رسالة الأنصاري لوالدي درْس في التواضع للشعراء المبتدئين
أخبرتكم في المقالة السابقة أن بين والدي والأستاذ الأديب عبدالله زكريا الأنصاري مراسلات عديدة، وهذه الرسالة الثانية أنشرها في حلقة اليوم؛ وهي رسالة جوابية مرسلة لوالدي في لبنان بتاريخ 7/9/1950، ويقول أديبنا الأنصاري في مطلع الرسالة: لقد تسلمت رسالتك الأدبية الرقيقة المتضمنة تلك الأبيات الفائقة الشعرية في معانيها، فشكرت لك حسن ظنك بأخيك، وحمدت لك هذا التواضع الذي لا يدل إلا على روح طيبة وصفاء سريرة.ويبدو أن والدي كتب أبياتاً شعرية، وأخذ بمشورة صديقه سيد ياسين سيد هاشم الغربللي (بو علي)، والذي كان مع والدي في لبنان ذلك الوقت، وأرسل الأبيات إلى الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري لنقدها أدبياً.ولتواضع الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري يقول: أنا لستُ من الصناعتين في شيء، صناعتي الشعر والنثر، ولكن على كل حال سأزج بنفسي في هذا المعترك الأدبي وهذا الميدان الشعري الذي لا أُعد من أبطاله، بل ولا من جنوده، وسأدلي بدلوي في الإدلاء إجابة لرغبتكما، فعساني أوفق إلى شيء من الصواب، ولعلي أحظى بالقبول والرضا، فحصدت لآلئك المنثورة ولقيتها في غاية الروعة والجمال.
وإلى آخر الرسالة الطويلة المتضمنة قواعد الشعر وبحوره وقوافيه الفنية.هل سمعتم أيها الشعراء الشباب ماذا قال الأستاذ والأديب الكبير عبدالله زكريا الأنصاري عن نفسه تواضعاً، رغم أنه من كبار شعراء وأدباء الكويت، والبعض منكم للأسف الشديد في كل مكان يختال بأبيات مكسورة ورديئة لغوياً ويَعد نفسه شاعراً لا ينافسه أحد من الشعراء، فمن لا يستمع إلى إرشادات كبار الشعراء الناصحين له فلن يكون شاعراً أبداً.وللأمانة، صديقنا العزيز الشاعر الأديب د. خليفة الوقيان دائماً ينصح الشعراء المبتدئين، ويصارحهم دون مجاملة، بخصوص مستوى جودة شِعْرهم، وينصح بعضهم بالاتجاه إلى نشاط آخر غير الشعر، مثل النثر أو القصة أو المقالة، لربما يجدون أنفسهم بهذا الموقع، أو هذا المكان الأدبي الذي يناسبهم، وللأسف الأكثرية لا يأخذون بهذه النصائح القيمة...!