ابتسامة السيد البشعة
بعد انفجار مرفأ بيروت أطل السيد نصرالله على الشاشة وهو يبتسم ابتسامة بشعة كاذبة خبيثة ليعلن أن لا علاقة للحزب بما حدث في المرفأ، فالحزب لا يعرف شيئا عن المرفأ في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ونفى نفيا قاطعا وحازما أن ليس لدى الحزب شيء في المرفأ، والجميع يعرف مدى هيمنة الحزب على المرفأ والمطار والمعابر الحدودية، فالحزب الذي استطاع أن يدخل 100 ألف صاروخ لن يعجز أن يدخل أي شيء وكل شيء ويهرّب ما يشاء، لذلك رد عليه وليد جنبلاط رداً خجولا ومتواضعا وخائفا من بطشه فاكتفى بالقول: كلام السيد غير مقنع.ابتسامة السيد تعني أنه غير مكترث بالمصيبة التي حلت على الدولة اللبنانية، وخلفت أكثر من 170 شهيدا وآلاف الجرحى وآلاف الذين هدمت بيوتهم وأصبحوا بلا مأوى، إنه إنسان خال من المشاعر البشرية، إنه تربية ملالي طهران الذين ظلوا يدقون طبول الحرب أكثر من أربعين عاما في المنطقة لإحياء الإمبراطورية الفارسية الميتة، غير مقتنعين بأن الحياة لا تعود إلى الموتى، فأشعلوا حروبا عبثية في اليمن والعراق وسورية ولبنان من خلال ميليشيات طائفية مسلحة جندوها لتخوض حروبهم بالوكالة، وكان حزب الله اللبناني قائد تلك الميليشيات، ويقول بكل صراحة سيعمل ليجعل لبنان جزءاً من جمهورية إيران الإسلامية، لقد استهتر بأمور الدولة حتى وصلت الأمور إلى أن يملك قرار الدولة السياسي والعسكري وعلاقاتها الخارجية، فهو من يحدد الدول الصديقة والعدوة للبنان، فعزل لبنان عن محيطه العربي والدولي الذي يمده بالمساعدات المالية، فجفت خزينته، ولعل هذا السبب الذي دفع وزير خارجية لبنان ناصيف حتي أن يستقيل من حكومة حزب الله أو حكومة اللون الواحد كما يسميها اللبنانيون، وجاءت الاستقالة قبل أيام من الانفجار، وقال في استقالته: "إن هذه الحكومة ستحول لبنان إلى دولة فاشلة". وكان السبب الذي دفعه ليتبنى هذا الرأي ما لاحظه من تصرف سيئ من وزراء حزب الله مع وزير خارجية فرنسا الذي جاء ليعالج أزمة لبنان المالية، وترك لبنان غاضبا، ولم يسمحوا لوزير الخارجية اللبناني أن يتفاهم مع نظيره الفرنسي، فإذا كان وزير الخارجية المستقيل قال إن هذه الحكومة ستحول لبنان إلى دولة فاشلة قبل الانفجار فكيف سيكون حالها بعد الانفجار؟
كان لبنان قبل أن يهيمن عليه حزب الله بسلاحه غير الشرعي وولائه الإيراني بلدا راقيا يمتاز بطبيعته الخلابة الساحرة وجوه النقي واقتصاد قوي وشعب مثقف راقٍ، وكان يتبع سياسة حيادية تنسجم مع طبيعة لبنان التي تجعله ينأى بنفسه عن الصراعات المحيطة به، لذلك نرى البطريرك الماروني بشارة الراعي يكرر دعوته إلى الحياد للبنان وإبعاده عن سياسة المحاور، فحياد لبنان هو الضامن لوحدته واستقراره واستقلاله، ويرفض نصر الله سياسة النأي ويعلن أن لبنان جزء من دول المقاومة والممانعة، كما يرفض تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الحادث بحجة السيادة، ويطالب بقيام الجيش بالتحقيق وتحت إشراف حزب الله لإبعاد التهمة عن الحزب.ويقول داود الفرحان "إن الإعلامية اللبنانية فاطمة عثمان كشفت أن حزب الله يملك في ميناء بيروت بوابة أسماها بوابة فاطمة، تدخل منها وتخرج بضائع لا حسيب عليها ولا رقيب، ويتذرع الحزب بأن العنبر رقم 12 خاص بالمقاومة ولا أحد يرد عليه". لا يوجد دولة طبيعية في العالم تسمح لحزب طائفي مسلح يسيطر على مخازن وأرصفة في موانئها البحرية والجوية ومنافذها البرية ليخزن فيها ما يشاء بعيدا عن سيطرة الدولة، وتُترك تلك المخازن تحت حراسة جماعة ليس لديها خلفية ولا خبرة بخطورة تلك المواد ولا طريقة التعامل مع أي حادث طارئ. ومع المآسي التي يعيشها لبنان، يظهر نصرالله في آخر خطاب له منذ أيام يتحدث عن الانتصارات التي حققها حزبه قبل 14 عاما على إسرائيل في صيف 2006، متجاهلا كل المآسي التي حلت بالشعب اللبناني والدولة اللبنانية منذ استيلاء الحزب الإيراني على السلطة، فهل يرغب المجتمع الدولي في إنقاذ لبنان من تغول هذا الحزب على الدولة والشعب اللبناني وإعادة لبنان كدولة طبيعية؟