مع انطلاق المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي يتوج باختيار جو بايدن رسمياً مرشح لخوض الانتخابات أمامه في الثالث من نوفمبر المقبل، ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب التنقلات والإطلالات الإعلامية ساعياً إلى خطف الأضواء، لكنه لم يجد بعد زاوية يركز عليها هجومه على خصمه ونائبته المحتملة كامالا هاريس.

وفي اليوم الأول من المؤتمر الديمقراطي في ميلووكي بويسكونسن، اختار ترامب، الذي يعاني تدني موقعه في استطلاعات الرأي، التوجه إلى الولاية ذاتها وتحديداً في أوشكوش على مسافة أقل من 130 كلم إلى الشمال.

Ad

وهذه البرامج المتضاربة شائعة في الحملات الانتخابية الأميركية، لكن ترامب الذي يحرص على البقاء في الأضواء على الدوام، يمضي بعيداً جداً في هذا المنحى قبل شهرين ونصف من انتخابات تفيد المؤشرات بأنها ستكون صعبة له.

فقبل بضع ساعات من الخطاب، الذي يلقيه بايدن بعد غد لإعلان قبوله رسمياً ترشيح الحزب الديمقراطي تتويجاً لمسار سياسي بدأه قبل نصف قرن، يلقي ترامب خطاباً من ضاحية سكرانتون، المدينة الصناعية السابقة في ولاية بنسيلفانيا، مسقط رأس نائب الرئيس السابق في عهد باراك أوباما.

وفيما يتعاقب كبار الديمقراطيين وفي طليعتهم باراك وميشيل أوباما على منبر المؤتمر الذي يعقد عبر الفيديو، يزور ترامب هذا الأسبوع أيضاً ولايتي مينيسوتا وأريزونا. وإن كانت الحملة بقيت حتى الآن افتراضية وسط تدابير الحيطة التي تحد من التفاعل مع الناخبين، فهي انطلقت فعلاً وبشدة.

وأعطى إعلان اختيار السيناتورة كامالا هاريس مرشحة لمنصب نائب الرئيس، زخماً كبيراً لحملة بايدن الانتخابية التي كانت حتى ذلك الحين خافتة إلى حد كبير.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز» وصحيفة «واشنطن بوست» ونشرت نتائجه أمس الأول، أن 54 في المئة من الناخبين يؤيدون هذا الخيار، مقابل 29 في المئة يعارضونه. ووسط هذه المعطيات، هل تكون تنقلات ترامب في الطائرة الرئاسية كافية لتحفيز حملته؟

ويعلق الديمقراطيون آمالاً كبيرة على دخول بايدن معترك الحملة الانتخابية، إذ إن لزومه الحجر في منزله في ويلمينغتون بولاية ديلاوير أتاح له تفادي العديد من العقبات وإرجاء المقابلات والمؤتمرات الصحافية.

ورأى ستيف بانون، الذي لعب دوراً محورياً في فوز الملياردير في انتخابات 2016، أن هذا الأسبوع سيكون «ممتازاً لحملة ترامب» لأنه «سيرغم جو بايدن على الخروج من مخبئه».

وما زال ترامب يبحث عن نقطة الضعف التي يمكنه استهدافها بفعالية ضد بايدن، فهل هو شديد التساهل؟ أو مفرط في الإنفاق؟ هل انه يساري أكثر مما ينبغي؟ أو متردد؟ أو يرضخ للتأثير؟ ما زال الرئيس يجد صعوبة في التركيز على حجة واحدة، وكأنه لا يجد ثغرة في جدار خصمه.

لم يكن الرئيس يخفي أفضليته في مطلع الانتخابات التمهيدية، فكان حلمه المعلن أن يواجه بيرني ساندرز الذي يمثل الجناح اليساري للحزب الديمقراطي ويجاهر بأنه «اشتراكي». لكن التيار الوسطي هو الذي غلب في نهاية المطاف، أولاً مع اختيار بايدن ثم مع اختيار كامالا هاريس لمنصب نائبة الرئيس.

في المقابل، شكلت تيارات الحزب الديمقراطي جبهة موحّدة خلال مؤتمرهم غير المسبوق عبر الإنترنت دعما لجو بايدن، إذ يجمعهم إصرارهم المشترك على إطاحة ترامب.

وعشية المؤتمر، كتب بايدن» على «تويتر»، «إذا تم انتخابي رئيساً، فسأختار دائما الاتحاد بدلاً من التسبب بانقسامات. سأتحمّل المسؤولية بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين». وقال خصمه سابقاً والمتحدّث الرئيسي ليلة افتتاح المؤتمر بيرني ساندرز، لشبكة «أيه بي سي»، إن «هزيمة دونالد ترامب أمر حتمي تماماً».

وفيما لا يزال الغموض يلف رد الفعل المحتمل على المؤتمر السياسي غير التقليدي، توقع رئيس اللجنة الديمقراطية توم بيريز أنه «سيشكل مصدر إلهام للأميركيين العاديين لأنه مؤتمر لجميع من يتوقون للكرامة الإنسانية والكفاءة».