تتجه أنظار اللبنانيين والمجتمع الدولي، اليوم، إلى حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وثمة قناعة راسخة لدى كثيرين أن المحكمة قد استُنفِدت طوال السنوات الماضية، والحكم سيكون متطابقاً للقرار الظنّي الذي وجه أصابع الاتهام إلى 5 عناصر من "حزب الله". وينصب التركيز على نص مقدمة إعلان الحكم، وذلك للتمييز إذا ما كان سيشير إلى"حزب الله" كتنظيم دفع في اتجاه تنفيذ الجريمة، أو صدوره في حق أشخاص تابعين له. وتوجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى لاهاي، يرافقه النائب السابق مروان حماده وفريق المحامين، لحضور جلسة النطق بالحكم على أن يلقي كلمة يتوجه فيها الى اللبنانيين من امام المحكمة، في وقت أشارت مصادر أمنية متابعة إلى "إجراءات وتدابير احترازية اتخذت في الداخل لتطويق اي تداعيات في الشارع اللبناني".
ودعا بهاء الحريري، النجل الأكبر لرفيق الحريري، اللبنانيين إلى "ضبط النفس والابتعاد عن ردات الفعل". وكانت لافتة، مساء أمس الأول، زيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إلى بيت الوسط للقاء الحريري. وقال البخاري، بعد اللقاء، إن "الجميع يترقب ساعة النطق بالحق والحقيقة من المحكمة الدولية"، مشيراً إلى أن "العدالة الإلهية ستنتصر لدم الحريري ورفاقه، وتضع لبنان على خريطة تحقيق السِّلم الدولي".
السنيورة
إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أمس، أن "وجود لبنان أصبح مهددا اليوم"، مشيرا إلى ان "الوضع في لبنان الآن قد أصبح يشكل خطرا وجوديا على لبنان، نتيجة استمرار استيلاء الدويلة على الدولة اللبنانية، وأعني بذلك سلطة حزب الله، على الدولة اللبنانية". وتابع: "هذه الدويلة تعمد إلى مصادرة سلطة الدولة اللبنانية، وذلك بالتعاون مع الأحزاب اللبنانية، التي تشكل غطاء لحزب الله".مذكرة الراعي
في موازاة ذلك، يتمسك البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، بـ"الحياد" الذي طرحه؛ فمنذ إطلاقه الموقف الأول حول الحياد، والتنسيق مع الفاتيكان، بدا الراعي غير قابل للتراجع، وهو يستمد موقفه من دعم عربي ودولي. وأعلن البطريرك الراعي رسمياً، أمس، "مذكرة لبنان والحياد الناشط"، التي تم نشرها باللغات الـ 3 العربية والفرنسية والانكليزية، وفيها تأكيد على "عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية، وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه أو استخدام أراضيه لأغراض عسكرية"، إضافة إلى "تعزيز الدولة اللبنانية لتكون دولة قويّة عسكرياً وبجيشها ومؤسساتها وقانونها وعدالتها ووحدتها الداخليّة، لكي تضمن أمنها الداخلي من جهة وتدافع عن نفسها بوجه أيّ اعتداء بري أو بحري أو جوّي يأتيها".تقصير ولاية المجلس
في سياق منفصل، قدم حزب "القوات اللبنانية"، امس، الى المجلس النيابي اقتراح قانون معجل مكرر بتقصير ولاية مجلس النواب، بالتزامن مع تقديمه أيضا عريضة للمطالبة بلجنة تحقيق دولية. وتقدّم عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص باسم التكتل باقتراح القانون، الذي يرمي إلى تقصير مدّة ولاية مجلس النواب الحالي إلى ما قبل تاريخ 9/5/2021، أي الى أقلّ من تسعة اشهر، وهي مدّة كافية بحسب عقيص "لتشكيل حكومة واجراء التحضيرات اللازمة لإجراء انتخابات نيابية حرّة وشفّافة يستطيع الشعب اللبناني خلالها التعبير عن رأيه وتجديد الطبقة السياسية الحالية". وكان رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري، امس، أن "لا حل ولا خلاص للبنان إلا بأن يمتلك الجميع جرأة الذهاب نحو الدولة المدنية".ولفت إلى أن "خلاص لبنان يكون بالإقدام على هذه العملية الجراحية الدستورية، وعلى قاعدتين أساسيتين هما الحفاظ على الدستور وحقوق الاديان والطوائف".تحقيق «المرفأ»
إلى ذلك، أبقى المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان على المدير العام للجمارك بدري ضاهر موقوفا، بموجب مذكرة توقيف وجاهية أصدرها في حقه، بعدما استجوبه على مدى أربع ساعات ونصف الساعة. وتفقد القاضي صوان، امس، مرفأ بيروت وموقع التفجير لمعاينة الأضرار الناجمة عنه.ينذر ارتفاع عدد المصابين بفيروس "كورونا" بكارثة، في ظلّ الاستهتار المتمادي لدى المواطنين بالإجراءات الوقائية، مقابل غياب أي خطوات رادعة من قِبل الأجهزة والسلطات المعنيّة، وقد بلغت محصّلة الإصابات اليومية أمس الاول 439 مع 6 حالات وفاة، في حين أوصى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أمس، بضرورة الإقفال أسبوعين. وأعلن حسن في مؤتمر صحافي "حال النفير العام بسبب كورونا"، مشدداً على "الحاجة الى قرار شجاع بالاقفال أسبوعين". وحذر من "اننا أمام تحد حقيقي"، لافتاً إلى أن "الأرقام التي تسجل في الآونة الأخيرة صادمة، والموضوع يحتاج إلى إجراءات صارمة، لأن الوضع لم يعد يحتمل". وكشف حسن عن "امتلاء أسرّة العناية الفائقة في المستشفيات الحكومية والخاصة في بيروت".الجيش يطلب مساعدة أميركا لإعادة تأهيل القاعدة البحرية
أعلن قائد سلاح البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الفريق كارل مندي أمس أن "الجيش اللبناني طلب المساعدة في إعادة تأهيل القاعدة البحرية المتضررة في نفجير مرفأ بيروت". وأكد الفريق مندي أن "سلاح البحرية الأميركي ينشط في مكان غير بعيد عن الشاطئ اللبناني"، مؤكداً أنه "لم يكن يعلم بالمواد الخطرة في مرفأ بيروت".وأوضح قائد البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، أن "النشاطات الإيرانية والتقارير التي تتحدث عن عزمها تنفيذ مناورات هجومية في مياه الخليج تخضع للمراقبة".