السعودية: لا تطبيع مع إسرائيل قبل السلام الشامل

فيصل بن فرحان يجدد التزام المملكة بالمبادرة العربية وترحيبها بجهود وقف «الضم»

نشر في 20-08-2020
آخر تحديث 20-08-2020 | 00:08
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره الألماني يتجهان إلى مؤتمرهما الصحافي في برلين أمس (أ ف ب)
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره الألماني يتجهان إلى مؤتمرهما الصحافي في برلين أمس (أ ف ب)
في أول رد فعل سعودي على «اتفاق السلام» بين الإمارات وإسرائيل، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس، إن المملكة ملتزمة بمبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى سلام وتطبيع شامل للعلاقات بين جميع الدول العربية وإسرائيل، فقط بعد إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، في برلين، أمس، قال بن فرحان إن «السعودية تؤكد التزامها بالسلام كخيار استراتيجي، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية»، مضيفاً أن «المبادرة هي الطريق الوحيد للوصول إلى حل للنزاع والتطبيع الإسرائيلي مع جميع الدول، وحين يتحقق ذلك تصبح كل الأمور ممكنة»، منهياً بذلك تكهنات حول نية المملكة عقد اتفاق مماثل مع إسرائيل في وقت قريب.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال قبل يومين إن النظرة العربية للسلام اختلفت بعدما كانت قائمة على أساس التوصل أولاً إلى سلام إسرائيلي- فلسطيني، وإنها باتت تعتمد مقاربة معاكسة مفادها أن الاتفاقيات بين إسرائيل ودول عربية أخرى قد تقود إلى حل للقضية الفلسطينية.

وأقرت قمة الجامعة العربية في بيروت عام 2002 مبادرة طرحها العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وكان ولياً للعهد آنذاك، وتشمل بنودها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1967.

كما شملت البنود انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ومن الجولان السوري، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، في مقابل أن تعترف الدول العربية بإسرائيل وتطبّع العلاقات معها. وتمت دعوة المجتمع الدولي إلى دعم هذه المبادرة.

من ناحية أخرى، أوضح وزير الخارجية السعودي أن «ضم إسرائيل لأراض على نحو آحادي وبناء مستوطنات يدمران جهود السلام، ونثمن أي جهد لتعليق هذه الإجراءات الأحادية».

وفي إشارة ضمنية إلى الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، قال: «أي جهود تفضي إلى السلام في المنطقة وتعلق الضم يمكن أن ننظر إليها بإيجابية».

وكان بيان إماراتي- أميركي- إسرائيلي قال إن أبوظبي وافقت على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وبدء تعاون شامل بين البلدين، مقابل موافقة تل أبيب على وقف مشروع ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية كان من شأنه تقويض حل الدولتين.

في سياق آخر، أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، اتصالاً هاتفياً بسلطان عُمان هيثم بن طارق، بحث خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه تم خلال الاتصال، الذي أجراه خادم الحرمين بالسلطان، «التأكيد على مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين»، متمنياً لجلالته «التوفيق في خدمة مصالح الشعب العماني الشقيق، ولسلطنة عمان المزيد من التقدم والازدهار».

وبحسب «واس»، عبّر السلطان هيثم عن «الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على مشاعره النبيلة»، مؤكداً «تطلع سلطنة عمان لتعزيز العلاقات مع المملكة وتطويرها في شتى المجالات».

جاء الاتصال غداة قرار للسطان هيثم إعادة هيكلة الحكومة في مسقط، تضمّن خصوصاً استبدال وزير الخارجية يوسف بن علوي، الذي تسلم هذه الحقيبة منذ أكثر من 20 عاماً، ببدر بن حمد البوسيعيدي، وهو أول وزير خارجية من العائلة الحاكمة.

back to top