مصطفى الكاظمي في واشنطن مكبلاً بشروط طهران وحلفائها
قبيل مغادرته العاصمة بغداد متوجهاً إلى الولايات المتحدة في اول زيارة له للعاصمة الاميركية، أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي أن الشأن العراقي سيتصدر أولويته، مشدداً على أنه لن يكون «ساعي بريد» بين طهران وواشنطن. وسيلتقي الكاظمي، الذي يترأس وفداً رفيع المستوى، الرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً، وستجري خلال اللقاء مباحثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن. وسيعقد الكاظمي خلال زيارته محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين، تتضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات عديدة، ودعم الانتخابات المبكرة.وهذه الزيارة الخارجية الثانية للكاظمي، بعد زيارته لإيران الشهر الماضي التي جاءت بعد إلغاء زيارة كانت مقررة للسعودية اثر وعكة صحية مفاجئة ألمت بالملك سلمان بن عبدالعزيز.وعشية انطلاق الحوار طالبت الأحزاب والفصائل العراقية المقربة من إيران، رئيس الوزراء ببحث ملف جدولة الانسحاب الأميركي، خلال زيارته لواشنطن.
وعقد تحالف «الفتح» المقرب من طهران، مساء أمس الأول، اجتماعاً جديداً مع الكاظمي. وقال كريم عليوي، النائب عن التحالف الذي يقوده هادي العامري، ان «الفتح»، لن يلتزم بنتائج حوار الكاظمي بواشنطن، «ما لم تتضمن الانسحاب الأميركي».وأضاف علوي أن «أي مغريات تقدمها واشنطن في سبيل إبقاء قواتها، هي طعم بغية إغراق العراق أكثر وهو أمر لم ولن نسمح به مهما كانت التضحيات». جاء ذلك بعد زيارة غير معلنة قام بها قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني إلى بغداد، أمس الأول، عقد خلالها اجتماعات مع الكاظمي والفصائل الموالية لطهران. وعلمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن خليفة قاسم سليماني الذي قتلته واشنطن مطلع يناير الماضي في بغداد أبلغ الكاظمي أن بلاده لن تطالب الميليشيات المتحالفة معها بضبط سلاحها ما لم يتمكن من التوصل الى خطة بجدول زمني واضح حول خروج القوات الاجنبية من العراق، وان بلاده لن توافق على اي خطوط حمر جديدة بينها وبين واشنطن قد يتوصل الكاظمي الى رسمها مع ادارة ترامب.وتأتي تلك التطورات في وقت باتت الهجمات، ضد المصالح الأميركية في العراق يومية منذ أسبوع حيث لم تعد الأطراف التي تقف خلفها أقل غموضا في وقت تزداد فيه حدة المواجهة بين الأطراف الداعمة لإيران والكاظمي الذي تولى منصبه في مايو الماضي.ويرى خبراء أن الهدف من الهجمات، التي يعتقد أن فصائل موالية لطهران تقف وراءها خاصة «حزب الله العراقي»، إحراج الكاظمي الأقرب إلى الإدارة الأميركية من سلفه عادل عبدالمهدي والذي يخوض حملة لاستعادة السيطرة على المراكز الحدودية حيث تمارس مجموعات مسلحة أعمال تهريب وتفرض فدية على الاستيراد والتصدير. ونفذ 39 هجوما صاروخيا ضد مصالح أميركية في العراق من أكتوبر إلى نهاية يوليو الماضي. وتكثفت الهجمات بعد تأكيد اللقاء في البيت الأبيض بين الكاظمي وترامب.وقبيل مغادرة الكاظمي وصل وفد برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للمشاركة في الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي.عقد حسين اجتماعاً تحضيرياً مع نظيره الأميركي مايك بومبيو تمهيدا للحوار بين البلدين الذي سيقوده الكاظمي مع ترامب.وكانت جولة مفاوضات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة انطلقت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في يونيو الماضي وتناولت العلاقات الأمنية والعسكرية والعلمية والثقافية والطاقة ومستقبل بقاء القوات الأميركية في العراق.