مع قبولها رسميا تسمية الحزب الديمقراطي لها نائبة للرئيس المحتمل، دخلت السيناتور كامالا هاريس التاريخ الأميركي كأول امرأة ملونة من أصل آسيوي تُرشح لهذا المنصب.

وفي ثالث أيام المؤتمر الديمقراطي الافتراضي غير المسبوق، لخصت المدعية العامة السابقة، المتحدرة من أب جامايكي وأم هندية، قصة حياتها باعتبارها رمزا للحلم الأميركي، وناشدت الناخبين التصويت لمرشح حزبها جو بايدن في انتخابات 3 نوفمبر، من أجل هزيمة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي اتهمته بالفشل في القيادة والتسبب في فقد أرواح ووظائف.

Ad

وفي خطاب مليء بالحكايات الشخصية، قالت هاريس، قبل أن ينضم إليها بايدن مبتسما، على منصة قاعة بفندق متواضع في مسقط رأسه بويلمنجتون، «لا يوجد لقاح للعنصرية، وعلينا القيام بالمهمة»، منددة بنشر الإدارة الحالية «الفوضى الدائمة وعدم الكفاءة والقسوة».

وقبل 75 يوما من الانتخابات، وجه الرئيس السابق باراك أوباما، لائحة اتهام قاسية وغير معتادة لخليفته في البيت الأبيض، معتبرا أن «دونالد ترامب لم يرتق إلى مستوى المنصب لأنه لا يستطيع، وعواقب فشله تسببت في وفاة 170 ألف أميركي، وفقدان ملايين الوظائف، وتحرير أسوأ الغرائز، وتراجع سمة أميركا في أنحاء العالم بشدة، ومؤسساتها الديمقراطية مهددة بشكل لم يسبق له مثيل».

وبوجه متجهم، قال أوباما، الذي تقاعد من الحياة السياسية رغم كونه أصغر سناً بكثير من المرشحين في السباق الرئاسي، «كنت آمل، لصالح بلدنا، أن يُظهر دونالد ترامب الرغبة في التعامل مع وظيفته بجدية، لكنه لم يفعل ذلك قط واستخدم الرئاسة كبرنامج إضافي لتلفزيون الواقع».

واتهم خصومه السياسيين بالسعي لجعل الأمر أكثر صعوبة على الناخبين في التصويت، وأقر بأن النظام غالبا ما يخذل المواطنين، لكنه شجع على المشاركة في الانتخابات.

وخلال خطاب أوباما، كثف ترامب التغريدات الغاضبة بأحرف كبيرة، متهما سلفه على وجه الخصوص بالتجسس عليه خلال حملته الانتخابية.

وبعد بث مقتطفات من الخطاب، كتب ترامب: «عندما أسمع ذلك وأرى الرعب الذي خلفه لنا، وغباء الاتفاقات التي عقدها، انظروا إلى أي مدى كان سيئا، وكم كان رئيسا غير فعال»، مضيفاً: «الرئيس أوباما لم يؤد عملاً جيداً. أنا موجود هنا بسببه وجو بايدن».

بدورها، أكدت وزيرة الخارجية السيدة الأولى سابقا، هيلاري كلينتون، خلال المؤتمر، انها تسمع بشكل دائم ناخبين يأسفون لدعمهم ترامب، أو لعدم إدلائهم بأصواتهم أصلا، داعية إلى صحوة لتفادي حدوث خيبة أمل جديدة. وقالت كلينتون، التي فازت بالأصوات الشعبية على ترامب، لكنها خسرت في المجمع الانتخابي، إنه ينبغي أن يحقق بايدن فوزا ساحقا، محذرة من أنه يمكن أن يفوز بالأصوات الشعبية ومع ذلك يخسر السباق.

وأضافت: «يمكن أن يفوز جو وكامالا بفارق 3 ملايين صوت ومع ذلك يخسران. لذلك نحن نريد أرقاما ساحقة حتى لا يستطيع ترامب التسلل أو سرقة النصر».

وفي حين واصل ترامب اللعب على وتر التباين مع بايدن، من خلال زيادة تنقلاته من ويسكونسن إلى أريزونا، تهكم ترامب من «هيلاري الخسيسة»، وهو اللقب الساخر الذي أطلقه على كلينتون، حتى قبل بث خطابها، الذي شاركت به المرشحة الرئاسية السابقة في المؤتمر.

على صعيد آخر، أعلنت السلطات الأميركية، أمس، القبض على ستيفن بانون، المستشار السياسي السابق للرئيس ترامب لصلته بمخطط لجمع الأموال عبر شبكة الإنترنت.