عندما يلتقي باريس سان جرمان الفرنسي ولايبزيغ الألماني اليوم في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي، ستكون المباراة بينهما بالعاصمة البرتغالية لشبونة أشبه بمواجهة أيضا بين نموذجين للاستثمار.

ويحظى سان جرمان بدعم مالي هائل من مالكيه القطريين في حين أسس نادي لايبزيغ الألماني في 2009 على يد شركة "ريد بول" لمشروبات الطاقة التي ما زالت تدعم الفريق بقوة كبيرة. ويمثل لقب دوري الأبطال الجائزة الكبرى والهدف الأسمى لمستثمري كل من الناديين.

Ad

ويتطلع الفريقان إلى بلوغ النهائي في النسخة الحالية بعدما شقا طريقهما بنجاح إلى المربع الذهبي.

واحتفل سان جرمان بالذكرى الخمسين لتأسيسه الأربعاء الماضي من خلال الفوز الثمين 2-1 على أتالانتا الإيطالي في دور الثمانية ليبلغ الفريق المربع الذهبي للمرة الثانية فقط في تاريخه.

وحصد سان جرمان ألقاب 40 بطولة محلية على مدار تاريخه ولكنه لم يحرز لقب دوري الأبطال من قبل.

ومنذ أصبح النادي تحت ملكية المستثمرين القطريين في 2011، أصبح الفوز بلقب دوري الأبطال في قمة أولويات النادي الباريسي.

واستثمر ملاكه القطريون مئات الملايين في بناء الفريق من أجل هذا الهدف ولكن الفريق فشل خلال المواسم الماضية في التقدم خطوة حقيقية على طريق انتزاع اللقب الأوروبي.

الفرصة سانحة لباريس

واليوم، قد تكون الفرصة سانحة أمام كتيبة نجوم سان جرمان بقيادة البرازيلي نيمار أغلى لاعب في العالم وزميله المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي لإحراز اللقب أفضل من أي وقت سابق وذلك في ظل التغيير الذي طرأ على نظام البطولة في الموسم الحالي بإقامة مباريات الأدوار النهائية بداية من دور الثمانية بنظام دورة مجمعة في لشبونة إضافة لإقامتها بنظام مواجهة من مباراة واحدة وليس من مباراتي ذهاب وإياب كما كان في الماضي.

وقال الألماني توماس توخيل المدير الفني لسان جرمان: "أي شيء ممكن".

وعن التشكيلة التي سيخوض بها مباراة اليوم وخاصة حول وضع النجم الفرنسي مبابي ذكر توخيل أن الأخير قد يشارك أساسيا.

وفي حالة مشاركة المهاجم مبابي أساسيا، سيشكل ما يصفه توخيل بأنه شراكة هائلة مع النجم البرازيلي نيمار.

وأكد المدرب أنه سيتخذ القرار عقب تقييم حالة اللاعب في المران الاخير قبل المواجهة، موضحاً خلال مؤتمر صحافي افتراضي: "لم يعان (مبابي) من مشكلات في القدم أمام أتلانتا. وسنقرر عقب المران ما إذا كان يمكنه المشاركة طوال 90 دقيقة. كل الاحتمالات واردة أمامنا".

ووصف توخيل العلاقة بين مبابي ونيمار شريكه في الهجوم بأنها نقطة قوة الفريق، مضيفا: "هما يحدثان الفارق".

وأضاف أن نيمار يتمتع بمهارة عالية في مواجهات لاعب للاعب كما أن كيليان مبابي يتمتع بالسرعة والشغف الدائم للأهداف، مؤكدا أن "هذه هي قوتنا. وليس لدي مشكلة في الاعتراف بذلك. كل فريق لديه روابط محددة بين اللاعبين ولكن هذا الثنائي رائع جدا".

آمال كبيرة للايبزيغ

من جانبه، يخوض لايبزيغ بطولة دوري الأبطال للمرة الثانية فقط في تاريخه ويحظى بخبرة أقل كثيرا من سان جرمان في هذه البطولة، ولكنه أقصى أتلتيكو مدريد الإسباني من دور الثمانية بالفوز عليه 2-1.

وقال ماركوس كورتشه المدير الرياضي للايبزيغ: "كل فريق لديه الفرصة للفوز باللقب هذا العام، لأن المواجهة لم تعد من مباراتي ذهاب وإيابا. الأمر يتوقف علينا في مواصلة كتابة قصتنا في لشبونة".

وكان المدرب رالف رانجنيك هو مهندس نهضة لايبزيغ ونجاح الفريق ثم استكمل المدرب الحالي للفريق يوليان ناغلسمان (33 عاما) المسيرة علما بأن المدرب الأصغر في دوري الأبطال.

وأكد رانجنيك أن النادي لديه فرصة في الفوز على باريس سان جرمان، وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا.

وقال رانجنيك في تصريحات لصحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" وبوابة "أر بي لايف": "أنا سعيد جدا من أجل الفريق".

وأضاف أنه رغم تواجد مهاجمين كبار مثل البرازيلي نيمار والأرجنتيني أنخيل دي ماريا وكيليان مبابي في صفوف سان جرمان، لكنه يرى أن نقطة ضعف الفريق تكمن في الدفاع خاصة الظهيرين، ويمكن للهدف المبكر واستغلال قوة الفريق الألماني في الهجمة المرتدة أن يجعل لايبزيغ يفجر مفاجأة أخرى في المسابقة، بعد أن أطاح بأتلتيكو مدريد الإسباني في دور الثمانية.

وذكر أن "منافسات دوري الأبطال لاتزال جزءا من الموسم الماضي، لذلك أنا متحمس بالطبع لفريق لايبزيغ ولازلت أرى نفسي كجزء من الفريق في تلك المباريات".

ويعرف رانجنيك كلا المدربين جيدا، حيث كان أشرف على توماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان في نادي أولم، قبل أن يعينه في منصب المدير الفني لفريق تحت 15 عاما في شتوتغارت، فيما كان جوليان ناغلسمان مدربا لفريق الشباب في هوفنهايم حينما كان رانجنيك يشغل منصب المدير الفني، قبل أن يتعاقد معه لمصلحة لايبزيغ العام الماضي.