الإمارات وإسرائيل تفتحان الخطوط الهاتفية ... وطهران تصعّد
أبوظبي تستدعي القائم بالأعمال الإيراني: تصريحات روحاني تحريضية وخطيرة على أمن الخليج
بدأت الإمارات وإسرائيل ترجمة الاتفاق بينهما من خلال فتح الخطوط الهاتفية بينهما للمرة الأولى وتوقيع اتفاق تجاري استراتيجي بين شركتين، في وقت واصلت طهران إطلاق تهديداتها، محمّلة أبوظبي المسؤولية في حال تعرّض أمنها القومي لأي خطر.
دشّن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، خطوط التواصل بين البلدين، وسط تقارير عن توجّه رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) الجنرال يوسي كوهين إلى الإمارات للقاء ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ومستشار الأمن القومي طحنون بن زايد.وبعد إعلان الاتفاق الخميس الماضي بين الجانبين، أعلنت رئيسة دائرة التواصل الاستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند العتيبة، في تغريدة على «تويتر»، أمس، أن عبدالله بن زايد وأشكنازي «افتتحا خطوط الاتصال بين الدولتين، وتبادلا التهاني وأكدا الالتزام بتحقيق بنود معاهدة السلام بين الدولتين من أجل النهوض بالسلام والتنمية الإقليمية.وأصدر وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هاندل بيانا هنأ فيه الإمارات «على إزالة الحظر».
وتمكّن صحافيون في البلدين من الاتصال ببعضهم من الهواتف الأرضية والخلوية المسجلة في إسرائيل.وسبق فتح الخطوط، إعلان «شركة أبيكس الوطنية للاستثمار» الإماراتية، توقيع اتفاق تجاري استراتيجي مع مجموعة «تيرا» الإسرائيلية سعياً لتطوير الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس «كورونا» المستجد.
كوهين
وأفادت أمس «هيئة البث الإسرائيلي» الحكومية (مكان)، بأن رئيس «الموساد» الجنرال يوسي كوهين سيزور الإمارات للقاء محمد بن زايد وطحنون بن زايد «لبلورة تفاصيل اتفاقية السلام التي سيتم توقيعها بين إسرائيل والإمارات»، رغم ان رئيس الورزاء بنيامين نتنياهو كلّف رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شباط «للعمل على تحضير الاستعدادات للتنسيق مع جميع الجهات المعنية في الامارات».ونقلت «مكان» عن «مصدر إماراتي رسمي» أن «النية تتجه إلى فتح سفارتين في الدولتين فور توقيع الاتفاقية باعتبار هذه الخطوة تجسيدا للتطبيع». كما نقلت عن المصدر نفسه أنه «من البديهي بالنسبة للطرفين ألا تفتح سفارة الإمارات في القدس» بل في تل ابيب.نتنياهو
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إن «الاتفاق مع الإمارات يشكل تحولاً تاريخيا يعزز السلام»، معتبراً أنه ثمرة سنوات من السياسات التي قادها للتقارب مع المحيط العربي.وإذ عبر عن أمله أن تنضم دول أخرى الى «رقعة السلام» مشدداً على أنه «للتوصل إلى هذا السلام، يتعين علينا النظر ليس فقط إلى أورشليم ورام الله وإنما إلى القاهرة وعمان وأبوظبي والرياض وغيرها من الأماكن».واعتبر نتنياهو أن «النظرة الى أن السلام مع الدول العربية يجب أن يكون عبر حل الصراع مع الفلسطينيين تغيرت، هذه النظرة الخاطئة أعطت الفلسطينيين ڤيتو لمنع قيام سلام بين إسرائيل والدول العربية».وأضاف: «الآن السلام يأتي بالعكس. ها نحن نبرم السلام مع دول عربية دون أن نخضع للطلبات الفلسطينية مثل الاعتراف باللاجئين والقدس والانسحاب إلى حدود عام 67»، معتبرا أن «المطالب الفلسطينية المتطرفة تجعل إسرائيل في خطر وجودي». وتابع: «النظرة تغيرت، وهناك طريق آخر للسلام، السلام مقابل السلام، والسلام لأجل القوة» في اشارة الى أن مبدأ «الأرض مقابل السلام» قد انتهى.وذكر انه «في ضوء السلام الحالي لن يجب على إسرائيل الانسحاب من متر مربع واحد، على العكس من ذلك خطة ترامب تتضمن فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق واسعة وكبيرة من الضفة الغربية، أنا من طلبت ذلك، وهذا لم يتغير».وشدد على أن «اتفاق التطبيع مع الإمارات لا يفرض على إسرائيل الانسحاب من أي أراض»، موضحا أنه «سيفتح الباب أمام تعاون علني كامل بين البلدين في مجالات الأمن والاستثمار والتجارة والسياحة والطاقة والصحة والزراعة والبيئة».في سياق آخر، ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية، أن وزير الدفاع بيني غانتس، أعطى تعليماته للجهات المختصة من أجل عودة التنسيق الأمني مع الجانب الفلسطيني بعدما توقف إثر إعلان إسرائيل نيتها تنفيذ عملية ضم أراض فلسطينية.مزيد من الدول
من ناحيته، قال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين، امس، لاذاعة الجيش، إنه «في أعقاب الاتفاق مع الإمارات، ستأتي اتفاقات أخرى مع المزيد من دول الخليج والدول الإسلامية في إفريقيا».وتابع: «أعتقد أن البحرين وسلطنة عمان على جدول الأعمال بالتأكيد. وهناك فرصة بالفعل العام المقبل لاتفاق سلام مع دول أخرى في إفريقيا وعلى رأسها السودان».وذكرت «مكان»، أن الاتصالات بين القدس والخرطوم مستمرة، كما أن بعثات من كل من الطرفين تواصل الاستعدادات على قدم وساق للتوصل إلى هذا الاتفاق.فرض السيادة
وبعد تقارير عن خسارة حزب «ليكود» وزعيمه نتنياهو لنقاط في معسكر اليمين، قال وزير المالية الإسرائيلي يسرائيل كاتس «الليكودي» إن «خطة ضم المستوطنات في الضفة وفرض السيادة قد تم تجميدها قبل مبادرة السلام مع دولة الإمارات وليس بسببها».أما وزير التعاون الإقليمي عوفير أكونيس الذي ينتمي كذلك الى «ليكود»، فرأى إنه «رغم التوصل إلى اتفاق مع الإمارات فإن خطة فرض السيادة ليست ملغاة، ولن تقام دولة فلسطينية أبداً».وكان مستشار الرئيس الاميركي وصهره جاريد كوشنير قال في حديث مع «فوكس نيوز» إن «إسرائيل وافقت على دولة فلسطينية» في معرض تعليقه على الاتفاق مع الامارات.عباس وماكرون
وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه «في حال أقدمت أي دولة عربية أخرى على خطوة مماثلة فسنتخذ الموقف نفسه الذي اتخذناه تجاه الإمارات، فنحن لن نقبل بأن يتم استخدام القضية الفلسطينية كذريعة للتطبيع أو أي سبب آخر».وأشار عباس إلى أن نتنياهو «أكد صراحة أن الضم لا يزال على الطاولة، وأن ما تم هو تعليق موقت».من ناحيته، قال ماكرون لعباس إن بلاده رحبت بالاتفاق الإماراتي ـــ الإسرائيلي «لأنه سيساهم في دفع عملية السلام الى الأمام في المنطقة»، مبدياً تفهمه العميق لموقف عباس، مؤكدا أنه لا يجب الاستهانة بما تم. وأكد ماكرون التزام بلاده بالسلام.عريقات
وأكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، أن «الاتفاق يقتل حل الدولتين ويقضي على أي إمكانية لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».ورأى أن الصفقة «ستقوي المتشددين الإسرائيليين، والمتشددين من جانبنا». وأوضح: «يؤمن المتشددون في إسرائيل أن حل الدولتين لم يعد مطروحاً، أما المتشددون الفلسطينيون فيقولون أخبرناكم منذ البداية بأن حل الدولتين غير مطروح على الطاولة».حاتمي
وفي طهران، حمّل وزير الدفاع الإيراني محمد حاتمي امس الإمارات «مسؤولية توسيع مواطئ أقدام الكيان الصهيوني في المنطقة».وفي كلمة له بمناسبة «يوم الصناعات الدفاعية الإيرانية»، قال حاتمي: «الكيان الصهيوني هو كيان غاصب وقاتل للأطفال وشر بكل معنى الكلمة، وما حدث هو خيانة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وإذا أرادوا إيجاد مواطئ أقدام جديدة للكيان الصهيوني في المنطقة، فسيخلق حالة من انعدام الأمن ويتحملون مسؤولية ذلك، وسيعود ذلك بالضرر عليهم».باقري
كما قال قائد هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري: «تعاملنا مع الإمارات سيتغير بشكل جذري والقوات المسلحة الإيرانية ستتعامل مع الإمارات وفق معادلات جديدة بعد تطبيعها مع إسرائيل». وأضاف: «ننصح الإمارات بإعادة النظر في قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل فوات الأوان، ولن نتحمل أي تعرض لأمننا القومي في الخليج ونحمل الإمارات المسؤولية عن أي حادث». وقال: «تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل كارثة كبرى ووقاحة بكل المقاييس».أبوظبي
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية أمس، إنها «استدعت القائم بالأعمال الإيراني وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية التهديدات الواردة في خطاب الرئيس حسن روحاني»، معتبرة تصريحات الأخير «تدخلاً في شؤون الإمارات واعتداء على سيادتها».واعتبرت الخارجية خطاب روحاني «غير مقبول وتحريضي ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج». ونبّهت السلطات الإيرانية إلى مسؤوليتها تجاه حماية البعثة والدبلوماسيين الإماراتيين في طهران.وكان روحاني حذّر الإمارات «من التعامل معها بطريقة مختلفة في حال فتحت أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني».موريتانيا
وبعد مصر والبحرين، رحّبت وزارة الخارجية الموريتانية بالاتفاق وعبرت عن ثقتها بـ «حكمة وحسن تقدير قيادة دولة الإمارات في قرارها توقيع اتفاق مع إسرائيل لتطبيع العلاقات».وأقامت موريتانيا علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، لكنها جمدتها عام 2009 ردا على حرب غزة في 2008 و2009.آبي
بدوره، هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الإمارات على الاتفاق، ووصفه بأنه «مهم ضمن الجهود العالمية لضمان الأمن والاستقرار».
نتنياهو يعرض على العرب مبدأ «السلام مقابل السلام»
موريتانيا وإثيوبيا ترحبان بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات
ماكرون لعباس: لا تستهينوا بالاتفاق... وملتزمون بالسلام
موريتانيا وإثيوبيا ترحبان بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات
ماكرون لعباس: لا تستهينوا بالاتفاق... وملتزمون بالسلام