يخوض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي معركة إرجاع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى السراي الكبير "موقع رئاسة الحكومة".فقد انطلق برّي، أمس الأول، نحو بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي جيبه، اسم واحد: سعد الحريري، وعينه على هدف واحد: اقناع القوى السياسية كلّها، بدءاً برئاسة الجمهورية وفريق "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه النائب جبران باسيل، صهر عون، بألا مفر من سيد بيت الوسط ولا بديل عنه، فهو في نظره رجل المرحلة بامتياز.
وقالت مصادر متابعة، أمس، ان "عجلات برّي لا تعمل في اتجاه واحد، بل شملت وستشمل الأطراف كلّها، من المختارة إلى بنشعي مروراً بخلدة، وصولاً إلى معراب. والجدير ذكره أن مسعاه لتسويق الحريري يحظى بمباركة كاملة من حزب الله، وهو منسّق مسبقاً مع الضاحية. فالأخيرة وإن سكتت عن المحكمة الدولية وحكمها، وإن كانت لا تبدو في وارد التصالح مع ما خرج عنها، تمهيداً لتسليم المتهم باغتيال الحريري، سليم عياش، وهو أحد أفراد الحزب، لكنها تريد أن يعود سعد الحريري إلى الرئاسة الثالثة، لإدراكها أن أي اسم آخر لن يؤمن للحزب المحاصر اليوم من كل حدب وصوب، اقتصادياً وسياسياً، الغطاء الذي يوفّره له الحريري". وختمت: "الصورة حتى اللحظة، ضبابية وهي لن تتضح قبل موقف صريح من الحريري من جهة، وقبل لقاء يفترض أن يجمع في الساعات القليلة المقبلة، كلاً من برّي والحريري".في موازاة ذلك، قال رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، أمس، انه أيّد "المحكمة الدوليّة منذ اللحظة الأولى لذلك نأخذ الحكم الصادر عنها على ما هو عليه، بكل رحابة صدر وبكل رضا إلا أن هذا الحكم وبكل صراحة هو كناية عن ربع حكم ليس لأن المحكمة لا تتمتّع بالكفاءة المطلوبة أو لأن الأشخاص فيها مشكوك بأمرهم أو لأنها مسيّسة أو لأي سبب من هذا القبيل وإنما انطلاقاً من الظروف التي عملت بها هذه المحكمة". واكّد جعجع أنه "قبل صدور حكم المحكمة افترض البعض أنّها مسيّسة. ولكن بعد صدور حكمها، والحيثيات الموجودة في الحكم، وطريقة التطرق الى الجريمة، تبيّن بشكلٍ واضح أنّ المحكمة غير مسيّسة، وانّها عملت وفقاً لأقصى المعايير العلمية، ولذلك أقلّ أقلّ أقلّ الإيمان تنفيذ حكم المحكمة". وختم: "اما تنفيذ حكم المحكمة بالقبض على سليم عياش وتسليمه للمحكمة الدولية، وهذا من مسؤولية الدولة، وإمّا دق آخر مسمار في نعش هذه الدولة".الى ذلك، كشف عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب حسن فضل الله، امس، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقى مرتين برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مرتين، ونحن لم نكشف سابقاً عن أحدهما"، لكنه لم يكشف عن تاريخ هذين اللقاءين ولا عما دار فيها ولا أين عقدا. وأضاف تعليقاً على زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة لبيروت: "إذا كانت المساعدات مربوطة بالإصلاحات فهو أمر مقبول، لأن الإصلاحات أصلاً هي مطلب لنا". وإذا صحت هذه اللقاءات بين ماكرون وقياديين من "حزب الله"، فستكون هي الأولى من نوعها بين الحزب ورئيس أوروبي، في وقت تتعالى فيه الأصوات في أوروبا لوضع هذا الحزب على لوائح الإرهاب، بعدما وضعت القارة العجوز جناحه العسكري على هذه اللوائح منذ أكثر من عام. وكان وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل قال، أمس الأول، إن "واشنطن مستعدة لمساعدة حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات بوجود حزب الله أو بعدم وجوده، وإنها تمكنت من التعامل مع حكومات لبنانية سابقة تضمنت عناصر من حزب الله".
دوليات
«حزب الله» يتمسك بالحريري ويعتبره «غطاء» له
21-08-2020