تشهد صناعة السينما خطرا، بعد أن عرضت المنصات الإلكترونية الجديدة للمرة الأولى في تاريخ السينما المصرية فيلمين، هما «صاحب المقام» و«الحارث»، مما جعل البعض ينادي بتوقف الظاهرة حاليا، لأنها ستقضي على فكرة السينمات والعاملين بها، بينما رأى البعض أنها نافذة مهمة لإخراج أعمال كثيرة بتكلفة أقل، وتكون منفذا لعرض أعمال بعض السينمائيين الذين لم تتح لهم الفرصة في السينما التقليدية. وحول مستقبل الصناعة، وهل تتأثر دور العرض والسينما التقليدية بالمنصات، تحدثنا إلى صناع السينما والنقاد.

Ad

العرض التلفزيوني

يرى المنتج السينمائي الشهير هشام عبدالخالق، منتج فيلم الممر، وحاليا ينتج فيلم النمس للفنان محمد هنيدي، أن «السينما التقليدية ودور العرض السينمائية ستظل تحتفظ بقيمتها، وليس لها بديل مهما حدث خلال الفترة التي نمر بها».

وأضاف عبدالخالق أن المنصات الإلكترونية الحديثة تعتبر جزءا من العرض التلفزيوني، مثلها مثل القنوات الفضائية التي تشتري حقوق عرض الأفلام بطريقة مشفرة عقب العرض بالسينمات واقتراب خروجها من المنافسة أو خروجها بالفعل، وكذلك القنوات المفتوحة التي تشتري الأفلام فيما بعد كنوع من أنواع التسويق ما بعد السينمات، وهو ما يعد جزءا من عوائد الفيلم لمصلحة المنتجين.

وأكد المنتج الكبير وأحد أعضاء غرفة صناعة السينما بمصر أن غرفة السينما وصناع السينما بشكل عام لم يسمحوا بعرض أي فيلم في السينمات بعد عرضها على المنصات الإلكترونية، لأنه أمر لا يستقيم مع حجم صناعة السينما في مصر على مر التاريخ، لكنه شدد على الحرية المطلقة لكل صناع السينما في بيع أفلامه إلى المنصات أو العرض في دور العرض، لكن عليه أن يختار الطريقة دون الأخرى.

ولفت إلى أن الواقع يقول إن المنصات ستسمح باستقبال الأفلام قليلة ومتوسطة التكلفة، ومن الصعب استقبال الأفلام التي تكون تكلفتها عالية ولم تقدر على دفع تكلفتها الكلية، وبالتالي سيكون مصيرها العرض بالسينمات العادية، كما هو سائد في العرف المصري، وبالتالي لا خوف على الصناعة بشكل عام، وستظل الشركات تصنع الأفلام التي يحبها ويريدها الجمهور وبتكلفة عالية.

أفلام عربية

ورأى المنتج السينمائي أحمد عبدالباسط أنه لا خوف على السينما التقليدية من تغول المنصات التي تشتري حقوق العرض حاليا من خلال عدة نقاط، حيث رأى أن السينمات تظل تجربة للخروج، وتكون ساحرة لروادها من الأفراد والشباب، وستظل على حالها خلال الفترات القادمة.

وأشار عبدالباسط إلى أن السينمات مازالت موجودة بالولايات المتحدة معقل السينما حول العالم والدولة الأهم في معادلة صناعة السينما، ومادامت موجودة وتقاوم فستظل موجودة في كل مكان رغم خروج منصات كثيرة من أرض هوليود.

وأضاف أنه بالنسبة للإنتاج المصري والعربي من المؤكد أن كل منتج لديه خطته الخاصة، فهناك من يريد إنتاج أعمال تكون مخصصة للسينمات كالمعتاد، وهناك من سيعمل على إنتاج أعمال مخصصة للمنصات الإلكترونية، ويرى أنها مناسبة بالنسبة له أكثر، وطبيعي أن تستقطب تلك المنصات أفلاما عربية تعرض للمرة الأولى أسوة بما يحدث حول العالم.

تحفيز الإنتاج

وحول هذا الموضوع، ذكر الناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي انه لا شك في أن أي نافذة جديدة تعتبر طوق نجاة للأعمال الفنية، ومورد رزق للشركات الإنتاجية والعاملين في صناعة السينما، وتمنح دائرة أخرى وشريحة أخرى من الجمهور.

وأضاف الشناوي أن «الموضوع بدأ في مصر من خلال أزمة كورونا، بالرغم من وجودها في العالم كله قبل تلك الأزمة، وكان عاملا لتحفيز الإنتاج، ففيلم مثل الرجل الأيرلندي لم ينفذ لولا تحمس منصة مثل نتفليكس له، وفي مصر بدأنا نهتم بالمنصات بعد افتقادنا دور العرض، وبالعالم في البداية كانت نوافذ جديدة لكننا اعتبرناها منفذا بديلا، وبدأنا تجربتنا بفيلم صاحب المقام الذي كان معدا للسينما».