أكدت الامارات أمس أن الاتفاق الذي توصلت إليه مع إسرائيل ليس موجها ضد إيران، في وقت دعا الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى زيارة القدس.وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقـــاش: «معاهدة السلام الإماراتية ـــ الإسرائيلية قرار سيادي ليس موجّهاً لإيران، ولا نقبل التدخل في قراراتنا كما نرفض التهديد والوعيد سواء كان مبعثه التنمّر أو القلق». وأضاف: «القرارات الاستراتيجية تحوّلية ولها وقعها وتأثيرها، وقرارنا مستقبلي يعزز موقعنا وتنافسيتنا».
واستدعت الإمارات أمس الأول القائم بالأعمال الإيراني في أبوظبي وسلمته «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة» على خلفية ما وصفته بانه تهديدات وردت في خطاب للرئيس الإيراني حسن روحاني السبت الذي هدد بالتعامل بشكل مختلف مع أبوظبي في حال فتحت الباب أمام إسرائيل لدخول منطقة الخليج.كما وجه الحرس الثوري ورئيس الاركان تهديدات للامارات في خطوة تعكس تخوف طهران من أن يتسبب الاتفاق بمزيد من الاختراقات الأمنية لاسرائيل التي اتهمها مسؤولون ايرانيون بشن ودعم هجمات داخل إيران.واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أمس الأول «تهديدات» الرئيس الإيراني ومسؤولين إيرانيين للإمارات. وقال ان تلك التهديدات تحمل في طياتها تداعيات خطيرة على امن واستقرار منطقة الخليج العربي وتتنافى مع الاعراف الدبلوماسية.
ريفلين
وفي تل أبيب، قال الرئيس الإسرائيلي، أمس، إنه وجه دعوة رسمية إلى الشيخ محمد بن زايد لزيارة القدس.وكتب ريفلين على «تويتر»: كلي أمل أن هذه الخطوة ستساهم في بناء وتعزيز الثقة المتبادلة بيننا وبين شعوب المنطقة، ثقة ترسخ التفاهم بيننا جميعا. إن مثل هذه الثقة كما أثبتم بالخطوة السامية والشجاعة من شأنها دفع منطقتنا إلى الأمام وتوفير الازدهار والاستقرار لسكان الشرق الأوسط بأسره.نتنياهو
من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مطار بن غوريون امس: أننا نعمل من أجل فتح المجال الجوي فوق السعودية أمام الرحلات المباشرة بين إسرائيل وأبوظبي، رحلات قصيرة تستغرق 3 ساعات. الأمر الذي من شأنه أن يحسّن من وضع الطيران ووضع الاقتصاد في إسرائيل، ونتوقع حجما هائلا من الاستثمارات والسياحة من الطرفين. الإماراتيون معنيون جدا بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل. وتابع: جهودنا ضد ايران قرّبت الينا دولاً عربية بدأت ترى باسرائيل حليفاً حيوياً.كلام نتنياهو جاء خلال إعادة فتح المجال الجوي ورحلات الطيران لبعض الدول التي حددت بـ «دول خضراء»، أي أن العائدين منها لن يخضعوا للحجر الصحي بسبب فيروس «كورونا».«يسرائير» والحبتور
في سياق متصل، قال المدير التنفيذي لشركة «يسرائير أيرلاينز» الإسرائيلية للطيران يوري سيركيس، إن شركته بدأت عملية التقدم بطلب للسماح لطائراتها بالهبوط في دولة الإمارات. وأضاف في مقابلة مع «الإذاعة العامة الإسرائيلية» (مكان) أن «دبي وجهة جذابة للغاية، إذ انها تبعد فقط 3 ساعات وربع الساعة، ومن المرجح أن تكون وجهة شعبية للغاية للإسرائيليين، مثل تركيا واليونان».بدوره، قال رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور، إن محادثات تجري بالفعل مع «يسرائير أيرلاينز» بشأن إنشاء رحلات جوية مباشرة بين البلدين.وأمل في مقابلة مع «القناة «13 الإسرائيلية، «أن نتوصل إلى اتفاق يعود بالفائدة على الشركة الإسرائيلية والإمارات».الى ذلك، أعربت مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند العتيبة في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن أملها في مشاركة العديد من الإسرائيليين، في معرض «إكسبو دبي 2021».«هآرتس»
على مستوى آخر زعمت صحيفة «هآرتس» اليسارية أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تقاتل من أجل مكان لها على طاولة المفاوضات مع الإمارات بعدما كلّف نتنياهو رئيس «الموساد» الجنرال يوسي كوهين والسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شباط، بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات.اشتية
وفي رام الله، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي ان «تطبيع العلاقات مع إسرائيل بقميص عثمان الفلسطيني مرفوض وان موضوع الضم وتجميده جاء بسبب صلابة الموقف الفلسطيني وليس لسبب آخر».وأوضح «أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن سلام مقابل سلام هو وهم من الخيال. إن مبدأ السلام من منطق القوة أيضا، مبدأ لا يصنع السلام، إن السلام يجب أن يكون على منطق العدل والحق والشرعية الدولية».وتلقى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي، أمس، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي.وذكرت وزارة الخارجية العمانية، على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، أنه «تم خلال الاتصال التطرق إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، وتأكيد موقف السلطنة الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، وضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».كما تلقى بن علوي أيضا اتصالا هاتفيا من اللواء جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وأكد بن علوي «عمق العلاقات العُمانية- الفلسطينية وجهود السلطنة الاقليمية والدولية الداعمة لفرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم».