فشلت الولايات المتحدة في الحصول على تأييد أعضاء مجلس الأمن الدولي لتمرير مشروع قرار اقترحته بهدف تمديد حظر السلاح المفروض على إيران، والذي ينتهي أكتوبر المقبل، وهو ما احتفت به السلطات الإيرانية ووصفته بالهزيمة المدوية لواشنطن.وأعلنت إندونيسيا، التي تتولى الرئاسة الشهرية للمجلس التابع للأمم المتحدة، أن مشروع القرار الأميركي حصل على صوتين فقط، أي أن دولة واحدة فقط هي جمهورية الدومينيكان صوتت إلى جانب الولايات المتحدة، في حين صوتت ضده دولتان أخريان هما الصين وروسيا، بينما امتنعت الدول الـ11 المتبقية عن التصويت. ولم يكن متوقعا أن ينجح مشروع القرار الأميركي، الهادف إلى مد الحظر لأجل غير مسمى، في الحصول على الأصوات التسعة اللازمة لإقراره، لتنتفي بذلك حاجة موسكو وبكين إلى استخدام حق النقض «الفيتو» الذي لوحتا به لمنع إقراره.
في غضون ذلك، رحبت الجمهورية الإسلامية بالرفض، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «للمرة الأولى في التاريخ، تم رفض اقتراح أميركي في مجلس الأمن الدولي»، مضيفا: «إنها هزيمة سياسية مدوية لواشنطن لم تشهدها منذ 75 عاما في الأمم المتحدة».واتهم روحاني الولايات المتحدة بالكذب، ومحاولة شن حرب نفسية لـ«التستر على الإهانة التي لحقت بها في مجلس الأمن»، بعد أن قالت إنها احتجزت سفنا إيرانية تنقل مشتقات نفطية إلى فنزويلا.من جهته، ندد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعدم تمديد حظر السلاح، ووصف الأمر بأنه «لا يغتفر». وقال، إن «فشل مجلس الأمن في التصرف بشكل حاسم للدفاع عن السلام والأمن الدوليين لا يمكن تبريره».وفي تصريحات منفصلة، هدد وزير الخارجية الأميركي باستخدام «عائدات البنزين الإيراني المصادر من ناقلات النفط المتجهة إلى فنزويلا، كتعويضات للضحايا الأميركيين لإرهاب الدولة الإيرانية بعد موافقة المحاكم الأميركية».وجاء هذا بعدما أكدت وزارة العدل الأميركية أنها صادرت شحنات 4 ناقلات نفط هي لونا وباندي وبيرينج وبيلا، الأربعاء الماضي، لانتهاكها العقوبات الأميركية.وألمحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إلى أن واشنطن تخطط لتفعيل «آلية الزناد» في الاتفاق النووي، والتي تنص على إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على طهران تحت البند السابع الذي يخول استخدام القوة لتطبيقها. ومع استعداد واشنطن للتحرك نحو استخدام هذه الآلية، توقع خبراء نشوب معركة فوضوية بمجلس الأمن. وسيتعين على واشنطن تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، الذي سيكون مطالبا بالتصويت في غضون 30 يوما على قرار لمواصلة تخفيف العقوبات الإيرانية، وإذا لم يتم تقديم مثل هذا القرار بحلول الموعد النهائي فسيتم إعادة فرض العقوبات تلقائيا.وفي وقت تشير أوساط إلى أن واشنطن قد تلجأ إلى إجراءات أحادية بمواجهة طهران، وهو ما يعزز فرص تصاعد التوتر والصدام، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة عبر الإنترنت مع الولايات المتحدة وباقي الدول أطراف الاتفاق النووي، وهي بريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وإيران، في محاولة لتفادي حدوث «مواجهة وتصعيد» أكبر بشأن طهران. وقال بوتين، في بيان، إن «القضية ملحة».من جانب آخر، ذكرت مصادر أن الدول الأوروبية تسعى إلى تحرك منفصل لمعالجة المخاوف بشأن السلاح التقليدي الإيراني، بحيث لا يتأثر الاتفاق النووي المقيد لبرنامجها الذري.
دوليات
واشنطن ستفعِّل «الزناد» بعد فشل تمديد حظر السلاح على طهران
16-08-2020