انطلق مساء أمس في بعض الحسينيات بالبلاد، موسم إحياء الشعائر الحسينية، وفق ضوابط واشتراطات فرضتها الجهات الصحية، حفاظا على سلامة وصحة مرتاديها، وذلك في ظل حرص الحسينيات على اتباع الشروط المطلوبة التي تم الاتفاق عليها بين لجنة الحسينيات ووزارتي الصحة والداخلية، من خلال سلسلة اجتماعات عُقدت لمناقشة المستجدات التي طرأت على الوضع العام فيما يتعلق بإعادة فتح الحسينيات بسبب تداعيات جائحة "كورونا".

وانطلاقاً من مسؤولية أصحاب تلك الحسينيات، في الحفاظ على سلامة مرتادي المجالس الدينية، أكد الكثير منهم الالتزام التام بهذه التوصيات التي تهدف إلى عدم توقف إقامة الشعائر التي اعتاد العديد من المواطنين إحياءها في هذا الوقت من كل عام، بالتزامن والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بحيث لا يصاب مَن يرتاد الحسينيات بأي سوء، لا قدر الله، خصوصاً فيما يتعلق بتحديد الأوقات التي لا تتعارض مع الحظر الجزئي، وغيره من القرارات والاشتراطات التي يجب التقيد بها.

Ad

«كورونا» والحذر

من جهته، أكد أمين سر لجنة الحسينيات والمجالس الكويتية عباس القطان، أنه "تم عقد اجتماعات لممثلي أكثر من 200 حسينية ومجلس، مع مسؤولين في وزارتي الداخلية والصحة منذ فترة، للتنسيق بشأن إعادة فتح الحسينيات والمجالس، لاسيما أننا نعيش ظروفاً صحية استثنائية تتطلب الحيطة والحذر من الجميع"، داعيا "أصحاب جميع هذه المجالس الحسينية إلى التقيد بتعليمات وزارة الداخلية والالتزام بالاشتراطات الصحية، خصوصا فيما يتعلق بتطبيق شرط التباعد ولبس الكمام والتعقيم وغيرها من الاحترازات التي تحقق سلامة مرتادي هذه الحسينيات، إذ تم الاتفاق على أن يلتزم الجميع بهذه الضوابط التي وضعت لأجل مصلحة المواطنين وزوّار الحسينيات والمجالس".

قلة الخطباء

وأشار القطان إلى أن "المشكلة التي تواجه أصحاب الحسينيات هي قلة الخطباء، لاسيما أن الكثير من الحسينيات كانت تستعين وتتعاقد سنويا مع عدد من الخطباء من خارج البلاد، إلا انه نظرا للظروف الحالية، فلن تتمكن بعض الحسينيات من إحياء المجالس إلا من خلال خطباء من داخل الكويت، وهنا المشكلة، إذ إن عددهم قليل جدا لا يتجاوز 35 خطيبا، وهذا الأمر سيسبب ربكة لبعض الحسينيات، وإرهاقا للخطباء الذين سيضطرون للذهاب إلى أكثر من مجلس في اليوم".

ولفت إلى انه "تلقينا وعودا بمعالجة مشكلة دخول بعض الخطباء والقراء من أهل العلم والمعرفة من خارج الكويت منذ مدة طويلة، إلا أنه حتى الآن لم تتم الموافقة على ذلك، لاسيما أن عملية دخولهم ستجبرهم على الحجر المنزلي أو المؤسسي، وهذا الأمر لن يكون ذا فائدة، وبالتالي فإن موسم المحرم هذا العام سيكون استثنائيا وصعبا على الجميع في كل شيء، نأمل أن يكون العام المقبل بشكل أفضل بعد زوال هذه الغمة".

تغيير كامل

بدوره، قال فاضل الشطي (الحسينية الجديدة): "اننا ولله الحمد متعاونون جدا مع الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، التي قامت مشكورة بوضع كاميرات المراقبة، وحواجز خارج الحسينية لتنظيم عملية الدخول والخروج، فضلا عن وجود نظام التفتيش الآلي الذي يحفظ سلامة مرتادي الحسينية"، مشيرا إلى أن "الحسينية ستفتح أبوابها أمام الجميع مساء الخميس (اليوم)، إذ سيكون المجلس في السابعة والنصف بدلاً من الثامنة والنصف كما كان في السابق، كما تم تعقيم الحسينية بشكل كامل، وسيتم تعقيمها يومياً بعد خروج الحضور".

وأضاف الشطي "حرصنا على وضع الاشتراطات عند مدخل الحسينية، أهمها لبس الكمام، والتباعد وتعقيم اليدين وغيرها"، لافتا إلى انه "تم تغيير شكل الحسينية بالكامل، إذ ألغينا الجلسة الأرضية واستبدلناها بالكراسي التي ستكون المسافة بين كل منها لا تقل عن مترين، بالإضافة إلى عدم توزيع وجبات غذائية أو مشروبات نهائياً، باستثناء إمكانية توزيع قهوة في أكواب تستخدم مرة واحدة فقط".

وأوضح أن "الحسينية في السابق كانت تستقبل ما لا يقل عن 800 أو 1000 مواطن، بالإضافة إلى الساحات الخارجية، أما حاليا مع استمرار أزمة فيروس كورونا، فلن يتجاوز العدد 300 شخص، وهذا يساعد في عملية التنظيم والراحة للجميع".

تعامل مختلف

من جهته، أكد عادل حيدر (حسينية السيدة رقية عليها السلام)، أن "الحسينية استعدت لاستقبال المعزين من خلال عدة إجراءات احترازية مغايرة عن الأعوام السابقة، لاسيما مع استمرار انتشار فيروس كورونا الذي فرض علينا التعامل معه بطريقة مختلفة بشكل تام"، مشيرا إلى أن "المجالس حاليا غالبيتها أصبحت مخصصة للرجال فقط، وتم تحديد أوقات معينة لإنهاء المجلس قبل دخول فترة الحظر الجزئي، وغيرها من الأمور التي اضطرتنا للتعاطي مع الحدث بالحذر المطلوب حفاظا على أرواح الناس".

وأضاف حيدر "حرصنا على إلغاء الجلسات الأرضية، ووضع الكراسي متباعدة، فضلا عن مطالبة مَن يريد الدخول بلبس الكمام وتعقيم اليدين، ومنع استقبال من هم أقل من 15 عاما"، لافتا إلى ان "هذه الاشتراطات التي فرضتها الجهات الصحية في البلاد، قللت الحضور من 300 شخص في السابق إلى 100 أو 110 تقريبا، وهذا الأمر ستكون له انعكاسات وتأثيرات في إقامة الشعائر الحسينية، إلا أنها أفضل من عدم إقامتها، فإحياء هذه الليالي الأليمة واجب علينا كمسلمين مهما كانت الظروف".

حماية الناس

من ناحيته، أكد سيد سلمان الموسوي (الحسينية الكربلائية)، الالتزام بأي إجراءات أو اشتراطات احترازية تفرضها الجهات المعنية في البلاد، لاسيما انها تهدف إلى حماية الناس وسلامتهم، موضحا أن "الحسينية بدأت بالتجهيز والاستعداد لإحياء ليالي شهر المحرم منذ فترة، ومع اقتراب دخول الشهر، سارعنا إلى اتخاذ عدة إجراءات لحماية الناس، مثل التأكيد على لبس الكمام ووضع الكراسي في مواقع متباعدة، فضلا عن الحرص على تعقيم الحسينية يوميا، وسنقوم بهذه الإجراءات كل يوم حتى نهاية المجلس الحسيني".

وأوضح الموسوي أنه "في السابق كان المجلس يقام في التاسعة والنصف، لكن التزاما بقرارات وزارة الداخلية وتماشيا مع فترة الحظر الجزئي سيقام المجلس الحسيني في السابعة مساء"، لافتا إلى ان "الحسينية الكربلائية معروفة بمساحتها الشاسعة والساحات الخارجية والقاعات الإضافية التي كانت تستقبل المئات من الحضور، إلا أن هذا العام لن يشهد الأعداد المتوقعة، خصوصا أن البعض لا يزال متخوفا من كورونا، والبعض الآخر ربما يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والبث المباشر في المواقع المختلفة".