في وقت اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ان «الخطوة الإماراتية الجريئة»، في اشارة الى الاتفاق الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين الامارات واسرائيل، «تأتي في سياق العديد من المبادرات للسلام وستحمل في ثناياها تحوّلاً استراتيجياً إيجابياً للعرب»، أكدت إسرائيل أنها لم تُخفِّف معارضتها لأي مبيعات سلاح أميركية بينها طائرات F35 المتطورة للإمارات من شأنها أن تُقلّص تفوّقها العسكري في المنطقة.

وفي سلسلة من التغريدات على «تويتر» أمس، أكد قرقاش أن «المواقف تجاه معاهدة السلام الإماراتية ـــ الإسرائيلية لم تشهد جديداً على الصعيدين العربي، فخطوط التماس على حالها، قبل إعلان المعاهدة وبعده، والأصوات العالية هي ذاتها، ما يؤشّر إلى أن الحوار العقلاني والموضوعي حيال أهم القضايا لا يزال بعيداً». وأضاف: «بالمقابل، نجد أن كل عاصمة فاعلة وشخصية دولية معتبرة أشادت بالمعاهدة وباركتها، وقدّرت هذا التحول الاستراتيجي. أما الخاسرون من هذا التحوّل فهم تجار وسماسرة القضايا السياسية. وفي المقابل، من المسلّم به أن الحقوق باقية ولا تضيع بل تعزز فرصها مثل هذه التحولات».

Ad

واختتم قرقاش التغريدات بالقول: «الخطوة الإماراتية الجريئة حرّكت مياهاً ساكنة آسنة، فتغيير المشهد ضروري لتجاوز مصطلحات مؤلمة في ماضي عالمنا العربي كالنكبة والنكسة والحروب الأهلية. ومن هنا، فإنّ المعاهدة تأتي في سياق العديد من المبادرات للسلام وستحمل في ثناياها تحوّلاً استراتيجياً إيجابياً للعرب».

وفي القدس، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، أمس، انه «في المحادثات بشأن اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات، لم تُغيّر إسرائيل موقفها الثابت بشأن بيع أسلحة وتقنيات دفاعية لأي دولة في الشرق الأوسط من شأنها أن تخلّ بالتوازن العسكري». وذكر المكتب أن «اتفاقية السلام مع الإمارات لا تتضمن أي بند في هذا الشأن، وقد أوضحت الولايات المتحدة لإسرائيل أنها ستحرص دائما على حماية التفوق النوعي لإسرائيل». وأضاف: «بادئ ذي بدء، عارض رئيس الوزراء بيع F35 أميركية واسلحة متطورة إلى أي دولة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الدول العربية التي تصنع السلام مع إسرائيل. رئيس الوزراء عبر عن هذا الموقف الثابت مرة تلو الأخرى أمام حكومة الولايات المتحدة وموقفه لم يتغير».

«يديعوت أحرونوت»

وجاء البيان بعد تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، جاء فيه أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تنوي المضي قدماً في صفقة مبيعات «عملاقة» من F35 إلى الإمارات، بعد اتفاقها مع إسرائيل.

وكشفت الصحيفة عن احتواء الاتفاق على «بند سري، يتم بموجبه تزويد أبو ظبي بـ F35 أميركية وطائرات إسرائيلية متطورة من دون طيار (درون)»، وان قيمة الصفقة تبلغ 10 مليارات دولار.

كوهين

من ناحيته، أوضح وزير الاستخبارات إيلي كوهين، المراقب في مجلس الوزراء الأمني المصغر بحكومة نتنياهو في مقابلة مع «هيئة البث الإسرائيلية» الرسمية (مكان)، ان المجلس لم يناقش أي تغييرات بشأن سياسة التميُّز العسكري النوعي وإن إسرائيل لم توافق على أي تغييرات من جانب الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، قال كوهين لوكالة «بلومبرغ» الأميركية، إن اتفاق الإمارات مع إسرائيل «حطّم المحرّمات».

ورداً على سؤال عن الدول التي قد تحذو حذو الإمارات، قال كوهين: «دول الخليج التي ترى في إيران تهديداً، وستقود الدفة البحرين، والسودان في افريقيا، حيث ان هناك بالفعل تحركات، والمغرب الذي لطالما كان له علاقات غير رسمية مع إسرائيل»، مضيفاً أنه من المحتمل أن تحذو حذوهم عُمان والمملكة العربية السعودية.

وفي الخرطوم، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر بدوي صادق، أن بلاده تتطلع لاتفاق سلام مع إسرائيل، قائم على الندية ومصلحة الخرطوم "من دون التضحية بالقيم والثوابت". وأضاف صادق، الذي تحدث لـ "سكاي نيوز عربية"، أمس، أنه "ما من سبب لاستمرار العداء بين السودان وإسرائيل"، متابعاً: "لا ننفي وجود اتصالات بين البلدين".

رئيس الموساد

واستقبل مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد امس، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور دولة الإمارات حاليا.

ووفقا لـ "وكالة أنباء الإمارات" الرسمية (وام)، ناقش الجانبان "آفاق التعاون في المجالات الأمنية، وتبادلا وجهات النظر في التطورات الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الجهود التي تبذلها الدولتان لاحتواء فيروس كورونا". وأضافت أنهما "تطرقا إلى سبل دعم معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، والتي بموجبها تم وقف ضم الأراضي الفلسطينية". وشددت على أنه "سيكون للمعاهدة دور في إحلال السلام في المنطقة، إضافة لفتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات".

وفي السياق ذاته، نقلت «مكان» عن مصدر إماراتي رسمي لم تسمه، ان «النية تتجه إلى فتح سفارتين في الدولتين فور توقيع الاتفاقية». وأضاف المصدر أنه «من البديهي بالنسبة للطرفين ألا تفتح سفارة الإمارات في مدينة القدس».