يستعد متحف الفن المصري الحديث لاستقبال زواره بداية شهر نوفمبر المقبل، بعد إعادة تجديده ثم إغلاقة منذ أزمة فيروس كورونا.

وأخيراً قامت وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم بجولة تفقدية للمتحف وقاعة الباب للفنون التشكيلية، للوقوف على آخر مستجدات عمليات الصيانة والتطوير ورفع كفاءتهما، وتابعت سير عمل اللجنة الفنية التي تضم كوكبة من المتخصصين وعددا من التشكيليين والمكلفة بمراجعة وتوثيق وتوصيف وتصنيف جميع الأعمال الفنية المحفوظة بالمتحف ورقمنتها، وعمل قاعدة بيانات خاصة بها، إلى جانب إعداد سيناريو العرض المتحفي الجديد تمهيداً لإعادة تشغيله أوائل شهر نوفمبر المقبل.

Ad

وقالت عبدالدايم إن الإبداعات الفنية في العصر الحديث تأتي امتداداً لإعجاز الحضارة الفرعونية، التي كان الفن التشكيلي أحد مفرداتها الخالدة، مضيفة أن متحف الفن الحديث يضم عددا ضخما من الأعمال النادرة لمختلف أجيال الحركة التشكيلية المصرية، التي تمثل جزءا من كنوز وثروات الوطن القومية، وتعبر عن هويته المتفردة.

ووجّهت الوزير بضرورة الالتزام بالخطة الزمنية الخاصة بالانتهاء من عمليات الصيانة والتطوير لإعادة افتتاح المتحف باعتباره أحد وسائل تشكيل وعي ووجدان الأجيال الجديدة.

الأعمال الفنية

يقع المتحف داخل حرم دار الأوبرا المصرية، ويعد من أهم وأبرز المتاحف في مصر، ويضم أعمالا فنية متميزة بداية من التأثيريين الأوربيين فى نهاية القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، وهو بمثابة دار أو صرح كبير يضم أروع الأعمال الفنية من مختلف الأجيال، ومختلف الحقب الزمنية.

وتعود فكرة إنشاء متحف يضم روائع الفنون الى عام 1927 بعدما نجح محمود خليل فى إقناع السراى بإصدار مرسوم ملكى بتشكيل لجنة استشارية لرعاية الفنون الجميلة، حيث أوصت اللجنة بإنشاء متحف الفن الحديث بالقاهرة، حيث يضم مقتنيات وزارة المعارف مما تقتنيه من صالون القاهرة السنوي، الذي تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة.

وفي نفس العام تم تجميع الأعمال الفنية التي تم اقتناؤها من صالون القاهرة في قاعة صغيرة بمقر جمعية محبي الفنون الجميلة بشارع الجمهورية حاليا، وأضيفت إلى هذه المجموعة المحدودة بضع لوحات وتماثيل، ثم انتقلت إلى موقع متحف الشمع الذي أنشأه فؤاد عبدالملك سكرتير جمعية محبي الفنون الجميلة، ليصبح أول مبنى يحمل اسم متحف الفن الحديث بمصر. وفي الفترة من1927 حتى 1935، بلغ عدد الأعمال الفنية المقتناة للمتحف 51 لوحة تصويرية لفنانين مصريين وثلاثة تماثيل للفنان محمود مختار و63 لوحة لفنانين أجانب مقيمين في مصر.

وفي 8 فبراير أوكل إلى إدارة الفنون الجميلة إعادة تنظيم المتحف ونشر أول دليل للمتحف، حيث كان يضم 584 عملا فنيا، وفي عام 1935 صدر دليل آخر للمتحف وكان يضم 224 صفحة منها 82 صورة مختارة من مقتنيات المتحف، وقد طبع باللغة العربية والفرنسية، ثم نقلت وزارة المعارف المتحف إلى مقر آخر في شارع البستان، وذلك في فبراير 1963، ثم انتقل المتحف بعد ذلك إلى قصر الكونت «زغيب» بجوار قصر هدى شعراوي في شارع قصر النيل، وشغل المتحف 44 غرفة من القصر، بالإضافة إلى المدخل والممرات.

في عام 1963 أغلق المتحف، حيث تم هدم مبناه العريق والمكتبة الملحقة به، وفي عام 1966 انتقلت المجموعة المصرية من مقتنيات المتحف إلى مقر مؤقت في فيلا إسماعيل أبوالفتوح (ميدان السد العالي حاليا)، بينما انتقلت أعمال الأجانب إلى متحف الجزيرة للفنون، الذي سرعان ما أغلق لسوء حالته، وفي عام 1983 تم تخصيص سراي 4 فى ساحة الأوبرا الجديدة لتكون مقرا جديدا ودائما لمتحف الفن الحديث.

لوحات الآباء

وللمبنى واجهة مستطيلة بها أربعة أعمدة تحدها ثلاث نوافذ معقودة ضخمة، وثلاث مستطيلة وعلى جانبي البوابة برجان يؤدى إليها منحدر وصفان من السلالم الغرانيتية وعلى جانبيها ساحتان كبيرتان للعروض النحتية.

وأول ما يواجه الزائر عقب دخوله للمتحف هي لوحات آباء المدرسة الأكاديمية والانطباعية والتعبيرية المصرية، حيث خصصت الشرفات الثلاث في الدور الأرضى لمجموعة الرواد الأوائل، فعندما يعبر الزائر باب الدخول يقابل أعمال ستة رواد حركة الفن المصري منذ بداية القرن العشرين.

وفي الشرفة المواجهة لباب الدخول نتقابل مع أعمال الفنان محمد ناجي ومحمود سعيد وراغب عياد، وأما الشرفة الواقعة على يسار الداخل فقد خصصت لكل من محمد حسن ويوسف كامل وأحمد لطفى وعلى الأهواني وجورج صباغ.

الشرفات الثلاث

ويتضمن الطابق الثاني ثلاث شرفات خصصت لمن أطلق عليهم علامات فى حركة الفن المصرى الحديث، وفي الحقيقة هو بمثابة الأعمدة الأساسية لبناء فن جديد بعد مجموعة الرواد.

وضمت هذه الشرفات الثلاث أعمالاً لـ16 فنانا تم انتقاؤهم بعناية شديدة طبقا لمبادرتهم في كسر القوالب التقليدية واقتحامهم لتجارب فنية جديدة، وكانت سببا في إشاعة النهضة وأثرا ملحوظا في مسار الحركة الفنية.

والفنانون هم: حمدي خميس ورمسيس يونان وفؤاد كامل وعفت ناجي ومنير كنعان وسمير رافع وحامد ندا وأحمد ماهر رائف وتحية حليم ويوسف سيده وسيد عبدالرسول وجاذبية سرى وسيف وانلي وعبدالهادى الجزار وسعد الخادم. بعد ذلك تتوالى الأعمال حتى جيل الشباب، كما تم استحداث قاعات فنية منها قاعة غاليري أبعاد، وقاعة الصوتيات والمرئيات، وقاعة الجماعات الفنية.