شيعت ظهر أمس جنازة الفنانة القديرة شويكار التي وافتها المنية بعد أزمة صحية طارئة حيث أصيبت بالتهاب حاد جداً في المرارة وفشل الأطباء في التعامل معه نتيجة تقدمها في العمر، فيما ووري جثمانها الثرى بمقابر عائلتها في مدينة 6 أكتوبر بعد يوم على وفاتها داخل أحد المستشفيات الخاصة.

وحرص عدد كبير من الفنانين على رثاء الفقيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من الاجيال التي لم تعمل معها فنياً، علماً بأن شويكار معتزلة العمل الفني منذ 8 سنوات تقريباً مكتفية بإطلالات إعلامية من وقت لآخر حيث كان آخر أفلامها " كلمني شكراً" حتى قررت الاعتزال لأنها شعرت بالغربة وسط الأجيال الجديدة، فيما أوصت عائلتها بأن يكون العزاء في المقبرة فقط بحسب ما ذكرت ابنتها منة الله.

Ad

«قلبي دليلي»

بدأت علاقة شويكار بالسينما منذ طفولتها، عندما ذهبت مع والدتها للمرة الأولى لمشاهدة فيلم "قلبي دليلي" بالصالات السينمائية عام 1947، فهي نشأت بأسرة محبة للفن، فوالدتها كانت تحب الموسيقى ووالدها عاشق للأدب صاحب عقلية متفتحة وهو من أصول تركية.

الأرملة الشابة

تزوجت شويكار بناء على رغبة والدها من حسن صادق الجواهرجي الذي اختاره لها والدها قبل رحيله، لكن بعد أشهر من الزواج تعرض الزوج لوعكة صحية دخل على اثرها المستشفى واستمر في العلاج لمدة عام قبل أن يرحل وتصبح أرملة وهي في عامها الـ18 وبرفقتها ابنتها منة الله.

حرصت شويكار على استكمال دراستها، واختيرت كأم مثالية من نادي سبورتنغ وهي في العشرين من عمرها باعتبارها أما صغيرة تعمل وتربي ابنتها، كما فازت بلقب ملكة جمال شواطئ الإسكندرية، لتنتقل بعد ذلك إلى القاهرة من أجل الدراسة بالقسم الفرنسي لكلية الاداب جامعة القاهرة.

«حبي الوحيد»

بدأت حياتها الفنية من خلال فرقة "أنصار التمثيل" عن طريق المخرج حسن رضا، ورشحها رضا للمنتج جمال الليثي لتقديم دور عايدة مضيفة الطيران في فيلم "حبي الوحيد" عام 1960، لتبدأ رحلة صعود سينمائية سريعة مع حصولها على دور مهم في العام التالي بفيلم "غرام الأسياد".

وعقب ذلك، منح المخرج أحمد ضياء الدين شويكار دور البطولة في فيلم "الحسناء والطلبة"، لتنطلق بعدها في عدة أعمال متميزة وتلتقي مع فؤاد المهندس الذي تعرفت عليه بعد انضمامها لعضوية الفرقة الكوميدية ومشاركتها معه في مسرحية "السكرتير الفني".

أشهر ثنائي

رحلة الدويتو المسرحي مع فؤاد المهندس استمرت لعدة أعمال ناجحة منها "أنا وهو وهي"، "حواء الساعة 12" وصولاً إلى "انها حقا عائلة محترمة"، من بينها تجارب مسرحية اكتفت فيها بالأداء الصوتي منها "سك على بناتك"، وعلى مدار 26 فيلما تقاسمت شويكار فيها البطولة مع فؤاد المهندس في السينما، رسخت فيها مكانتها كإحدى أهم نجمات الكوميديا في جيلها بالإضافة إلى تقديمها أحد أشهر ثنائيات السينما المصرية وأكثرها انتاجاً من حيث عدد الافلام.

حصلت الفنانة الراحلة على العديد من الألقاب منها "السيدة الجميلة" و"الليدي" و"دلوعة السينما المصرية" بينما كان أحب الأسماء والألقاب إلى قلبها شويكار. كما كان فيلم "فيفا زلاطا" آخر تعاون سينمائي بين شويكار وفؤاد المهندس بعد انفصالهما في السبعينيات، وهو الانفصال الذي أكدت شويكار أنها كانت تشعر بالحزن نتيجته، فرغم العلاقة الطيبة التي جمعتها مع فؤاد المهندس حتى رحيله إلا أنها أكدت أنها لم تحب غيره، وقدمت معه عام 1990 فيلم "جريمة إلا ربع".

صحيح أن شويكار والمهندس انفصلا ثلاث مرات خلال فترة زواجهما إلا أن أسباب الانفصال في كل مرة كانت ترتبط بالغيرة بشكل رئيسي، لدرجة أن شويكار أكدت في إحدى المرات أنها لم تعرف سبب الانفصال الثالث والاخير بينهما.

المسرح المصري

خلال رحلة زواجهما اهتمت شويكار بأبناء المهندس من زوجته الاولى وعاملتهم مثل ابنائها، بينما قام هو برعاية ابنتها منة الله، ولم ينجبا خلال رحلة زواجهما التي وصفت الفنانة هند رستم نهايتها بأنها افقدت المهندس نصف قوته.

استطاعت شويكار أن تواكب تغييرات السينما المصرية من خلال أدوار تناسب مرحلتها العمرية، من بينها مشاركتها في أفلام "أمريكا شيكا بيكا"، و"كشف المستور"، و"دعاء المظلومين" وغيرها من الاعمال التي قدمت فيها شخصيات ناضجة فنية ومؤثرة حتى وإن لم تكن بطولة مطلقة، فيما كان آخر أعمالها السينمائية "كلمني شكرا" مع عمرو عبدالجليل وغادة عبدالرازق.

وقدمت شويكار في مسيرتها الفنية عدة أغنيات أغلبها دويتوهات غنائية أبرزها "خمس قارات" التي قدمتها في فيلم "مطاردة غرامية"، وهي الاغنيات التي جاءت في السياق الدرامي للأعمال التي شاركت فيها.