان نتنياهو أن الضم لا يزال مطروحاً، قال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان أن «مختلف الأطراف اختارت بدقة الصيغة. توقُّف مؤقّت، وليس استبعاد الأمر نهائياً». وكشف فريدمان أن مراسم التوقيع على الاتفاق ستجري في البيت الأبيض الشهر المقبل.وكان ترامب حاسماً مساء الخميس عندما قال ان الضمّ غير مطروح. وتؤكد مصادر أميركية أن الخطة مؤجلة على الأقل الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، وأنه في حال فوز جو بايدن فإنها لن تحظى بأي فرصة.توقيع
وستجعل الصفقة ترمب الرئيس الأميركي الثالث بعد جيمي كارتر وبيل كلينتون، الذي يجعل دولة عربية تقيم علاقات سلام مع إسرائيل، وسيساعد حفل التوقيع الرسمي المخطط له بعد 3 أسابيع في البيت الأبيض أن يستحضر روح اتفاق السلام الأصلي بين مصر وإسرائيل واتفاقات كامب ديفيد عام 1978.ترحيب ديمقراطي
ولاقى الاتفاق ترحيباً من الديمقراطيين في مقدمتهم مرشحهم الرئاسي جو بايدن. ورأت عدة شخصيات ديمقراطية بينها، دان شابيرو، السفير الأميركي السابق في تل ابيب خلال ولايتي باراك أوباما، أن الصفقة واحدة من المحطات النادرة التي يتحقق فيها اجماع بين الحزبين خلال عهد ترامب، وأنها تشكل أداة قوية بيد بايدن في حال فاز بالرئاسة للعمل في الشرق الأوسط. ورحب وزير الخارجية الأميركي السابق في عهد أوباما جون كيري بـ «المبادرة الاماراتية التاريخية» الذي قال إنها نتاج «سنوات من العمل للدفع باتجاه السلام في المنطقة».وكتب توماس فريدمان في «نيويورك تايمز» أن «بادين لن يضطر الى القلق بشأن قضية الضم الشائكة وسيكون لديه تحالف أقوى مؤيد لأميركا في المنطقة للعمل معه».الاتحاد الأوروبي
وفي بروكسل، قال ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، أمس، باسم الدول الأعضاء الـ27، إن دولتي الإمارات وإسرائيل مهمتان في المجتمع الدولي، مضيفاً أن تطبيع العلاقات الثنائية بينهما «سيفيد البلدين»، وسيمثل خطوة مهمة نحو الاستقرار في المنطقة برمتها.الأحمد
من جانبه، أكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، أمس، أن «ترحيب عدد من الدول العربية بالاتفاق يضعف الموقف الفلسطيني»، معتبراً أن الصفقة «خروج عن مبادرة السلام العربية». وأجمعت السلطة الفلسطينية وحركتا فتح وحماس وجميع الفصائل الفلسطينية على رفض الاتفاق، لكن بياناً صدر من جانب «فتح ـــ تيار الإصلاح» الذي يقوده رئيس مجلس الأمن القومي الفلسطيني السابق محمد دحلان رحب به.روحاني
وفي طهران، حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، الإمارات من التعامل معها بطريقة مختلفة في حال «فتحت أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني».وانتقد روحاني الاتفاق، متهما الامارات بأنها اقتربت من «عدو العالم الإسلامي وعدو المنطقة وقاتل الشعب الفلسطيني». وجدد ما قاله قبل يومين بأن طهران حمت دول الخليج من صدام حسين.لكن صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشددة، المقربة من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي هددت بعمل عسكري ضد ابوظبي. وكتبت: «إذا كان للقرار الإماراتي نتيجة واحدة فقط، فستكون جعل هذا البلد الصغير المعتمد بشكل كبير على الأمن هدفاً مشروعاً وسهلاً للمقاومة».بدوره، قال الحرس الثوري الإيراني، إن الاتفاق «خطأ استراتيجي محكوم بالفشل ولن يحقق أي إنجاز بل سيسرع زوال إسرائيل ونيل حقوق الشعب الفلسطيني».وأضاف الحرس أن «تطبيع العلاقة بين الإمارات وإسرائيل لن يؤمن المصالح الإسرائيلية، بل يشكل خطرا على مستقبل أميركا وداعميه».نتنياهو يخسر نقاطاً بين «اليمين»
أثار الاتفاق بين إسرائيل والإمارات الذي يعلق مشروع ضم أراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة استياء المستوطنين اليهود وانتقادات حادة داخل اليمين القومي لبنيامين نتنياهو.وكتب المعلق السياسي بن كسبيت في مقال في صحيفة «معاريف» أمس: «قد يكون رئيس الوزراء حصل على نقاط قليلة بين ناخبي يسار الوسط الذين تستهويهم الاتفاقات مع العرب، لكنه خسر نقاطاً أخرى ضمن قاعدته اليمينية التي زال بالنسبة إليها حلم الضم».وتأتي ردود الفعل الحادة من اليمين القومي بسبب تعليق الضم مع بقاء فكرة إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل، قائمة.وقال نفتالي بينيت، زعيم حزب «يمينا» القومي اليميني المتطرف المعارض الذي يحاول توحيد المستوطنين «إنه أمر مؤسف أن نتنياهو لم ينتهز اللحظة ولم يملك الشجاعة لممارسة السيادة».ورغم قول نتنياهو، إن الضم «مؤجل» فقط، يرى يوهانان بليسنر مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث في القدس، أن الاتفاق مع الإمارات «قد يتسبب بأزمة بين نتنياهو وعدد من المستوطنين وأنصار اليمين».وعبّر عوديد رفيفي رئيس مجلس مدينة إفرات، وهي مستوطنة إسرائيلية قرب بيت لحم، عن خيبة أمله. وقال: «كل هذه السنوات، اعتقد الناس أن السلام مع الدول العربية لا يمكن تحقيقه مادام هناك وجود يهودي في يهودا والسامرة (الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الضفة الغربية). نرى الآن أن هذه الأسطورة قد اختفت».وتابع أن مشروع الضم لم يختف، بل «لقد أجّل، لا أحد يعرف حتى متى. مرّت 53 سنة على انتظارنا هذا الأمر، وقد يؤّجل أكثر من ألفي سنة، لكنني متأكد من أنه سيعود ليطرح بشكل أسرع مما نعتقد».وقال بتسلائيل سموتريتش وهو عضو آخر في حزب «يمينا»، «لا يمكننا تجاهل الأخطار الكبيرة التي تشكلها إعادة إطلاق الحوار بشأن إقامة دولة فلسطينية» مضيفاً أنه «بهدف مواجهة الخطر، كان على اليمين أن يقدم الآن بديلاً» من زعامة نتنياهو.