عودة خجولة للحياة الطبيعية مع انطلاق المرحلة الرابعة
• إقبال ضعيف على المطاعم ومحلات الحلاقة... وزحمة في «الخياطين»!
• «المعاهد الصحية» تعوض مشتركيها عن أيام الإقفال والدخول بمواعيد مسبقة
استعادت شريحة واسعة من المهن والمصالح دورة عملها تزامناً مع بدء المرحلة الرابعة من خطة العودة التدريجية للحياة الطبيعية. وبينما تنفس أصحاب تلك المهن الصعداء معربين عن سرورهم بالعودة، أوضح بعضهم أن الانطلاقة في يومها الأول جاءت خجولة نسبياً، ولم تكن بالقدر المتوقع لا سيما بعد إغلاق استمر نحو ستة أشهر، بيد أنهم يعولون على عامل الوقت في تحسن الأوضاع، مع تأكيدهم الالتزام التام بالاشتراطات الصحية، وتجنب كل ما من شأنه أن يفضي إلى تداعيات سلبية للفيروس.
بعد انقطاع تجاوز ستة أشهر، دبت الحياة مرة أخرى فجر أمس مع انطلاق المرحلة الرابعة من خطة العودة التدريجية للحياة الطبيعية بشكل «خجول وحذر»، في عدد من المحال التجارية والمشروعات التي لم يكتب لها العودة الا مع انطلاق المرحلة الرابعة التي شملت استئناف العمل في محلات المطاعم، والخياطة، والحلاقة، والمعاهد الصحية والمقاهي والكافيهات دون الشيشة، وذلك وفق الاشتراطات الصحية التي أوصت بها وزارة الصحة واعتمدها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، وأبرزها التباعد بين الزبائن ولبس الكمامات وتوفير أدوات التعقيم وغيرها من الشروط التي تهدف إلى حماية المواطنين والمقيمين أثناء إعادة العمل في هذه المحال.وأبرز ما شهده اليوم الأول ان محلات الخياطة شهدت إقبالا كبيرا من الزبائن، لاسيما ان الكثير منهم لم يشتر شيئا جديدا منذ أزمة فيروس كورونا إن لم يكن قبلها بفترة، وهذا ما أكده أحمد السالم، قائلا: آخر زيارة قمت بها إلى محل الخياطة قبل أزمة كورونا، إذ سلمته قطع القماش على أمل استلامها بعد أيام، إلا ان فيروس كورونا قلب الموازين، وأثر بشكل مباشر على مختلف أمور الحياة، موضحا: انني جئت اليوم أولا لاستلام (دشاديشي)، وأشتري أخرى إضافية تحسبا لأي زيادة في الوزن»!
إقبال جيد
بدوره، قال أبوعلي (صاحب محل خياطة)، ان «الإقبال في اليوم الأول بعد التوقف يعتبر جيدا نوعا ما، خصوصا ان البعض لا يزال متخوفا من وباء كورونا»، مشيرا إلى ان «المحل ممتلئ عن آخره من (الدشاديش) التي لم يستلمها أصحابها منذ شهر مارس، مع بداية الحظر الجزئي والكلي».وأكد أبومهدي، (صاحب محل خياطة)، «التزام الجميع بتوصيات وزارة الصحة والجهات المعنية، إذ نقوم بفحص درجة حرارة الزبون قبل السماح له بالدخول إلى المحل، ثم نحرص على تعقيم اليدين، ولبس الكمام والقفازات»، مشيرا إلى «اننا نحرص أيضا أثناء أخذ المقاسات على التباعد قدر الإمكان، وذلك حفاظا على صحة وسلامة الزبائن».زبائن المطاعم
من جهته، قال عامل في أحد المطاعم المعروفة والتي يقبل عليها الزبائن عادة في الفترة الصباحية، ان «اليوم الأول للعمل لم يكن بالمستوى المطلوب، إذ كان عدد الزبائن غير مقبول مقارنة بالأشهر السابقة قبل ظهور فيروس كورونا»، مشيرا إلى ان «المطعم حرص على اتخاذ كافة التدابير والاشتراطات اللازمة لسلامة الزبائن، إذ تم تحديد مسافة لا تقل عن مترين بين كل طاولة وأخرى، مع ضرورة التزام العمالة في المطعم بلبس الكمام والقفازات وتعقيم اليدين بشكل مستمر»، متمنيا ان «تنتهي الأزمة بأقرب وقت ممكن حتى تعود الحياة كما في السابق وتنتهي هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن».تخوف وحذر
من ناحيته، أكد أبو محمد (صاحب صالون حلاقة)، ان «اليوم الأول كان جيدا بشكل عام، لكن يبقى تخوف الزبائن ونحن أيضا موجود، وهذا أمر طبيعي، فالحذر مطلوب خصوصا بعد توقف العمل لفترة تجاوزت الستة أشهر»، موضحا ان «توقف العمل في صالون الحلاقة وغيره من المحلات والمشروعات التجارية الأخرى، كان له أثر سلبي على أصحاب هذه المصالح، لاسيما أننا ملتزمون بإيجارات ورواتب موظفين وغيرها من الالتزامات».وأضاف: على الرغم من هذه الظروف السيئة والصعبة التي مازلنا نعيش آثارها حتى الآن، إلا أننا نقوم دائما الحمدلله على كل حال، ونأمل أن تزداد حركة الزبائن خلال الأيام القادمة، لاسيما ان الكثير منهم كانوا على اتصال مستمر بنا يسألون عن وقت إعادة فتح الصالون، مشيرا إلى ان «العاملين في المحل ملتزمون بكافة الشروط التي حددتها وزارة الصحة، مثل تعقيم اليدين وأدوات الحلاقة بعد حلاقة كل زبون، ولبس الكمام الواقي والحرص على التباعد بين الزبائن داخل المحل».الأندية الصحية
وحددت النوادي الصحية مواعيد لروادها بحيث لا يكون العدد فيها أكثر من المنصوص عليه مع ترك وقت بين كل مجموعة وما تليها ليتم تعقيم النادي كاملا للحفاظ على صحة الرواد وسلامتهم. واستقبلت الأندية والمعاهد الصحية روادها منذ الصباح الباكر في أول يوم من الانتقال للمرحلة الرابعة، وعادت لتتنفس من جديد لكن بحذر شديد ووفق اشتراطات وصفها العديد من الرواد أنها مقيدة نوعاً ما للرياضيين، ومع ذلك التزمت المعاهد بتطبيق التعليمات الصحية من قبل الدخول عبر الانتظار والكشف على درجة حرارة المشتركين وتعقيمهم مروراً بتحديد أجهزة معينة للتمارين وصولاً الى استيعاب عدد معين من المشتركين، وانتهاء بتعقيم الأجهزة وايقافها فترة معينة عن العمل.وقال المدرب سامي الشمري ان اول يوم من إعادة افتتاح المعهد الصحي شهد اقبالا من المشتركين لتجديد الاشتراكات، مبيناً أن الاشتراطات الصحية مطبقة بحذافيرها سواء من الرواد أو من العاملين داخل المعهد حرصاً على سلامة الجميع.وذكر الشمري أن آلية التعقيم إجبارية قبل الدخول للجميع مع ترك مسافة لا تقل عن متر ونصف بين كل مشترك أثناء ممارسة الرياضة على الأجهزة فضلاً عن الالتزام بعدم نزع الكمام نهائياً الى نقطة الخروج، مضيفاً أن الأجهزة تعقم بشكل مستمر بعد انتهاء المشترك من التمرين ولا يتم استخدامها الا بعد فترة زمنية.ولفت الشمري ان الدخول يأتي عبر مواعيد مسبقة حتى يستطيع العاملون داخل المعهد تحديد عدد الاشخاص داخل صالة التمرين تجنباً لأي ازدحام، لافتا إلى أن المعاهد الصحية تعوض مشتركيها عن الايام التي توقفت عن العمل بها التزاماً بالعقود المبرمة مع المشتركين واحتراماً لهم، متمنياً من المشتركين داخل المعاهد الصحية التدرج في التمارين وعدم الاختلاط ببعضهم البعض حرصاً على سلامتهم.ومن جهته، قال المشترك فيصل الرسلاني، إن المعاهد الصحية تعتبر البيت الثاني للعديد من الشباب والمتنفس الوحيد وجزءا كبيرا من حياتهم، متابعاً أن الإجراءات مشددة داخل المعاهد عبر الالتزام بالكمام الذي يعتبر نوعاً من التضييق على الرياضيين لكن من الممكن التعايش معه وتحمله إلى أن تنتهي فترة الوباء.المقاهي
وعلى صعيد المقاهي، خلت من روادها نظراً لمنع تقديم الشيشة التزاماً بالتعليمات الصحية، ومع افتتاحها بدأت المقاهي وكأنها مهجورة الا من العاملين بها، حيث ذكر أحمد الرشيدي صاحب مقهى أن الشيشة هي المحرك الرئيسي للمقاهي ومن غيرها يقل الرواد، مضيفاً أن العديد من المقاهي باتت تواجه خسائر تعرضها للبيع كونها اصبحت النشاط الاكثر تضرراً بعد فتح جميع الانشطة.زيادة أسعار تذاكر النقل العام 100 فلس
عادت باصات النقل العام للشوارع بشكل ملحوظ ولكن بعدد أقل ومناطق محددة في اليوم الاول، نظراً للتكلفة التي تكبدتها شركات النقل العام طوال فترة توقفها، وباتت محدودية الركاب التي حددتها اشتراطات السلطات الصحية عاملا مؤثراً في رفع سعر النقل بين 50 و100 فلس.وقال عدد من الركاب لـ «الجريدة» ان رفع السعر مبالغ فيه وأصبح قريبا من سيارات الأجرة التي يفضلها العديد من الركاب في الفترة الحالية كونها تصل بالراكب للمكان المحدد، عكس باصات النقل العام التي تعتمد نقاط توصيل معينة قد تبعد عن المكان المرجو كثيراً، لافتين إلى أن هناك نقاطا ومحطات توصيل معينة حددتها باصات النقل العام في اليوم الاول ولا تشمل المناطق البعيدة.
المقاهي الخاسر الأكبر من دون الشيشة